دراما زمان
فيه حاجة غلط
بص، هو المسلسل فيه سذاجة، زى معظم مسلسلات الفترة دى، اللى هو موظف مثالى بـ يواجه انحرافات المجتمع.
بـ نتكلم هنا عن مسلسل فيه حاجة غلط اللى اتعرض سنة 1983، كان بطولة حسن عابدين اللى تخصص فى النوع دا من المسلسلات، دون كيشوت اللى بـ يحارب الفساد منفردًا، عملها ييجى فى عشرميت مسلسل، لكن بـ تفاوت كبير نتيجة اختلاف صناع كل عمل، فـ فيه منها اللى قال حاجة، ومنها اللى اتدشت مع الزمن وما ينفعش ترجع لها تانى.
فيه حاجة غلط كتبه عبدالحى أديب، وأخرجه محمد نبيه، المهم هو عبدالحى أديب اللى خد قماشة تقليدية، لكن حاول يتصرف من خلالها ويقول حاجات ما كانتش معتادة وقتها، وهى دى اللى هـ أحب أقف عندها.
الغلط اللى كان بـ يتكلم عنه أديب فيه منه عادى: التعصب فى الكورة، الاستهلاك أكتر من الإنتاج، الرشاوى، تجارة العملة، إلخ إلخ، بعض الحاجات دى كان دمها خفيف زى المعلم الجزار اللى قام بـ بطولته محمود المليجى، اللى كان أهلاوى وبـ يقهر صبيه شغتة، اللى عملها أحمد نبيل، ومش بـ يسمح له يعلن تشجيعه لـ فريقه، كانت حاجة ظريفة.
كمان شخصية فكهانى جشع اسمه عطوة، لعبها إبراهيم عبدالرازق، وكان له لازمة بـ يكررها طول المسلسل إنه يبوس دراعه ويقول «كله يدلع نفسه»، الحتة دى خدها حسن الأسمر وعمل منها غنوة استغلالًا لـ نجاح المسلسل، الغنوة اسمها كله يدلع نفسه، وبـ تقول
كله يدلع نفسه
بـ العقل وبـ الأصول
اوعى تدلعها زيادة
لـ تشمت فيك عذول
ياما عطوة باس دراعه
وضاع ويا اللى ضاعوا
غير الحاجات المعتادة كان فيه حاجتين، شخصية الميكانيكى اللى لعبها هادى الجيار، كان فيه وقتها هوجة كدا فى الدراما، قال إيه إن الزمن اتقلب والصنايعية بقوا هم اللى معاهم الفلوس، والموظفين بقوا مفلسين.
الهوجة دى كانت بـ تعامل الصنايعية بـ احتقار غير مبرر بـ النسبة لى، وكـ إن المفروض الميكانيكى والسباك والكهربائى والخراط المفروض يبقوا غلابة فى ديل السلم الاجتماعى، ويبقى عيب على المجتمع إن الناس دول يمسكوا فلوس.
النظرة دى طبعًا امتداد لـ نظرة الستينيات الرسمية، اللى كانت بـ تسعى لـ تسييد دولة الأفندى، وإعلاء شأن ما يسمى بـ الطبقة الوسطى، اللى ما قدمتش أى أمارة لـ صدارة المشهد، غير إنها مش بـ تشتغل بـ إيديها وبـ تشتغل بـ ذهنها، مش مهم إن ذهنها دا ما أنتجش حاجة، المهم إنهم مش شغالين بـ إيديهم.
مسلسل فيه حاجة غلط قدم شخصية الميكانيكى فى صورة ما كانتش معتادة، بـ العكس بارك علاقة الحب اللى بينه وبين بنت جامعية، وطول المسلسل بـ يهاجم المجتمع اللى رافض النوع دا من العلاقات، ودى حاجات نادرة فى دراما الوقت دا.
الحاجة التانية اللى عملها أديب فى المسلسل هو إنه ناقش فكرة الرغبة فى الهجرة من منظور عقلانى شويتين، ما هاجمش الشباب اللى عايز يهاجر وخلاص، إنما طرح فكرة إنك مش قد مجتمع بره أساسًا، الدنيا هناك مش فلوس مرمية ع الأرض تميل وتاخد.
كان مشخصها من خلال عماد رشاد الشاب اللى راجع من أمريكا وبـ يعانى علشان مش لاقى شقة يسكن فيها مع مراته، فى مقابل محسن محيى الدين، اللى هو شاب هنا كل همه إنه يلم فلوس علشان يسافر أمريكا، ويشبع هوايته بقى فى الرقص زى ما هو عايز.