مالناش دعوة يا موهيى
خلق الله كرة القدم لعبة جماعية، ماهيش زى التنس ولا الملاكمة ولا القفز بـ الزانة، الموضوع كله فى الفريق، وما شفناش لاعب واحد قدر يخلى نادى أو منتخب من لا شىء لـ منصات التتويج.
يمكن فيه حالات قليلة فى التاريخ نختلف بـ شأنها، زى ميسى مع برشلونة، مارادونا مع نابولى والأرجنتين، رونالدو مع البرتغال، لكن تقديرى أنه حتى النماذج المذكورة دى وغيرها، ما ينفعش تنقل الفريق من لا شىء لـ بطل، ممكن طبعًا يكون فارق، أو فارق أوى، إنما بـ نسبة.
رونالدو ما فرقش مع أندية، ومنتخب البرتغال من قبله وله شأن، من أيام لويس فيجو ونونو جوميز وغيرهم، ميسى ما فرقش مع منتخب الأرجنتين، مارادونا فرق، إنما الأرجنتين كانت مليانة نجوم، ونابولى كمان.
لـ ذلك، أنا لا أتعامل بـ جدية مع «الجوايز»، أى جوايز أيا كانت، بالون دوور بقى، ذا بيست، أحسن لاعب فى إفريقيا، أحسن لاعب فى المجرة، أحسن حارس مرمى منذ الانفجار العظيم، كل دا مالوش عندى أى معنى.
إزاى نقارن بين اللاعيبة، إيه المعيار اللى يخلينى أقول إن اللاعب دا يستاهل الجايزة دى ولا ما يستاهلهاش، مع كل جايزة، كل جايزة، بـ نقعد نقول إنه اللى حصد اللقب ما كانش قده، وفيه فلان أو علان أو ترتان كان يستحقها أكتر.
أومال يعنى اللى بـ يعملوا الجوايز دى، الفيفا والويفا والكاف وفرانس فوتبول وغيرهم وغيرهم، ناس ما تعرفش يعنى الحكاية دى؟ مش هى دى المؤسسات اللى بـ تدير كرة القدم فى العالم كله، وتحط نظامه، وعارفة إيه اللى ينفع وإيه اللى ما ينفعش؟ وإيه اللى له قيمة وإيه مالوش؟ هـ نعرف أحسن منهم يعنى؟
الحكاية مش كدا، الموضوع بدأ فى خمسينات القرن اللى فات، لما الفيفا انتهجت نهج جديد، وهو توسيع دايرة المنافسة قدر الإمكان، على كل حاجة وأى حاجة، ما يبقاش بس فى الملعب وعلى البطولات والألقاب، فـ بدأت تهتم بـ حاجات ما كانش ليها أهمية قبل الوقت دا، وتخترع حاجات جديدة.
مش بس الفيفا، الإعلام الرياضى العالمى هو كمان اهتم واتشجع، الإعلام لقى فى توسيع دايرة المنافسة مادة خصبة، أخبار كل يوم، سواء فيه لعب أو مفيش، مشادات ومجاذبات وكواليس، ودا يشجع ودا يشكك، ودا يهاجم ودا يدافع، فـ ينتعش الإعلام وأهميته تزيد.
من هذا الوقت ظهرت الجوايز وبدأ الاهتمام بيها، وجرى تسويقها بـ اعتبارها بطولة فى حد ذاتها، ولقب يتنافس عليه اللاعبين، والجوايز دى طبعا بـ الملايين، بـ يتعمل لها حفلات ضخمة جدا، الحفلات ليها رعاة وليها عائدات، وعليها إعلانات، وفلوس رايحة وفلوس جاية.
علشان كل دا، مش بـ أتعامل مع موضوع محمد صلاح والجايزة، إلا فى هذا الإطار، سيبك من إنه هو كسبها أو ما كسبهاش، الفكرة هنا إنه فيه لقطة هـ تتاخد فى الحفلة دى، اللقطة دى مين مستفيد منها؟ الموضوع معقد ومتشابك.
الدولة المصرية أكيد مستفيدة منها، إنما فيه ناس تانية ركبت على الحفلة، تحديدا هانى أبوريدة ومجموعته، أنا شخصيا ما عنديش أى مشكلة تجاه أبوريدة وفريقه، عيوبهم هى عيوب الكرة المصرية من يوم ما عرفناها، إنما هم عملوا حاجات يشكروا عليها، عموما زمنهم مضى، وأى لقطة هـ ياخدوها من باب التكريم ليس إلا.
صلاح بقى عنده مشكلة معاهم، إحنا ما نعرفش بقى أبعاد المشكلة دى، وهل ليها علاقة بـ فلوس وشركات إعلانات، ولا طريقة تعامل، ولا فيه أسرار مش معلنة، بس واضح إنها مشكلة عميقة، فـ ما حبش يشارك فى اللقطة اللى هـ ياخدوها.
بـ ما إننا ما نعرفش حاجة، وهم مش عايزين يشركونا فى اللى بـ يحصل، والجايزة مش مهمة أساسا، فـ أنا ما عنديش أى موقف من صلاح، ولا بـ أيده، وعلى رأى المثل اللى بـ يقول: مالناش دعوة يا موهيى.