داعشيات مصريات في سجون سوريا: هل تغيرن بعد هزيمة التنظيم؟
هزم تنظيم داعش في سوريا شر هزيمة، وزج بفلوله رجالا ونساءً إلى السجون، بعد أن ظنوا أنهم امتلكوا الأرض والعرض وهيمنوا على الناس، ودان لهم الحكم، فهل راجع هؤلاء أنفسهم، وسألوا أنفسهم إن كانوا على صواب أم خطأ، أم ما زالوا متمسكين بفكرة الخلافة رغم ما جرته عليهم وعلى غيرهم من دمار وقتل وتشريد.
أجرى الإعلامي نشأت الديهي، مقدم برنامج "بالورقة والقلم"، المذاع عبر فضائية "TeN"، عددًا من اللقاءات مع داعشيات مصريات من المسجونين في سجون شمال شرق سوريا، بهدف معرفة ما يجول برؤوسهن الآن.
السفر عبر تركيا
السيدة سميحة، إحدى نساء داعش مصرية الجنسية، سافرت إلى تركيا بصحبة زوجها وأولادها "3 ذكور وفتاة"، تاركة الابن الأكبر في مصر، وبعد عامين سافرت إلى سوريا وانضمت للتنظيم.
وأقرت سميحة، بأن السفر كان قرارها، فهي امرأة تعمل منذ 27 عامًا وقادرة على تكوين وقناعة واتخاذ قرار، لا يمكن لزوجها إرغامها، موضحة أنها حاصلة على ليسانس آداب وتربية لغة عربية ودينية بجامعة عين شمس، وعملت في مصر حتى وصلت إلى درجة وكيل أول وكانت تعمل مديرة مدرسة، كما كان زوجها مدرسًا.
لماذا سافرت؟
"لا أحب الإسلام الأمريكاني"، هكذا نطقت سميحة، وتابعت: "الإسلام مش إني أصلي وأخرج أعمل اللي عايزه وأشرب سجاير"، مشيرة إلى أنها آمنت بفكر أبو بكر البغدادي، وأنه قادر أو راغب في تطبيق شرع الله الذي تعرفه وتريده، وترى أنه لا يطبق في مصر ولا في أي دولة أخرى، ورد الديهي، بأنها عليها أن تطبق شرع الله على نفسها، وليس على الآخرين، والتحكم في الآخرين.
خرجت مدعية المظلومية
سببًا آخر دفعها للسفر من مصر، فهي ترى أنها تعرضت للظلم، واتهمت ظلمًا أنها استغلت مركزها في العمل لدعوة الطلبة للتظاهر وللتأثير على زملائها للمشاركة في التظاهرات.
رفضت سميحة، الاتهام وقالت إنها بريئة منه، لكن على الجانب الآخر لم تنكر أن ابنها شارك في معارك داعش حتى قتل، فهي تعتبره شهيد قتل في سبيل تأسيس دولة الخلافة المزعومة، وما زالت على هذه القناعة، رغم ما سببه تنظيم داعش من قتل وتشريد للسوريين.
فساد التعليم في داعش
وأقرت سميحة أنها لمحت فسادًا في منظومة التعليم، فلا توجد منظومة ولا يوجد تعليم، كن يتلقين رواتب، لكن لم يكن هناك نتيجة، الفتيات لم تتعلم ولم تستفيد، لهذا قررت ألا تأخذ الأموال، بعكس أخريات وافقن.
ورغم إدانتها لمنظومة التعليم، إلا أنها مالت إلى أن أبو بكر البغدادي لم يكن على علم بذلك، ولم يكن فاسدًا، وألصقت التهمة بما أسمته "البطانة"، وهو تبرير شعبوي يتردد عندما يرفض العامة التصديق بأن القائد فاسدًا فيقول "هو كويس لكن اللي حواليه وحشين".
تمادي في المظلومية
"عندما سألت عن سبب وجودها في السجن، قالت لا يوجد سبب، اسألهم ما الذي ارتكبته؟ لم أفعل شيء، أنت قلت مواجهة الفكر تكون بالفكر، فلماذا سجنوني؟"، وهو ما رد عليه الإعلامي نشأت الديهي، قائلًا: "محاربة الفكر بالفكر، لكن هل توقف الأمر عند الفكر؟ أم تحول لفعل؟ سافرت إلى سوريا بالمخالفة للقانون، ودفعتي ابنك للمشاركة في القتال، وحثيتي آخرين على القتل، انضممت لتنظيم يقتل الناس".
لم يزحزها السجن عن ضلالها، فما زالت سميحة تحلم بدولة الخلافة المزعومة، ولا ترغب في العودة إلى مصر، لأنها لا تطبق شرع الله كما تعتقد.
ما قالته سميحة، كان لسان حال عدد لا بأس به من الداعشيات، لكنها كانت أكثرهن مجادلة، بحكم تعليمها وعملها ومسئوليتها في التنظيم.