فى ذكرى «أم المصريين».. كفاح صفية زغلول لتحرر المرأة
تحل اليوم ذكرى وفاة صفية زغلول، التي رحلت عن عالمنا في 12 ديسمبر 1946، لقبت بأم المصريين، إثر مشاركتها في مظاهرات ثورة 1919، كان لها دورًا بارزًا في قضايا تحرير المرأة المصرية مع هدى الشعراوي، وعلى الرغم من ارتباط اسمها بزوجها سعد زغلول، إلا أنها لم تتخلى عن دورها الوطني بعد وفاته، وظلت تناضل عشرين عامًا حتى رحيلها، لدرجة أن رئيس الوزراء وقتها "إسماعيل صدقي" وجه لها إنذارًا بأن تتوقف عن العمل السياسي، إلا أنها لم تنصاع، واستمرت في العمل الوطني وكأن شيء لم يكن.
ظهور القيادات النسائية
عند الحديث عن الحركة النسوية في مصر، لابد من ذكر محطة "ثورة 1919" التي شهدت خروج جميع فئات الشعب إلى الشوارع، مطالبين بالاستقلال من الاحتلال الانجليزي، وكان دور المرأة مهمشًا قبلها، لكن الحال تبدل بفضل صفية زغلول، هدى شعراوي، اللتين وقفتا فى الصفوف الأولى لحث النساء على التظاهر بجانب الرجال، ومن يومها بدأ وضع النساء يتغير تدريجيًا.
وعقب نفى زوجها الزعيم سعد زغلول، أصدرت بيانا قرأته سكرتيرتها على الحشد المجتمع أمام بيت الأمة جاء في بعض منه: «إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعدًا فإن شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها في نفس المكان الذي وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن».
قصة خلع الحجاب
أقدمت صفية زغلول على خلع الحجاب فى ١٩٢١، أثناء لحظةَ وصولِها مع زوجها سعد زغلول إلى الإسكندرية، لتصبح أول زوجة لزعيم سياسي تظهر سافرة الوجه في المحافل العامة.
ويذكر كتاب "الحركة النسائية فى مصر بين الثورتين" للدكتورة آمال السبكى، إن صفية زغلول زوجة زعيم ثورة 1919، كانت أول سيدة تنزع الحجاب لما عادت مع زوجها من منفاه.
وكانت التفاصيل بحسب الكتاب، أنه حين عاد الزعيم الراحل سعد زغلول من منفاه عام 1921 واستقبله المصريون بحفاوة، سألته صفية زغلول قبل وصول الباخرة إلى ميناء الإسكندرية، هل حان الوقت لنزع البرقع الأبيض؟ فاستشار زغلول أنصاره واصف غالى وعلى الشمسى، اللذان لم يؤيدا الاقتراح خوفًا من تعرضه للانتقاد، لكن زعيم ثورة 1919 رفض تخوفهما، فقال: هذه ثورة.. ارفعى الحجاب.. ورفعت صفية زغلول الحجاب، وخرجت أمام الجماهير للمرة الأولى دون البرقع الأبيض.