الويندوز العربى
عندنا «واقع لغوى»، لـ الأمر فى بداية الدعوة النبوية، فى القرن السابع الميلادى، وعندنا «إدراك» لـ هذا الواقع.
الواقع: إننا قدام أقوام مختلفين، اللى هم القبايل العربية بس بينهم تشابهات عديدة بـ درجات مختلفة. دا انعكس على لغاتهم، هى لغات كتيرة أوى، بس بينها تشابهات عديدة بـ نسب مختلفة. يعنى لغة هوازن غير لغة ربيعة، بس متشابهين، لـ إنهم من أسرة لغوية واحدة.
طيب، لغة هوازن غير لغة ربيعة غير لغة كندة غير لغة عبس، بس بينهم تشابهات، إنما لغة هوازن ولغة ربيعة، أقرب لـ بعض من لغة كندة ومن لغة عبس، وكندة وعبس أقرب لـ بعض، من لغة هوازن ومن لغة ربيعة «دى مش افتراضات دا اللى وصل لنا».
هل نقدر نعرف بـ الظبط بـ الظبط، لغة كل قبيلة، والاختلافات بينها وبين القبائل التانية؟
لأ، بـ الظبط بـ الظبط لأ، بس بـ نحاول، إنما الموضوع بـ يوصل أحيانا لـ «سوء التفاهم»، وأحيانًا لـ «عدم الفهم» الكامل، كل ما تكون القبائل أبعد عن بعض.
حيلو!
إيه بقى إدراك العرب لـ الواقع دا؟ خلينا نقول إنه الإدراك دا ماهوش حاجة واحدة فضلت ثابتة ومحددة طول الوقت، يعنى قبل الدعوة النبوية حاجة، وقت الدعوة النبوية حاجة، أيام بنى أمية حاجة، أوائل الدولة العباسية حاجة، وكدا يعنى.
بس أنا مش هـ أدوخك معايا، وهـ نتكلم عن أهم حاجة، وهى إيه؟ العرب لما لقوا إن اللغات فى النهاية تتشابه، بـ غض البصر عن الاختلافات، افترضوا إنه هذه اللغات جميعا ليها «أصل واحد فقط»، وبـ الطبع كان لازم يحددوا بـ الظبط إيه الأصل دا، فـ قال لك إنه اللى «اخترع» الأصل دا هو يعرب بن قحطان، والقحطانيين علموا الأصل دا لـ العدنانيين، فـ العدنانيين استغنوا عن لسانهم الأعجمى «أعجمى يعنى غير عربى» واتكلموا بـ اللسان العربى.
طب يعرب دا اخترع الأصل دا من بنات أفكاره؟ هو اللى ألف كل النظام اللغوى المعقد دا؟ «مش لـ إنه عربى أى نظام لغوى هو نظام معقد» طيب العدنانيين دول، لما اتعلموا العربية من قحطان، لغتهم اللى كانت قبل كدا دى ما أثرتش خالص؟ زى ما يكون كدا حلة فيها درة، دلقناها ومليناها قمح؟
لكن سيبك من الأصل دا، وبـ غض البصر عن إنه الأصل الواحد دا مالوش وجود، لكن خلينا نفترض إنه المشوار مشى كدا، دلوقتى إيه العلاقة بين لغات العرب «وقتها» «١٠٠ سنة قبل الإسلام مثلا» وبين هذا الأصل المفترض؟
المفروض، إنه هذه اللغات هى «تطور» هذا الأصل، هى «فيرجنس» جديدة، زى ويندوز تن كدا، بـ النسبة لـ ويندوز ٩٨ مثلًا. بس مش «ويندوز تن» لـ وحده، دا عندنا ألف ويندوز تن مختلفين.
لا، هم ما بصوش كدا هم اعتبروا إنه هذا الأصل «المفترض»، هو «الصح»، هو «السليم»، هو «النموذج»، وكل هذه اللغات، هى مجرد انحراف أو تبسيط أو تسهيل لـ هذا الأصل، واخترعوا كلمة «اللحن»، اللى بـ تشير إلى انحرافات اللغات المحكية عن هذا الأصل «النموذجى»، وقالوا إن الأصل دا هو «اللسان» العربى المبين، ولغة كل قبيلة هى «اللغة» المحلية.
لغة هوازن، لغة ربيعة، لغة كندة، لغة عبس..... إلخ إلخ، اللى هى منحرفة شوية عن الأصل.
هذا الإدراك قاصر جدًا، متعسف جدًا، ساذج جدًا جدًا جدًا، ليه؟
ليه دا بقى موضوع طوييييل جدًا... عايز مقالات كتير....
فـ خليكو معانا المرات الجاية.