اليأس مقبرة الأمم
الحكمة تقول إن مُرافق الحكماء يزداد حكمة، أما رفيق الجهال فيضر نفسه، وحكمة المرأة تبنى بيتها وحماقتها تهدمه بيدها، ومن يساير الشرير يهدم بيته، أما بيت المستقيم فيزدهر، والغبى يصدق كل كلمة، والذكى ينتبه إلى ما ينطق به وما يحب أن يسمعه، بطىء الغضب، كثير الفهم، أما الغضوب فتكثر أخطاؤه.
قديمًا قال سقراط: «لكى نحرك العالم علينا أن نحرك أنفسنا». فالكل يريد تغيير العالم من حوله، لكن قليلين يفكرون فى تغيير أنفسهم، ولو سألت أيًا من شعوب العالم: ماذا تريدون؟ لسمعت ذات الإجابة: التغيير ثم التغيير، ولو واجهنا طالبى التغيير: من أين نبدأ؟، لاكتشف السائل أنه نسى نفسه. وللكاتب الكبير «جورج برنارد شو» مقولة: «التقدم مستحيل دون تغيير، وأولئك الذين لا يستطيعون تغيير عقولهم لا يستطيعون تغيير أى شىء».
وقديمًا سُئل لقمان: ممن تعلمت الحكمة؟، فقال: «تعلمت الحكمة من الجهال، فكلما رأيت فيهم عيبًا تجنّبته»، وللشاكين من كل ما حولهم قال المهاتما غاندى: «عليك أن تكون أنت التغيير الذى ترجوه وتتمناه للعالم».
أما العلامة والمفكر الدكتور مصطفى محمود فى رده على الشاكين من كل ما حولهم، حتى لم يعد يعجبهم العجب، سمعناه يقول: «لا حل سوى أن يبدأ كل منا بنفسه فيغيرها ويسمو بها فوق أحقادها، ولا يركن إلى الحلول السهلة مثل اتهام الآخرين ويلقى بالذنب على الفقر وعلى الزمن وعلى الشيطان بحجة أنه (شاطر)». وقديمًا كنا نسمع الحكمة التى تقول: «وأنت تشير لائمًا على غيرك بإصبع يدك تذكر أن الأصابع الأربع الأخرى فى يدك تشير نحوك».
والعلامة محمد الغزالى له مقولة «إن كان التغيير المطلوب فى مقدورك، فالصبر عليه بلادة والرضا به حماقة»، فالحياة مسرحية عنوانها «إذا تألمت تعلمت، ونحن الجمهور إذا أعجبتنا المسرحية أو لم تعجبنا، فقد دفعنا ثمن التذكرة».
ويقول ستيف جوبز مؤسس شركة «أبل»: «تقع الأعداد الكثيرة من الأخطاء فى أثناء محاولات التجديد، فمن الأفضل الاعتراف بها والبحث عن مجالات أخرى للنشاط».
ومن الحكم المأثورة «لا يحتاج الإنسان إلى شوارع نظيفة ليكون محترمًا، ولكن الشوارع هى التى تحتاج إلى أناس محترمين لتكون نظيفة. فبالعقل نبدأ، وبالوعى تحيا النفوس».
ويقول الأديب محمد الرطيان «الإدارة المهووسة بنظافة المدينة نسيت أن أول خطوة لتنظيف المدينة هى تغيير الإدارة غير النظيفة».. ولذات الكاتب مقولة «بإمكانك عبور نهر صغير، ولكن من المستحيل أن تعبر المحيط سباحة، والخلافات الصغيرة انسَها قبل أن تكبر. ولا تنسَ أن معظم الحرائق الكبيرة بدايتها شرارة صغيرة». ولذات الكاتب أيضًا مقولة أخرى: «أسوأ ما يمكن أن يتعرض له فمك فى هذه الحياة أن تغلقه السلطة ويفتحه طبيب الأسنان».
ويضيف: «الانتصارات تمنحك البهجة والهزائم تمنحك الحكمة، والبهجة لحظات وتنطفئ، أما الحكمة فتضىء إلى الأبد. ولا تنسَ أن الأوانى الفارغة تحدث ضجة أكثر من الأوانى الممتلئة وكذلك البشر».
ويستطرد الرطيان: «الجاهل يظن أنه يعرف الكثير، والعالم يعلم أنه يجهل الكثير، والنصيحة لا تكون من الذين يجهلون جهلهم، فالحديث الصاخب لا يعنى أنه حقيقى، والأعلى صوتًا لا يعنى أنه هو الأصدق». أما أساتذة علم الكلام فلهم مقولة مشهورة: «حين تقوم بإلقاء خطابك لاحظ الأجزاء التى لا سند لها، وعندها فارفع صوتك».
لا ينكر مفكر أن الكثير من الأخطاء نقع فيها فى أثناء محاولات التجديد أو التصحيح، فمن الأفضل الاعتراف بالخطأ والبحث عن بدائل للتصحيح، فالحياة مسرحية عنوانها «إذا تألمت تعلمت».