رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رشا الخولى: أحدثنا طفرة فى مجال البحث العلمى.. وأحب التجديف والديكور (حوار)

دكتورة رشا الخولى
دكتورة رشا الخولى

قدمت العديد من البحوث العلمية التى خدمت المجتمع، واستطاعت أن تلفت الأنظار إليها فى الحقل العلمي، هي دكتورة رشا الخولي، نائب رئيس جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة، لشئون التعليم والطلاب، وأول امرأة مصرية تنضم لعضوية مجلس الشيوخ في الجامعة الأورومتوسطية في سلوفانيا.. التقت معها «الدستور» فى حوار للحديث عن أعمالها الخدمية لصالح الحركة التعليمية وتبادل الخبرات مع الدول، ودورها الفعال فى البحوث العلمية الخاصة بأزمة المياه، وانضمامها لمنظمة «الفاو» فى الحوار التالى:

- كيف بدأت حياتك العملية بعد تخرجك من كلية الهندسة؟
تخرجت من هندسة شعبة مدني، بجامعة عين شمس عام 1993، وكنت من أوائل الكلية، فعينت فى المركز القومى لبحوث المياه، وكانت ميزة هذا المركز هو وجود مشروعات ممولة من جهات كثيرة، فهذا أتاح لى أن أتعامل مع خبراء أجانب فى مجال المياه، ودخلت العديد من المشاريع القومية الكبيرة منها الشبكة القومية للرصد التابعة لمصر، وأول مشروعات خاصة بالاستشعار عن بعد لمياه نهر النيل، ومن هنا أنهيت الماجستير سنة 1997، والدكتوراه سنة 2002.
http://www.dostor.org/upload/newsattachments/106/6/883.jpg
-وماذا عن المجال الأكاديمي؟
فكرت بعد ذلك فى الدخول إلى الحياة الأكاديمية، واشتركت مع العديد من الجامعات فى عملية التدريس، ووضع المناهج التعليمية، وتحديثها من أخر ما تم ما توصل إليه الخبراء فى عالم التكنولوجيا، وكانت من تلك الجامعات 6 أكتوبر، والمستقبل، والعلوم والثقافة.
واتجهت إلى ذلك لأنه منذ تواجدى فى الجامعة وبعدها، لم نجد نحن كخريجين مشاركة فعالة فى التقنيات الحديثة، وشعرت أن الشباب فى مختلف الجامعات فى حاجة ماسة إلى تكوين كوادر تستطيع أن تضع نصب أعينها عملية البحث العلمى الفعال القابل للتطبيق، حتى لا يكون على مجرد أوراق يلقى بها على الطريق، ليس لها أى فائدة.

- حدثينا عن انضمامك لمنظمة الفاو؟
فى نفس ذلك الوقت كنت بدأت العمل مع العديد من الجهات الدولية، وكان أهمها منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" التابعة للأمم المتحدة، وبدأت معهم كباحثة على مستوى محلى، حتى ترقيت إلى العمل على مستوى عالمى، من 2005 حتى 2017 حتى تم ترقيتى، إلى نائب رئيس جامعة مصر الجديدة، واختيارى من قبل المجلس الأعلى للجامعات لأكون عضوًا في لجنته لمراقبة وتقييم المؤسسات الهندسية المختلفة في مصر.

-تهتمين كثيرا بعملية البحث العلمى لدى الطلاب.. حدثينا عن الأمر؟
منذ عام 2012، وحتى الآن وأنا أتبع الجانب الأكاديمى، وكنت مهتمة بالبحث العلمى، عندما عينت عميدة كلية الهندسة بجامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة، وكنت حينها أصغر سيدة تشغل هذا المنصب فى مصر، ومن بعدها نائب لرئيس الجامعة، وعلى الرغم من أن عملية البحث العلمى مكلفة للطلاب، لكن الأمر صار سهلًا مع مرور الوقت، بوجود مقترحات تقدم للجهة المانحة للتمويل، كالاتحاد الأوروبى وجهات البحث العلمى فى مصر، وصندوق دعم العلوم والتكنولوجيا.

وبهذا لا يصبح الطلاب عبئا على الجامعة، بل إضافة لها، فالطالب الذى يذهب للدراسة فى الخارج، يعود بشخصية مختلفة تماما، لاطلاعه على ثقافات مدارس مختلفة فى الفكر، وورش، ومصانع، خاصة فيما يتعلق بالجزء الهندسى.

