شهادات خطيرة لداعشي مصري في سوريا: «هُزمنا من الداخل»
أجرى الإعلامي نشأت الديهي، حوارًا مع أحد الدواعش الموجودين في سجون شرق سوريا، وذلك ضمن سلسلة من لقاءات أجراها الديهي، في سوريا في محاولة لكشف ما آل إليه فلول التنظيم.
بنبرة هادئة تحدث الداعشي هيثم إبراهيم هيثم، مصري الجنسية، وكشف خلال الحوار كيف وصل إلى سوريا، ولماذا قرر الذهاب، وهل وجد داخل التنظيم ما كان يتوقعه، كما تحدث عن أسباب هزيمة التنظيم من وجهة نظره، وهل كان خلافة على منهاج النبوة؟، وما الدور الذي لعبه داخل التنظيم.
كيف كانت حياته في مصر؟
هيثم كان لديه حياة مستقرة، وكان لديه أم وزوجة وولد وبنتين، كان يعمل محاسب بمصنع أسمنت، ولديه مكتب سفريات للحج، تمكن من تأدية فريضة الحج أكثر من مرة، مع الرحلات التي كان ينظمها.
كيف خرج من مصر؟
قال هيثم، إنه بعد انتهاء حكم الإخوان في مصر وتعرضهم للسجن، قرر السفر إلى قطر، وانتهز فرصة وجوده في الحج، ليحصل على تأشيرة زيارة إلى قطر، ومكث هناك قرابة العام أو العامين.
لماذا قرر الذهاب إلى سوريا؟
كشف هيثم، عن 3 أسباب رئيسية دفعته لاتخاذ قرار السفر، السبب الأول هو تأثره بما يحدث في البلدان العربية من "بلبلة وتخبط"، والسبب الثاني هو ما سمعه في الإعلام عن قصف نظام بشار الأسد للمدنيين بالبراميل والأسلحة الكيماوية، والسبب الثالث هو أن جميع الشيوخ المشاهير الذي كان يسمعهم في التلفزيون دعوا للجهاد في سوريا، وعقدوا المؤتمرات للدعوة للجهاد، فذهب ملبيًا، لنصرة الضعفاء استجابة لدعوة الشيوخ.
كيف وصل إلى سوريا؟
أشار هيثم، إلى أنه سافر من قطر إلى تركيا، وكان على تواصل بمهربين أحدهما تركي الجنسية والآخر سعودي، هؤلاء ساعدوه للوصول إلى حيث يوجد تنظيم داعش، في الرقة، وكان ذلك في أواخر 2015.
ما دوره في التنظيم؟
أوضح هيثم، أنه عند وصوله إلى الرقة، أخذوا جوازات السفر، وبدأوا الفرز، لتوزيعهم على المهام المناسبة لهم، وكانت مهمته حسبما قال هي مساعدة الجرحي وعوائل الأسرى والقتلى وإمدادهم بالأدوية والمساعدات، ومساعدتهم على الانتقال بسبب الحروب.
مفاجأة هل وجد في داعش ما توقعه؟
قال هيثم، إنه لم يكن راضيًا عن كل أفعالهم، لكن بقي للنهاية فما كان يقبل بترك الأطفال والنساء والمصابين، كما فعل أوامر التنظيم، وهو الشئ الذي كرهه فيهم.
كيف كانت حياته في التنظيم
ضحك هيثم ساخرًا، عندما سُئل عن زواج النكاح، وقال إن من يموت أزواجهم نقدم لهم كل شئ، سكن أكل شرب علاج، ورفض الإجابة عما إن كن يتزوج مرة ثانية أم لا، على الناحية الأخرى، كشف زواجه من امرأتين داخل التنظيم واحدة روسية أنجب منها ولد، والأخرى هولندية تركها حاملًا ولا يعرف عنها شيئا، كما رفض الحديث عن كيفية زواجه بهن، بدعوى أنها أمور شخصية.
التنظيم في عيوان داعشي؟
يرى المسئولون والعسكريون وقادة الدول، أن داعش تنظيم إرهابي، لكن هل هو كذلك في عيون أعضائه؟ قال هيثم: "أقمنا في فترة زمنية معينة دولة، فيها مؤسسات وجيش وحياة طبيعية، وأناس يعملون مهام مختلفة، فليس الجميع يقاتلون"، مشيرًا إلى أنه لم يشارك في أي قتال، وإنما أغلب عمله تركز على مساعدات النساء والأطفال، لهذا مخيمات النساء والأطفال يعرفونه جيدًا باسم أبومسلم المصري.
مصادر أموال التنظيم
قال هيثم، إن أموال داعش تأتي من عدة مصادر، فهم كانوا يسيطرون على أراض بها بترول، فضلًا عن غنائم يحصلوا عليها عقب دخولهم منطقة معينة مثل الدبابات والآلات العسكرية، والأموال حال دخول مؤسسة حكومية أو بنك، فضلًا عن تحصيلات أخرى للأموال لا يعلم عنها شيء.
كيف هزم التنظيم؟
"ما هزمنا بطائرات أمريكا، وإنما عندما وجدنا في الداخل ظلم، أنا أدافع عن دين الله، لا عن أبو بكر البغدادي ولا الدولة الإسلامية، ولا يمكن أشبههم بالصحابة ولا الخلفاء، وما كانت خلافة على منهاج النبوة".
وأردف: "من ملامح الظلم داخل التنظيم عدم توزيع الغنائم بالعدل، عدم توزيع المال كما قال الله عز وجل، وكانوا يوسدون الأمر لغير أهله، وهو ما أدى لهزيمة التنظيم".
هروب أمراء داعش وتخليهم عن النساء
قال هيثم، إن أسوأ ما رأه في التنظيم، هو هروب الأمراء، غير مبالين بما يحدث للنساء ولا الأطفال، مردفًا: "ما بقي إلا المساكين والأبرياء، أما الأمراء سافروا وتركوا الأمور وأخذوا الأموال معهم، لم يقتلوا في البغوث، منهم من قبض عليه في تركيا، ومنهم من قتلوا على الحدود وهم يهربون".
ما رأيه في قهر داعش للسكان؟
يرى هيثم، أن التنظيم لم يسيئ لأحد، هو فقط طالبهم بالحسبة، أي ساعة الصلاة يترك العمل ويصلي، وتستر النساء وجهها، التدخين ممنوع، من يريد يدخن سرًا، ومن لا يعجبه الأمر فليرحل.
لماذا لم يغادر التنظيم؟
الهروب من التنظيم صعب، لأنه يحتاج 6 آلاف دولار يعطيهم للمهربين، و90% ممن يهربوا يلقى القبض عليهم على الحدود.
رسالة داعشي للشباب
ووجه نصيحة للشباب الذي يريد أن يذهب لنصرة دين الله وتطبيق شرع الله، قائلًا: "تعقلوا في الأمور وأفهموا حقيقة الأمر قبل أن تخطو أي خطوة، ولا بد أن تفهموا ما يحدث أولًا وتدرسوه بشكل صحيح"، مشددًا على أنه ندم على أشياء معينة فعلها وهي فراقه لأمه وأبنائه في مصر.