تحذير من النظر للشمس الساعة 2.35 ظهرًا اليوم
تشهد مصر ظاهرة فلكية نادرة خلال ساعات، إذ يعبر كوكب عطارد أمام قرص الشمس بحيث يبدو للراصد من الأرض كأنَّه نقطة سوداء تتحرك ببطء من خلال المناظير الفلكية المستخدمة لرصدها.
وقال أشرف تادرس، أستاذ الفلك في المركز القومي للبحوث الفلكية، إنَّ عبور كوكب عطارد أمام قرص الشمس يبدأ في الساعة 2.35 دقيقة بعد الظهر بتوقيت القاهرة، عندها يكون عطارد على الحافة اليسرى من قرص الشمس.
وأضاف "تادرس"، لـ"الدستور"، أنَّ كوكب عطارد سيظهر كنقطة صغيرة سوداء مستديرة تتحرك ببطء شديد عبر قرص الشمس، ويستمر على هذا النحو حتى الساعة 5 مساءً، إذ يصل عطارد إلى منتصف قرص الشمس تقريبًا، ثم تغرب الشمس ولا نستطيع متابعة الظاهرة من القاهرة.
وتابع أنّ هذا العبور يحدث لكوكبي عطارد والزهرة فقط، إذ إنَّ الكوكبين من الكواكب الداخلية أي تقع قبل كوكب الأرض في الترتيب بالنسبة للشمس، ولذلك لا يمكن أن تحدث هذه الظاهرة مع أي كواكب أخرى في المجموعة الشمسية سوى عطارد والزهرة فقط.
وأشار إلى أنَّ تفسير هذه الظاهرة يرجع إلى أن مدار كوكب عطارد يميل على مدار كوكب الأرض بـ7 درجات تقريبًا، ولذلك لا يتيح لنا سكان الأرض رؤية مرور عطارد أمام قرص الشمس إلا في شهري مايو ونوفمبر فقط "بفارق 6 أشهر"، إذ يتقاطع المداران وتكون الأرض وعطارد والشمس على خط مستقيم واحد.
ويتكرر هذا الوضع كل 13 عامًا، أي عندما تمر الأرض وعطارد بإحدى نقطتي تقاطع المدارين، علمًا بأنَّ عطارد يدور حول الشمس مرة واحدة كل 88 يومًا فقط، وفق «تادرس».
وأشار إلى ضرورة الإحاطة بعدم التحديق في قرص الشمس بالعين المجردة، إذ إنَّ رصد هذه الظاهرة يستلزم وجود تليسكوب فلكي مع فلتر شمسي جيّد مخصص لذلك.
وزاد: «لا يجب استخدام الزجاج المدخن أو النظارات الشمسية العادية أو صور الإشاعات الطبية أو أقراص الحاسب الممغنطة القديمة وغيرها، إلا لفترة وجيزة جدًا لا تتجاوز 30 ثانية فقط، إذ إنَّها غير آمنة تمامًا فينفذ منها الأشعة البنفسجية وتحت الحمراء التي لها تأثير ضار جدًا على العين».
واختتم تصريحه بأنَّه سيفتح أبواب المعهد في المقر الرئيسي بحلوان لاستقبال الجمهور من الهواة والمهتمين بعلم الفلك، لمشاهدة ومتابعة هذه الظاهرة.