حدثينا عن هذا المنصب تحديدًا؟
نجحنا في عمل طفرة كبيرة فى عملية سفر الطلاب من وإلى مصر، والاشتراك بالعديد من المسابقات، والربط بين الجانب العملى وسوق العمل، وكان البحث العلمى هو الأساس الذى قمنا من خلاله بتدعيم تواجد الطلاب بالخارج، والحصول على معدات، وأدوات تكنولوجية جديدة خاصة بالتعلم، وتحديث المناهج الأكاديمية بما يواكب السوق العالمى.
-هل ظل اهتمامك بقضية المياه مع اقتحامك المجال الأكاديمى؟
بالطبع، فأنا طوال تلك السنوات لم أغفل عن قضيتى الرئيسية، خاصة مع تواجد خارطة مصر بشأن هذه الأزمة بحلول عام 2030، وبداية دعينا ننظر أنه بدون سد النهضة، نحن لدينا مشكلة بالفعل، فزيادة النمو السكانى لا تتناسب مع الحصة المائية لمصر، وكذلك المياه المالحة فى حاجة إلى تحلية، وهى عملية مكلفة للغاية، لأنها تحتاج إلى الطاقة، وإن حدث ذلك فإنها سوف تهدر فى العديد من العمليات، وبالتالى فإن منظومة البحث العلمى القادمة ستركز على منظومة والغذاء والمياه والطاقة معا.

وبذلك سوف يتم العمل على التحلية، والأبحاث على المحاصيل التى تعتمد على مياه قليلة، والنظر إلى عادات الناس فى المياه، والكهرباء، واستبدال الكهرباء التقليدية بالطاقة المتجددة والمستدامة.

-وماذا عن الجامعة الأورومتوسطية في سلوفانيا؟
هى عبارة عن شبكة من اتحاد الجامعات الأوروبية على حوض البحر المتوسط، من أجل مناقشة المشكلات المختلفة، وتسهيل عملية تبادل المعلومات، والبحث العلمى على مستوى أوروبا، وكانت تجربة ناجحة بين الشمال والجنوب فى تدعيم العملية البحثية فى كافة المجالات كالصحة والبيئة، والطاقة.
-كيف حصلتِ على منصب عضوية مجلس الشيوخ؟
منذ حوالى سنتين قدمت عرضا، عن "كيف قدمت المشاريع البحثية الممولة من مصر أو الاتحاد الأوروبى طفرة؟"، وكان العرض تحت عنوان "الدراسة خارج الفصل"، ونال استحسان الحاضرين، وفى الانتخاب الأخير الذى أقيم هذا العام تم تعيينى عضوًا بمجلس الشيوخ في الجامعة الأورومتوسطية في سلوفانيا، وأنا أول امرأة مصرية تنضم إلى هذا المجلس الاستشاري الموقر.

-وماذا عن اختيارك ضمن الـ50 سيدة الأكثر تأثيرا فى مصر؟
أنا سعيدة للغاية، لاختيارى على مواقع التواصل الاجتماعى ضمن الـ50 سيدة الأكثر تأثيرا فى مصر، وهذا يؤكد أن أى كان تخصص الشخص، ومجاله، كما تم تكريمى أيضا هذا العام ضمن لجنة تحكيم اللجنة العلمية لأسبوع القاهرة للمياه.

هذا يذكرنى بفترة شبابى التى قضيتها فى كلية من أصعب كليات مصر، ويهيمن عليها الذكور إلا أننى كنت من أوائل زملائى الذين حصلوا على الماجستير والدكتوراه، واستطعت أن أشترك فى العديد من المشروعات، وأسافر بالخارج، وأعود للتطبيق فى مصر، طالما امتلكت روح التحدى، وحب التعلم.
http://www.dostor.org/upload/newsattachments/106/6/886.jpg
-هل لديكِ هوايات غير العلوم؟
كنت من هواة رياضة التجديف، وحصلت على بطولة الجمهورية 5 سنوات على التوالى، واستمريت فيها حتى بعد الأربعين، وكانت السبب فى تعليمى أن الإنسان يستطيع أن يفعل أكثر من شىء فى آن واحد، وفى بعض الأحيان أفضل القراءة، والزراعة، وتنسيق الحدائق، وأعمال الديكور، وأولادى، وأصدقائى من أهم مقومات نجاحى وسعادتى.