ميركل: تطور مصر من مصلحتنا.. و"مؤتمرات الشباب" تتيح المزيد من الفرص
أكد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن قارة أفريقيا لديها فرص ومكاسب أكثر من المخاطر التي يتحدث عنها البعض، داعية إلى ضرورة أن تبذل ألمانيا وأوروبا كل ما في وسعها للتعاون مع أفريقيا، مشددة على علاقات مصر بألمانيا، وأن القاهرة لاعب أساسي لحل الأزمة الليبية بشكل سلمي.
وعبّرت ميركل، في حوار نشر الثلاثاء، على موقع القناة الأولى الألمانية «ARD» عن أسفها لتدهور الأوضاع في منطقة الساحل الأفريقية فالأوضاع هناك ساءت بدلًا من أن تتحسّن على الرغم من أن ألمانيا وفرنسا تحاولان منذ فترة طويلة النهوض بالتنمية والاستقرار في هذه المنطقة قائلة: "لماذا نحن الأوروبيين عاجزين جدا؟"
أضافت ميركل"ليس فقط نحن عاجزون كأوروبيين هناك، ولكن هذه البلدان في وضع صعب أيضًا، ونحن ليس لدينا حل سياسي لمشكلة ليبيا، لهذا السبب بدأنا الآن في إجراء مناقشات مع الدول التي تؤثر على ليبيا من أجل بدء عملية سياسية ودعم عمل مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة؛ لأن ليبيا هي محور السلام والاستقرار في الساحل".
وتعليقًا على علاقة ميركل بالرئيس عبد الفتاح السيسي ولقائهم العديد من المرات قالت ميركل "أعتقد أن الأمور مرتبطة ببعضها البعض(قضايا حقوق الإنسان)، نحن لا نتحدث فقط عن الاستثمار الاقتصادي، لكن بالطبع عن المجتمع، لقد عملنا بجد في رئاستنا لمجموعة العشرين لإشراك المنظمات غير الحكومية في قمة مجموعة العشرين وتشجيع الآخرين على القيام بذلك أيضًا مع منتديات الشباب، ومنظمات المجتمع المدني غير الحكومية والرابطات النسائية".
أضافت "نريد أيضًا استخدام هذه الاتصالات للتركيز على المشاركة المدنية، وبالطبع نتحدث أيضًا عن الأشياء التي تقلقنا في البلدان هذا لا يعني النظر بعيدا، لكن من مصلحتنا لبلد مثل مصر أن يتطور بثبات حتى يكون للشباب فرصة ومنظور هناك".
وقالت ميركل علينا أن ننظر إلى الأوضاع في ليبيا فماذا يحدث عندما يكون بلد ما غير مستقر، مشددة على ضرورة التعاون مع القاهرة لحل الأزمة في ليبيا: "مصر عنصر أساسي في إيجاد حل سياسي في ليبيا".
وواصلت بأنها تعمل على تحسين استثمار الشركات الألمانية في أفريقيا ودعمها، مشيرة إلى أن حكومتها تركز على إفريقيا حيث أطلقت مبادرة خلال رئاسة مجموعة العشرين في ألمانيا بشان أفريقيا.
أضافت: "الأمر كله يتعلق بجلب المزيد من الاستثمار إلى إفريقيا، في المقابل، تتعهد البلدان بجعل أطرها السياسية أكثر شفافية، على سبيل المثال في القطاع المالي أو في القطاع المصرفي وهذا أمر مهم للغاية، فعلى سبيل المثال قمنا بتطوير شروط ائتمانية خاصة كحافز للخدمات التي تقدمها هذه البلدان".
أوضحت المستشارة الألمانية أن هذه الاستثمارات يمكن دعمها، وهذا الأمر سيشجع الشركات الألمانية الصغيرة والمتوسطة على الاستثمار في أفريقيا:"أنشأنا صندوقًا خاصًا للشركات الصغيرة التي ترغب في الاستثمار في إفريقيا تحت مسمّى Africa Connect، فمن خلال هذا الصندوق سنقوم بدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في القارة السمراء".
وأكدت ميركل أن دعم برلين لقطاع الزراعة في الدول الأفريقية، وكذلك تقديم المساعدات الإنمائية حيث تقوم جمعية التعاون الدولي (GIZ) بالكثير هناك، مشيرة إلى أن ما نحتاج إلى تعلّمه هو إيجاد جسر بين التدريب المهني وفرص العمل للشباب وهذا يعني أن بلادها تحتاج إلى توظيف المزيد من الشركات في ألمانيا فعلى سبيل المثال العام الماضي كان لألمانيا مبادرة في السنغال بجعل 300 قرية تستخدم الطاقة الشمسية وهذا يحسن نوعية الحياة على الأرض ويعطي الشباب المزيد من الفرص.
وبشأن دعم قطاع الطاقة المتجددة في أفريقيا عبر أوروبا وألمانيا قائلت ميركل "لدينا فرصة كبيرة هناك، لكن يجب التنسيق مع الدول الأفريقية فهناك أيضًا مزودي طاقة هناك، وبعضهم لديهم إستراتيجية مختلفة تمامًا، غالبًا ما يستغرق تطوير الطاقة المتجددة وقتًا طويلًا - كما رأينا في مشروع السنغال".
وتابعت "ندعم المغرب الذي يعد جزءًا من مبادرة "الاتفاق مع إفريقيا"، من خلال محطة ضخمة للطاقة الشمسية، والتي يمكنها تزويد أكثر من مليوني شخص بالكهرباء، لكن بالطبع ألمانيا لن تفعل ذلك بمفردها".
وشددت المستشارة الألمانية على أن الاستثمارات في أفريقيا هي استثمارات في المستقبل، مشددة على ضرورة دعم أفريقيا وشبابها الذي وصفته بأن لديه دوافع ومحفزات قوية لا تصدق قائلة: وضعت إفريقيا الآن لأول مرة أجندة لنفسها".