حنان علاء.. أزهرية حاربت التطرف بـ «الرسم»: «مستجبتش لدعوات التحريم»
بفرشاة صغيرة وألوان مختلفة، ترسم حنان علاء، أحلامها، تطير من الواقع الذي تعيش فيه إلى عالم الخيال بما فيه من جمال وسعة أكبر لانطلاق الروح، تمكنها من إنتاج قطعة فنية يعجب بها من حولها، قبل أن ترفع معدل الثقة لديها.
تقول حنان، والتي تخرجت في كلية الدراسات الإسلامية، قسم اللغة العربية بجامعة الأزهر، إنها اعتادت التخلص من جميع الأزمات التي تمر بها في حياتها عن طريق الرسم، ومع كل معاناة تكتشف أن لديها أدوات جديدة يمكن أن تطوعها في سبيل الخروج بعمل فني مميز.
دراسة الفتاة العشرينية بين أروقة وجدران المعاهد الأزهرية لم تكن حائلًا أمام إثقال موهبتها التي اكتشفتها منذ الصغر، وعلى الرغم من تعرضها للعديد من الألسنة التي عارضت فنها، معللين في ذلك أن الرسم حرام، وأنها وبصفتها أزهرية ما كان لها أن تقدم على مثل هذا التصرف، إلا أنها اتخذت من "تحريم الفن" وسيلة لتحفيزها بشكلٍ أكبر والاستمرار في الرسم ومواصلة فنها، مؤكدة أن دعوات تحريم الرسم ما هي إلا دعوات للتطرف.
"إنتي إزاي بترسمي وانتي أزهرية.. إنتي مش عارفه إن الرسم حرام"، وقعت هذه الكلمات وقع الصدمة على سمع الشابة العشرينية وهي في سن صغيرة، إذ كيف يمكن للفن والموهبة التي حبانا بها الله أن تكون حراما، حتى لو تفوهت بعض الألسنة بذلك.
حاولت حنان الخروج بموهبتها إلى مخرج سديد، وبحثت عن إجابة على أسئلة كل هؤلاء، حتى لا تكون مخالفة لتعاليم الإسلام وتقاليد الأزهر الذي تدرس فيه، وتوصلت إلى إجابة من عدد من مشايخ الأزهر، الذين أكدوا لها أن رسم الأشخاص ليس محرمًا طالما أنها لا ترسم الصورة الكاملة لجسد الإنسان، وصاحبها في رحلتها الأب الذي شجعها منذ البداية رغم أن المسألة لم تكن مستصاغة ولا معهودة لدى أهالي قريتها الصغيرة بمحافظة الدقهلية.