عاد لجدل حول اعادة مُحاكمة الدكتور جورج حبيب بباوي الى الشارع الكنسى بقوة، بعد الحملة التى قادها عدد من رواد السوشيال ميديا للمطالبة بمراجعة قرار مُنعه من التدريس بالكلية الإكليريكية، عام 1983، بسبب ظهور بعض الأخطاء في تعاليمه، من جانب المجمع المقدس فى عهد البابا شنودة
مطالبات بإعادة محاكمة « بباوى».. ومصدركنسي: لن يحدث
تشهد الساحة الكنسية حاليًا مطالبات من بعض علمانييها، بإعادة مُحاكمة الدكتور جورج حبيب بباوي
فيما قال" نصا" مصدر كنسي مُطلع، إن الكنيسة تتجاهل أي دعوات أو مُطالبات قد تُنشأ او تُحدث انقسامات داخلها.
وأوضح المصدر أن هناك فرقًا بين إعادة أسقف لكرسيه مثل الأنبا تكلا أو الأنبا سلوانس أو الأنبا ايساك وبين التعامل مع المعتقدات المغايرة للكنيسة والمنادين بها، في إشارة إلى أن عزل أسقف عن كرسيه قد يرجع لخلافات إدارية أو حتى لسقطة قد تاب عنها، إلا أنه لا يزال يتمتع بسلامة التعليم.
وأكد المصدر أن البابا تواضروس الثاني، وقع بخط يده على قرار المجمع المقدس بحرم "بباوي" حينما كان اسقفا عاما للبحيرة وبُناء عليه فمن المستبعد ان يدعو لعقد مجمعًا يحله من الحرم وكان قد وقع عليه بخط يده، بالإضافة لذلك فإن القاعدة المجمعية تؤكد أن من حُرم بمجمع لا يُحل إلا بمجمع، وإلى وقت كتابة تلك السطور قصة جورج حبيب بباوي ليست بين الملفات المُقرر طرحها في دور الإنعقاد المُقبل.
من هو بباوي؟
ولد "بباوي" سنة 1938 م، وانضم للكنسية سنة 1957 م، وقبلته الكنيسة، ودرس في الإكليريكية وعُيِّنَ معيدًا بها سنة 1961 م، واحتضنه البابا الراحل شنودة لتنشأ بينهما علاقة قوية جدًا، حيث كان "بباوي" ضمن الوفد المُرافق له في زيارته التاريخية لروما، ورسم شمّاسًا، كما كان ضمن الوفد المرافق له في الزيارة الأولى للبابا شنودة الثالث بالولايات المُتحدة الأمريكية عام 1977.
بدايات الأزمة
مُنع من التدريس بالكلية الإكليريكية، عام 1983، بعد ظهور بعض الأخطاء في تعاليمه، وزاد الأمر سوءً بنشره مقالًا يمدح فيه حركة الإصلاح البروتستانتية على يد مؤسسي الطائفة مارتن لوثر وجون كلفن، مُهاجمًا في الوقت ذاته السلطة الدينية وأسرار الكنيسة الأرثوذكسية وعلى رأسها سري الكهنوت، والإفخارستيا الأمر الذي مس بالعقيدة مساسًا جوهريًا.
كما انضم جورج حبيب إلى كنيسة الروم الأرثوذكس بروسيا عام 1984، حينما تزوج تبعًا لطقوسها، كما انضم كذلك للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في 1989، وبُناء على المُغالطات اللاهوتية الواردة بين تعاليمه مثل "شراكة الطبيعة الإلهية والكفارة وغيرها"، قام المجمع المُقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمناقشة تلك الأفكار في جلستين طارئتين الأولى بتاريخ 21 فبراير 2007 والثانية بتاريخ 26 مايو 2007 م، الأمر الذي انتهى بتوقيع حرمًا كنسيًا عليه بتوقيع مطارنة وأساقفة الكنيسة القبطية حينها.
