من أمام إحدى اللجان.. العرقسوس بجنيه "كله علشان خاطر مصر"
ثلاثون عامًا تقريبًا، قضى غالبيتهم سعد في التجوّل بين المناطق، يقتات يوميًا القليل من بيع "العرقسوس" على المارة، غير أنّ مع اليوم كانت طريقة احتفاله بالمارة مختلفة، فالصناديق الانتخابية حاضرة، والمُصوّتين يحاولون الابتعاد عن أشعة الشمس لحين الإدلاء بأصواتهم.
ظهر سعد، وعرض على الجميع تناول مشروبه، خفّض من ثمنه أكثر من النصف، لم يجد سبيلًا للتعبير عن هذة الفرحة سوى عن طريق سلعته التي يبيعها والتي ليس لديه مصدر للرزق سواها ليضحي بدخله منها ويقلله إلى أكثر من النصف تقريبًا، في مظاهرة حب نابعه من داخله بإنطلاق هذا العرس الديمقراطي، ليقف متوسطا الشارع كعادته ولكن مناديًا هذة المرة " الكوباية بجنيه واحد بس.. كله علشان مصر"، منطلقًا من شارع إلى آخر بأعلى صوت سمحت له به حنجرته ليلتف حوله اعدادًا غفيرة من الناس محيينه على ما فعله ومنشدين جميعًا معًا الاغاني الوطنية على أصوات تبادل أكواب العرقسوس.
ضحى "سعد" بتخفيض مكسبه من" لقمة عيشه" والتي يسعى من أجلها مغتربًا منذ 11 عامًا تاركًا أسرته، وذلك ليس إلا بدافع داخلي نابع من مشاعر حقيقية بالفرح والسعادة. معتبرًا إن عملية الاستفتاء هذة ما هي إلا إحتفالًا وليس حدثًا عاديًا تمر به البلاد. ضاربًا المثل بمشاعر الوطنية للبسطاء والتي لا تعتمد على تعليم او مستوى اجتماعي بعينه ليقول بالختام: "لوكان بإيدي شيء أكتر كنت عملته لمصر".