أسرار زيارة نائب الرئيس الأمريكى إلى العراق

كشفت قناة "سي إن إن" الأمريكية أن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس التقى نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق، خلال زيارته اليوم إلى العراق، ولم يلتقي رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي مكتفيًا باتصال هاتفي معه فقط.

ووصل بنس في زيارة مفاجئة غير معلنة اليوم السبت، إلى قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار بغرب البلاد، حيث تتمركز قوات أمريكية هناك.

وقالت "سي إن إن" إن ذهاب نائب الرئيس مايك بينس إلى العراق تم بشكل سري لزيارة القوات الأمريكية قبل عيد الشكر وسط احتجاجات عنيفة مناهضة للحكومة العراقية، وقد تلقى بنس إحاطة سرية من القائد الأمريكي للقوات في القاعدة العسكرية وعبر للقوات عن دعم الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب بشكل تام.

وأوضحت القناة الأمريكية، أن بنس أجرى اتصاله برئيس الوزراء العراقي خلال وجوده في القاعدة وأخبره بنس أنه سافر إلى العراق "لتقديم الامتنان للرجال والنساء من الجيش الأمريكي الذين يخدمون في العراق"، كما بحث معه التظاهرات القائمة بالبلاد.

وأبلغ "بنس" أعضاء الخدمة في القاعدة أن إدارة ترامب تقاتل من أجل تأمين زيادة أخرى في الرواتب للرجال والنساء في الجيش، لكنه أكد أن الكونجرس هو من يعطل هذا الأمر الذي كان ينبغي أن ينهي عمله قبل أشهر، لكن بسبب السياسة الحزبية والتحقيقات التي لا نهاية لها ضد الرئيس ترامب أدت إلى تباطؤ الأمور، في إشارة إلى إجراءات عزل الرئيس دونالد ترامب من قبل مجلس النواب.

كما تطرق بنس وفقًا للقناة الأمريكية إلى الغارة العسكرية الأمريكية التي قتلت زعيم داعش أبو بكر البغدادي، وروى بنس كيف كان الموقف في البيت الأبيض عندما تلقوا نبأ مقتل البغدادي.

وأكدت "سي إن إن " أن بنس زار مدينة أربيل العراقية حيث تتمركز بعض قوات العمليات الخاصة الأمريكية والتقى برئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني حيث سعى إلى طمأنة الزعيم الكردي بدعم الولايات المتحدة لهم.

وقال "بنس" خلال لقائه مع بارزاني "نيابة عن الرئيس ترامب أرحب أيضًا بفرصة التأكيد على الروابط القوية التي نشأت في نيران الحرب بين شعب الولايات المتحدة والشعب الكردي في هذه المنطقة".


وشددت القناة على أن زيارة بنس لكردستان مهمة فهي تأتي بعد أكثر من شهر من إعلان الولايات المتحدة انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا حيث كانت الولايات المتحدة تقاتل إلى جانب الأكراد في المنطقة، وسمح هذا القرار لتركيا بشن هجوم طويل المدى عبر الحدود في شمال شرق سوريا المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد.

وفى السياق ذاته، قالت قناة "NBC" نيوز الأمريكية، إن زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس الغير معلنة إلى العراق صباح اليوم السبت، جاءت بعد أشهر من الانتقادات بأن إدارة ترامب خانت الأكراد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، في محاولة لإصلاح هذا الخطأ.

وأضافت القناة، أن الزيارة جاءت بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب الشهر الماضي أنه سوف يسحب 1000 جندي أمريكي من الحدود التركية السورية شمال شرق سوريا الخاصة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بقيادة الأكراد التي عملت مع الولايات المتحدة لإعاقة انتشار تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة.

وأوضحت قناة "NBC" أنه بسبب هذا القرار غزت تركيا على الفور شمال شرق سوريا، مما تسبب في إعلان القوات الكردية في المنطقة بأن الولايات المتحدة خانت تحالفها معها، فبعد فترة وجيزة من الغزو التركي لشمال سوريا سافر بنس إلى أنقرة للتفاوض على وقف القتال للسماح للقوات الكردية بالانسحاب من المنطقة.

واعتبرت الصحيفة، أن زيارة بنس للعراق جاءت كمحاولة منه لتخفيف بعض مخاوف الأكراد، وكذلك الرد على انتقادات المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين بالكونجرس، لهذا التقى بنس، نيجيرفان بارزاني رئيس رئيس إقليم كرستان العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي في مدينة أربيل، بينما أجرى مكالمة هاتفية فقط مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي.

وكشفت القناة عن أنه تم إبقاء زيارة بنس إلى العراق سرية لأغراض أمنية وليس لأسباب أخرى، فهي أول رحلة يقوم بها بنس إلى العراق كنائب للرئيس ترامب.