نحو مواجهة فاعلة لخطاب الكراهية
تحت رئاسة الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر رئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، وبحضور عدد كبير من المفكرين والمثقفين ورجال الدين والإعلاميين- عقد منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية، مساء الإثنين ٥ أغسطس، ندوة فكرية تحت عنوان «نحو مواجهة فاعلة لخطاب الكراهية.. دور مؤسسات التعليم ومؤسسات الإعلام».
تحدث فى اللقاء الأستاذ الدكتور سعيد المصرى، مستشار وزير الثقافة، والأستاذ عبداللطيف المناوى، رئيس تحرير «المصرى اليوم»، وأدار الندوة باقتدار الأستاذ هانى لبيب.
فى البداية، عرّف الدكتور سعيد المصرى خطاب الكراهية بأنه حكم عام يتسم بالخطأ وعدم المرونة، وهو تحيز ضد شخص أو جماعة معينة ينطوى على حكم مسبق واتجاه سلبى فى الغالب، والنظر للبشر على أنهم ليسوا سواء فى خصائصهم، ولغة الكراهية واحدة من بين ثلاثة أنماط من البذاءة هى: لغة سوقية، ولغة جنسية، ولغة تعزز الكراهية، وتوجد خمس خطوات متتابعة للكراهية تبدأ بالعداء اللفظى والشتائم والازدراء، وتنتهى بالاتجاه نحو الإبادة، مرورًا بالتحاشى، والاستبعاد للمغايرين، والاعتداء الجسدى، وتظهر صور الكراهية فى الازدراء، والإقصاء، والاعتداء، وأن وسائل الإعلام ووسائل التنشئة الاجتماعية، كالأسرة والتعليم، تلعب دورًا كبيرًا فى نشر الكراهية والتعصب، كما أن هناك تراثًا شعبيًا دينيًا يكرس لثقافة الاستعلاء، وأن أخطر أنواع الاستعلاء هو الاستعلاء باسم الدين، ولمواجهة الكراهية لا بديل عن بناء الشخصية وتشكيلها بالقيم الإيجابية، وتجديد الفكر الدينى من خلال التأويل، وتلامس الفكر الدينى مع مشكلات الواقع والحياة بدلًا من التركيز على الغيبيات، والاهتمام بجوهر الدين لا بمظهره، وأن الدين من أجل الإنسان وحريته وليس جبره.
كما تحدث الأستاذ عبداللطيف المناوى عن ضرورة أن تهتم وسائل الإعلام بعرض كافة وجهات النظر، والبعد عن أحادية الرأى والفكر، التى ينجم عنها الاغتيال المعنوى والنفسى، والاتهام بالتخوين والإقصاء للمخالفين، كما دعا إلى أهمية وحتمية وجود تدريب كافٍ للإعلاميين، يشمل تدريبهم نفسيًا واجتماعيًا وسياسيًا، كما نبه على أهمية إعلاء دولة القانون، وخلق خطاب موازٍ لخطاب الكراهية، يدعو للحب والتسامح وقبول الآخر.
وطالب المشاركون فى الندوة بضرورة وجود إرادة سياسية لإصلاح التعليم والإعلام، وعدم فصل تلاميذ المدارس عن بعضهم البعض فى حصة الدين، وتطهير المؤسسات من دعاة الكراهية، وإتاحة الفرصة لحرية الصحافة والإعلام، وتكثيف اللقاءات الفكرية لمناقشة وثيقة الأخوة الإنسانية، التى أصدرها البابا فرنسيس والدكتور أحمد الطيب، وتفعيل المادة ٥٣ من الدستور المصرى، والتى تنص على أن الحض على الكراهية يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون، وحتمية القيام بإصلاح دينى حقيقى، لأن خطاب الكراهية مصدره تفسير خاطئ لنصوص دينية فسرها المتعصبون بضرورة الفصل بين المؤمن وغير المؤمن، كما أن فكر الولاء والبراء تنتج عنه ثقافة الاستعلاء، وأنه لا بد من الانحياز لمصلحة الإنسان وتفسير النصوص الدينية بما لا يتعارض مع إنسانية الإنسان، واستدعاء ثقافة الإخاء والمودة، وعلى الجميع الإسهام فى نشر ثقافة الحوار لا الصراع، السلام لا الخصام، التعددية لا الأحادية، التسامح لا التعصب، الحب لا الحرب!.