الصحة الإنجابية فى بيت ثقافة عزبة أبوحشيش
بدعوة كريمة من الإدارة العامة لثقافة المرأة بالهيئة العامة لقصور الثقافة، ذهبت إلى بيت ثقافة عزبة أبوحشيش التابعة لحى حدائق القبة «وهى منطقة عشوائية فقيرة بها آلاف من الأسر الفقيرة التى تعانى من قلة وتردى الخدمات وعدم توافرها»، وكنت على موعد مع عدد من السيدات والفتيات للحديث عن الصحة الإنجابية وزواج القاصرات وختان الإناث والحمل والولادة ومشاكل الحياة الزوجية والأسرية. وكان الشق الثانى من الندوة حول تجنب الحرائق المنزلية مع نصائح وإرشادات تتضمن الإسعافات الأولية من الحروق، وقام بهذه التوعية المهمة المهندس حاتم قلدس من مؤسسة أهل مصر «إنسانية بلا حروق».
اسمحوا لى أن أبدأ بصيحة السيدات من أهل العزبة ومطلبهن الأساسى راجيات ومتمنيات أن يصل صوتهن إلى المسئولين فى العزبة والمحافظة، وكان مطلبهن الذى أكدن عليه، مرارًا وتكرارًا، وفى نفس واحد وبصوت عالٍ هو «نحتاج لتطوير الوحدة الصحية وتوفير مختلف التخصصات الطبية وعلى رأسها النساء والولادة لمتابعة الحمل وعلاج المشاكل الصحية أثناء الحمل وتوفير وسائل تنظيم الأسرة وانتظام العيادات يوميًا»، وذلك رغم توفر مستشفى السيد جلال فى باب الشعرية ومستشفى الدمرداش فى مكان ليس بالبعيد، ولكن، كما وضحن لى، «انتظام المتابعة يحتاج مكانًا قريبًا يوفر الوقت والجهد والمال».
أضم صوتى لهن خاصة أننى عرفت من الأستاذ محمود صلاح، مدير بيت ثقافة عزبة أبوحشيش، ومن السيدات أنه يوجد مكان مغلق فى بيت الخدمات يمكن الاستفادة منه. وأود أن أضعكم معى فى الصورة القراء الأعزاء والقارئات العزيزات حيث يوجد فى العزبة بيت للخدمات، يقع بيت الثقافة فى الدور الأرضى وهو مكان متسع به مكتبة للاطلاع للكبار والصغار، وقاعة كبيرة بها عدد من المقاعد من أجل إقامة الندوات التوعوية وترابيزة يجلس الأطفال حولها لممارسة هواية الرسم، ويساعد مدير بيت الثقافة فى العمل كل من الأستاذة فادية أديب والأستاذ أحمد محبوب فقط لا غير. أما الدور الثانى به العيادة الصحية التى تكلمنا عنها فى البداية عيادة غير منتظمة وغير كافية لمتطلبات أهل العزبة. وإذا انتقلنا للدور الثالث نجد مكانًا مغلقًا «كما أكد وقال جميع الحضور». هذا المكان المغلق من المفروض أنه ملحق لمركز شباب حدائق القبة، مغلق يا سادة يا مسئولين، طالبت السيدات والفتيات الحاضرات إما بفتح المكان وتجهيزه من قبل وزارة الشباب والرياضة ليكون متنفسًا لشباب العزبة أو فتحه وتحويله إلى عيادة متكاملة للأسرة وللصحة الإنجابية، فهل من مجيب؟.
الصحة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، هى الوصول إلى حالة من اكتمال السلامة البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية وليس مجرد الخلو من المرض أو العجز، وتشمل الصحة الإنجابية أو الصحة الجنسية العادات الشخصية الصحية بما فى ذلك عملية الإنجاب والوظيفة الإنجابية وطريقتها فى جميع المراحل.
ودار الحوار والنقاش والتساؤلات من قبل السيدات والفتيات حول العديد من الموضوعات، وعلى رأسها التحذير من تزويج الفتيات فى سن صغيرة «زواج القاصرات» وموضوع ختان الإناث وما يسببه من مشكلات صحية خطيرة ونفسية وبدنية ومنها احتباس البول والتهابات المسالك البولية وزيادة خطر العقم مع مضاعفات الولادة.ووفقًا لصندوق الأمم المتحدة للسكان فإن «ختان الإناث ينتهك حقوق الإنسان بما فى ذلك مبدآ المساواة وعدم التمييز على أساس الجنس والحق فى عدم التعرض للتعذيب والحق فى التمتع بأعلى مستوى صحى يمكن بلوغه وحقوق الطفل والحق فى السلامة البدنية والعقلية والحق فى الحياة».
كما أن الحمل المبكر يؤدى إلى مخاطر صحية على النساء وأطفالهن الرضع، ولذا لا بد من الانتظار لسن ١٨ سنة على الأقل حتى يمكن الحصول على أطفال أصحاء، كما لا بد من الانتظار على الأقل سنتين قبل محاولة الحمل الثانية. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ٣٥٨ ألف امرأة يمُتن سنويًا بسبب مضاعفات الحمل والولادة وتحدث ٩٩٪ من هذه الوفيات فى أوساط الفئات الأكثر حرمانًا التى تعيش فى الدول الفقيرة.
كما تناول الحوار الحديث عن وسائل تنظيم الأسرة وأهمية التوعية بالطرق الصحية التى تمنع الأمراض التى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسى مع أهمية التشخيص المبكر للمرض، لذا لا بد من توفير وسائل التشخيص والأدوية ووسائل تنظيم الأسرة.
وفى نهاية المقال أحب أن أؤكد أهمية توفير الخدمات الصحية وإتاحتها فى كل مكان فى مصر، وخاصة فى الأماكن النائية والفقيرة، وذلك للحفاظ على الثروة البشرية، صحيًا ونفسيًا وبدنيًا، مع تنمية الموارد البشرية تعليميًا وتثقيفيًا وتنمية المهارات والقدرات لبناء الحاضر والمستقبل.