دراما زمان
شرارة
لما سألوه أواخر حياته: إنت ليه بـ تلبس الحاجات العجيبة دى؟
قال لهم بـ بساطة: عشان الناس تفتكرنى
دا زين العشماوى، الراجل اللى بـ يلبس بدل وكرافتات غريبة الألوان والأشكال: أصفر على أخضر على أحمر على أزرق، وكان مشهور أوى بـ كدا.
إنما الناس دلوقتى تفتكره بـ حاجة تانى: شنبه، اللى مخليه نسخة من فانديتا، أو فانديتا نسخة منه بـ اعتباره الأقدم يعنى، بس دا يعنى لـ اللى فاكره، إنما هو شوية شوية ما بقاش حد يفتكره.
زين وارد دمياط، ولما جه مصر لعب سلة وهو صغير، كان طويل ولياقته البدنية عالية، فـ اشتغل على نفسه فى الحتة دى، وكان فعلًا قريب من إنه يبقى لاعب مهم، بس الميول الفنية لـ العيلة وجهته لـ معهد التمثيل على أساس الطول والوسامة وكدا.
أخته هناء العشماوى عازفة كلارينت، أخوه بـ يرقص باليه اسمه رضا العشماوى، وهكذا.
من معهد االتمثيل خده ماهر العطار يمثل معاه فى فيلم «أنا وأمى» ماهر العطار مطرب كان مجهزه الموجى علشان ينافس عبدالحليم حافظ، فـ طبيعى إن حليم ياخد معاه زين فى فيلمه الجديد «الخطايا» بس دور صغير، الظابط اللى بـ يتعاطف مع الشخصية اللى بـ يلعبها العندليب.
بره حليم بقى، كمال الشيخ اختار زين العشماوى فى دور عمره، الدور اللى هـ يعيش بيه لـ حد دلوقتى عند محبى الفن السابع والسيما واللى مهتمين بيها، عليش سدرة فى فيلم اللص والكلاب عليش اللى بـ يخون سعيد مهران مع مراته، ويرميه فى السجن، اللى قال عنه طرزان (صلاح جاهين): «التعبان لما دفى قرصه».
مع إن مساحة الدور مش كبيرة إنما كان محور مهم فى العمل وفعلًا زين العشماوى اترفع سنة، بس، ما اترفعش تانى، ثبت على كدا، بعدين فضل يقل، وحصلت النكسة، والسيما اتأثرت، والوسط اتخنق، وفنانين كتير بدأوا يدوروا على مصلحتهم بره مصر، إنما واحد زى زين العشماوى هـ يلاقى فين مصلحة؟ لا هو نجم شباك ولا بطل ولا أى حاجة.
كان ضرورى يشوف صرفة علشان يقدر يلاقى دخل، كان عنده ولد من مراته، عارف مين مراته؟
حورية حسن بتاعة «من حبى فيك يا جارى» حبيبة لبلب فى السبع أقلام.
المهم لقى نحتاية فى ليبيا اللى كان القذافى مسكها بـ تأييد ودعم من عبدالناصر، وقال عنه إنه شايف فيه عبدالناصر صغير، فـ كان بـ يحب المصريين، ويجيبهم ينحتهم فى أى مصلحة.
على جنب: مرة القذافى جاب مخرج مسرحى كبير علشان يأسس المسرح الليبى، فـ قال له: اكتب الميزانية اللى إنت عايزها، فـ كتب ميزانية فيها بنود كتير وهمية، لـ درجة إنه حط بند 6000 جنيه لـ شراء ميزانسين.
المهم، زين العشماوى راح ليبيا يدرس فن البانتومايم، اللى هو التمثيل الصامت، ولو فاكرين أحمد نبيل «شغتة» كان أشهر واحد فى الفن جا، وزين العشماوى مالوش فيه، بس أهو، أى مصلحة.
قعد له هناك شى بتاع خمس سنين، عمل القرشين، ورجع مصر، كان التليفزيون شد حيله، فـ نحت كتير فى المسلسلات، وكان من الأدوار اللى علقت مع الجمهور دوره فى مسلسل «برج الحظ».
المسلسل دا كان مشهور جدًا فى السبعينات، وفضل يتعاد كتير، وكل ما يتعاد ينجح زى أول مرة، وكان مشهور بـ اسم «شرارة»، شرارة دا اسم الشخصية اللى كان بـ يلعبها بطل المسلسل محمد عوض، اللى هو وشه وحش ونحس، ولما بـ ييجى أى مكان النور يقطع، وإلخ إلخ، بس بـ نكتشف فى نهاية المسلسل إن كل دى تخاريف طبعًا وإنه زى الفل.
أحداث المسلسل كانت فى إطار كوميدى، وكان زين العشماوى هو قريب شرارة اللى حظه حلو ووشه حلو دايمًا، يعنى النقيض بتاعه، وكانت الكوميديا بتتطلع من التناقض بين الشخصيتين، وبـ ما إن شخصية شرارة هزلية فـ الشخصية اللى لعبها العشماوى كانت فى منتهى الجدية، وهو دا اللى يضحك فى الموضوع.
فضل العشماوى يشتغل لـ حد ما اتوفى وهو صغير نسبيًا، ما كانش جاب الستين، وقبلها بـ شوية كان انفصل عن حورية حسن وقضى أواخر أيامه وحدانى، لـ حد ما راح
يرحمه بقى هو والجميع.