رأى السوفيت فى حرب يونيو 67
تحت عنوان «الاتحاد السوفيتى بين نارين فى حرب الـ67» كتب أليكساى ميخايلوفيتش فاسيلييف فى موقع «أورينت 21» «الشرق 21» مراجعة لدور الاتحاد السوفيتى ودوره فى نكسة ٥ يونيو 1967.
يقول الكاتب، إن الاتحاد السوفيتى كان يعتقد اعتقادًا راسخًا عشية حرب 1967 أنه لم يكن لدى إسرائيل الإمكانيات والخبرة الكافية لهزيمة العرب فى الحرب، وأن العرب يمكنهم على الأقل تجاوز الهزيمة فى مواجهة إسرائيل. ويذكر «فاسيلييف» أن الصحافة والإذاعة السوفيتيتين نشرتا فى اليومين الأولين من الحرب تقارير مُعدة سلفًا تدّعى أن القوات المصرية والسورية توغّلتا فى عمق الأراضى الإسرائيلية، وأن الطيران الحربى العربى استهدف مواقع داخل إسرائيل.
وينقل «كاتب المقال» عن مسئول رفيع فى الاتحاد السوفيتى فى تلك الفترة قوله إن وزير الشئون الخارجية السوفيتى فى تلك الفترة هو من اقترح قطع العلاقات مع إسرائيل فى آخر لحظة، فى اجتماع المكتب السياسى للحزب الشيوعى السوفيتى لتفادى التورط فى مغامرة حربية واسعة النطاق إلى جانب العرب كان يطالب بها «الصقور» فى المعسكر السوفيتى، واعتبر المسئول أن قطع العلاقات مع إسرائيل رغم تأثيره السلبى فى قدرة الاتحاد السوفيتى، لكنه كان ثمنًا زهيدًا لإرضاء وتهدئة «الصقور».
ومع أن الاتحاد السوفيتى لم يستطع منع تكبّد البلدان العربية هزيمة عسكرية لكنه استطاع تجنيبها الانهيار السياسى والاستراتيجى، وانطلقت الماكينة الإعلامية السوفيتية فى عملية دعائية يمكن اختزالها بعنوان عريض يقول إن «الصهاينة رجعيون مقابل عرب تقدميين»، واعتبر الحزب الشيوعى السوفيتى العدوان الإسرائيلى نتيجة لمؤامرة من القوى الأكثر رجعية فى الإمبريالية العالمية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.. ضد فصيل من حركة التحرر الوطنى وطليعة الدول العربية التى اختارت طريق التحول الاقتصادى الاجتماعى التقدمى لمصلحة الجماهير الكادحة التى تنتهج سياسة مضادة للإمبريالية.
بينما يرى فلاديمير فينوجرادوف، السفير الأسبق فى مصر فى كتابه «مصر.. من ناصر إلى حرب أكتوبر» أن الاتحاد السوفيتى ليس شريكًا لمصر، ولن يكون فى الصراع العربى الإسرائيلى، فهو صراع بين قوى التحرر الوطنى، القوى التقدمية بقيادة مصر، والقوى الرجعية «إسرائيل» التى تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، وحيث إن الصراع العربى الإسرائيلى هو صراع بين قوى التقدم والرجعية، فليس من المستغرب أن الاتحاد السوفيتى يدعم القوى التقدمية.
بينما يرى يفيجينى بريماكوف، الأكاديمى السوفيتى، الذى بدأ حياته صحفيًا وترقى فى المناصب حتى أصبح وزيرًا للخارجية ورئيسًا للوزراء فى روسيا الاتحادية فى كتابه «الكواليس السرية للشرق الأوسط»، أن هزيمة العرب فى 67 ليس لها ما يبررها، العرب خسروا الحرب وهم يمتلكون أسلحة سوفيتية درجة أولى، وكان يوجد بالجيشين المصرى والسورى خبراء عسكريون سوفيت، كما أن خروج الجماهير بعد خطاب التنحى لم يكن مدبرًا، كما أشيع، وأنه قبل يوم واحد من خطاب التنحى تلقى عبدالناصر إخطارًا من الاتحاد السوفيتى بأنه سيقوم بتعويض مصر عن كل ما فقدته من سلاح دون مقابل، بما فى ذلك الطائرات والدبابات، غير أن السفير بوجيددايف لم يتمكن من مقابلة ناصر، حيث لم يستقبل ناصر أى إنسان على مدى ثلاثة أيام، وأن القرار المتخذ فى الاتحاد السوفيتى لرئيس مصر شخصًيا.
وقال بريما كوف إنه عندما تم إبلاغ عبدالناصر بذلك اغرورقت عيناه بالدموع، غير أنه من الصعب التأكيد أن هذا الأمر بالذات هو الذى دفع عبدالناصر للاستقالة.