33 سببًا لحرم "بباوي"
نشر المُطران الراحل الأنبا بيشوي والذي كان مُتوليًا منصب سكرتير المجمع المُقدس أثناء توقيع عقوبة الحرم على بباوي، 33 سببًا لإثبات صحة حكم الكنيسة القبطية على الأخير بالحرم جاء أهمهم:
1- الادعاء بأن الإنسان لا يستطيع أن يفهم علاقة الكنيسة بالمسيح إلا من خلال فهمه لعلاقة الرجل بالمرأة فهمًا كاملًا ناضجًا.
2- مهاجمة السلطان الكهنوتى وسلطان التعليم فى الكنيسة.
3- مهاجمة كل معتقدات الكنيسة الأرثوذكسية بصفة عامة مدعيًا أن التعليم حاليًا بالكنيسة هو تعليم غير مسيحى.
4- مهاجمة مدارس الأحد مع الادعاء بأنها تعلم الأطفال تعليم غير مسيحى.
5- مهاجمة الصوم أو التحريض على عدم الالتزام بالصوم الذى وضعته الكنيسة.
6- مهاجمة سر الإفخارستيا حسب معتقد الكنيسة فى الوقت الحاضر مع الادعاء ببطلان تعليم التحول الجوهرى تحت أعراض الخبز والخمر.
7- مدح تعاليم أوريجانوس خاصة فيما يختص بخلاص الشيطان.
8- التحريض على قبول فكرة الزواج المختلط من غير المسيحيين والتشكيك فى أهمية صلوات الإكليل.
9- التحريض على حضور أفلام عالمية فيها نوع من الشذوذ. والتشجيع على قراءة كتب غير روحية.
10- الادعاء بعدم معرفة مصير غير المؤمنين.
11- الادعاء بعدم أهمية طلب معونة الله فى كل عمل “محتاج لمعونة ربنا فى إيه؟؟ مش محتاج لمعونة ربنا”.
12- الادعاء بأن من ينقاد لإرادة السيد المسيح يكون مثل مطية تنقاد لمن يركبها. وشتيمة جميع المتناولين الذين يتكلون على معونة الله وإرشاده.
13- الادعاء بأن مارتن لوثر لم يهاجم الكهنوت وأن الكنيسة انحرفت عن تعليم الكتاب المقدس بعد القرن الخامس الميلادى وأن مارتن لوثر هو الذى أعاد للكنيسة عقيدتها
14- اتهام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالأريوسية لرفضها فكرة تأليه الإنسان
15- مهاجمة تعليم الكنيسة بشأن عقيدة التثليث مدعيًا أنها تعتنق نظرية القيمة Theory of Value لأرسطو وهى نظرية خاطئة فى نظره.
16- محاولة إثارة مشاعر الآنسات والسيدات ضد الكنيسة بسبب منع الكنيسة للمرأة عمومًا من دخول الهيكل.
17- الادعاء بأن العلمانية أعظم من الكهنوت.
18- الادعاء بأن تدريس اللاهوت ليس هو من اختصاص الباباوات ولكن من اختصاص العلمانيين وأساتذة اللاهوت.
19- قبول معمودية البروتستانت وكل معمودية من أى مذهب على اسم الثالوث.
20- موضوع نظرية الأجساد الثلاثة.
21- الادعاء بأن تعاليم “كالفن” مأخوذة من ذهبى الفم.
لما ظهرت تلك الدعوات؟
استغلت بعض التيارات مواقع السوشيال ميديًا، مُرفقين دعوات إلى المجمع المُقدس حاليًا برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لإعادة مُحاكمة الدكتور جورج حبيب بباوي.
وأشار المنادين إلى أن البابا سيستجيب لدعواتهم كما أعاد الانبا إيساك والأنبا سلوانس والأنبا تكلا أسقف دشنا إلى كراسيهم مُجددًا.
كما طالب المنادين في أن واحد بإعادة الانبا متياس أسقف المحلة الكبرى، والأنبا أمونيوس أسقف الأقصر إلى كراسيهم.