وقفة من أجل أجيال واعدة
بدأت مؤسسة معنية بالطفولة، ليس فى الولايات المتحدة فقط، بل فى شتى بلاد العالم، بتشجيع مؤسسات حول العالم تزيد على سبعة آلاف مركز فى أكثر من مائة دولة ترعى أكثر من مليونى طفل سنويًا، لكى تشجع الأطفال فى الأنشطة الصيفية حين تبدأ عطلات مدارسهم، وذلك بالقيام بلقاءات خلال عطلات قصيرة فى معسكرات مدتها يومان أسبوعيًا، بالإضافة إلى معسكرات تطول مدتها عن ذلك فى موسم العطلات الصيفية، وذلك إيمانًا من أعضاء هذه المؤسسة، ومنذ نشأتها فى منتصف القرن الماضى، بأن الأجيال الواعدة إذا ما لاقت رعاية جيدة ومعاملة حانية واعية، فإن المستقبل سيكون متميزًا فى كل ركن من أركان العالم.
يقول تقرير إدارة هذه المؤسسة إن خمسة وثمانين بالمائة من مصروفاتها تنفق على الأنشطة، والتى يقوم بتدعيمها أكثر من اثنين وسبعين ألفًا من المتطوعين، كما يعمل بالمؤسسة قرابة خمسة آلاف فرد من عدد كبير من البلاد حول العالم، تحديدًا وقت كتابة هذا التقرير أربعة آلاف وتسعمائة من العاملين حول العالم.
لقد بدأت هذه المؤسسة نشاطها عام ١٩٤١، بقيادة شخص اسمه جيم رايبون من ولاية تكساس، وقد تخصص فى رعاية الأطفال، مؤمنًا برسالة من أجل مستقبل أفضل مع إيمانه بأن رعاية جيل من الأطفال بداية لمستقبل أفضل فى كل موقع تقام فيه هذه الخدمة.
ومن أسلوب عمل هذه المؤسسة، أن تبدأ مع الآباء والأمهات لإقناعهم بأهمية رعاية أطفالهم منذ ولادتهم، وتدريب الوالدين على أسلوب الرعاية، وكم من الساعات ضرورية أن يقضيها الآباء والأمهات مع أولادهم، وبهذا تدرب المؤسسة الآباء والأمهات على كيفية رعاية الأطفال، كما يقضى قادة هذه المؤسسة وقتًا مع الأطفال بمشاركة الآباء على قدر إمكانيات الآباء والأمهات، كما تقام ألعاب مثل كرة القدم وبرامج أخرى رياضية وترفيهية وثقافية لإسعاد الأطفال، كما يهتمون أيضًا بالاستماع إلى قصص يرويها الأطفال أنفسهم.
وتضيف قائدة هذا العمل: «أننا نؤمن بقيمة الطفل وحياته ونشأته وحسن رعايته من أجل أجيال أفضل قادمة».. ومن دراسات هذه المؤسسة توصلوا إلى أن من أفضل أساليب رعاية الأطفال هى وسيلة الصداقة مع الطفل، حتى إن صداقتهم تستمر عبر جميع مراحل تعليمهم، بل وتمتد إلى بقية حلقات حياتهم العملية والأسرية، إيمانًا منهم بأن الصغير لا يهمه كم المعلومات التى تعلمها عنه، بل يهمه كم هو مقدار اهتمامك به، فهو يتأثر بزيارة القائد له أكثر من إرسال الطفل إلى مدربه أو معلمه.
يذكر مسئول هذه المؤسسة، أنه حتى الحفلات التى تقام للأطفال لا بد أن تكون تربوية الهدف، وعندما سُئل عدد من الأطفال بعد حضور أحد معسكراتهم، كانت الإجابة إجماعًا: «إنها أجمل رحلة فى حياتنا»، وبسؤالهم عن أفضل ما سعدوا به فى البرنامج كانت الإجابة: «إنها إتاحة فرصة الأسئلة التى تعلمنا منها الكثير»، ومن قواعد هذه المؤسسة كما ذكر سابقًا أنها تشرك الآباء والأمهات فى كل خطوات عملهم مع أطفالهم تحت شعار «آباء وأمهات شركاء فى الأنشطة»، بما يتيح قدرًا لا بأس به من توسعة إدراك الأهل أيضًا فى التعامل الناجح والمثمر مع أولادهم، وبقدر اهتمام الوالدين، تهتم هذه المؤسسة، فالعمل مشترك من أجل أولادهم، والمدربون والمعلمون يعملون يدًا بيد مع الآباء والأمهات، بالقدر الذى يعطى الأطفال ثقة بأنفسهم، كما يتدرب الآباء على أساليب تربوية سليمة فى معاملة أطفالهم، وأكتفى بشهادة والدة بعض أطفال هذه المؤسسة، تقول الأم: «إننى شاكرة وممتنة لهذه المؤسسة المسماة (حياة شابة)، لأنها ساعدتنى على أن أفتح قلبى وفكرى، فتعلمت كم هى عظيمة كلمة المحبة مقترنة بالأمل والإيمان، فمنها عرفت قيمة المحبة والإيمان والأمل بالقدر الذى أرى نفسى منفتحة على محبة الآخرين، وهكذا نربى أولادنا على مبادئ الإيمان والرجاء والمحبة».
تلك هى بعض سطور وقع عليها نظرى، تمنيت أن أراها على أرض الواقع وعلى أرض الوطن، فهل هذا حلم أم واقع لم أسمع عنه بعد؟.. الأيام القادمة قد يرد ما يفرحنا فى هذا الشأن ويشع فى نفوسنا أملنا الكبير فى الأجيال التى سيتشكل بها الغد لنا وللعالم أيضًا.