سنة أولى انتخاب.. "الدستور" تحاور مواليد 2000 المشاركين في الاستفتاء
سمر مدحت- هاني سميح - أريج الجيار- أية سالم - نور محمد
مولدهم كان عام 2000، ولصغر سنهم لم يستطيعوا المشاركة في الحياة السياسية، سواء كان على صعيد الثورات التي مرت بها مصر عامي 2011 و2013، أو الإدلاء بأصواتهم في أي انتخابات رئاسية أو دستورية.
اليوم كُتب لهؤلاء الشباب الذين يبلغون من العمر 19 عامًا، أن يكون لهم صوتًا قانونيًا في الانتخابات التي تجرى حاليًا على التعديلات الدستورية، والمشاركة في الحياة السياسية، بعدما بلغوا السن القانوني لذلك.
واتساقًا مع ذلك، فقط شهدت اللجان الانتخابية اخبار مصر 24، صباح اليوم السبت، إقبال عدد كبير من الشباب مواليد عام 2000، الذين يحق لهم لأول مرة الإدلاء بأصواتهم، والمشاركة في الانتخابات خلال اليوم الأول من الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي أقرها مجلس النواب.
"الدستور" حاورت نماذج منهم، حول شعورهم إزاء المشاركة السياسية الأولى لهم، والتي أكدوا أنها لن تكون الأخيرة، بعدما عاشوا سنوات كثيرة دون المشاركة في تلك الأعراس الديمقراطية بلا أصوات قانونية.
في أحد اللجان الانتخابية بمنطقة بولاق الدكرور، وقف أحد الناخبين يدعى "محمد" منتظرًا دوره في الإدلاء بصوته في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وفي يده اليسرى يصطحب ابنه "أحمد" 19 عامًا، أحد مواليد عام 2000، والذي أصر على الذهاب برفقة والده إلى لجنته الانتخابية للإدلاء بصوتهما، والمشاركة لأول مرة في الانتخابات.
يقول الشاب أحمد محمد، مواليد عام 2000، إن والده اصطحبه معه للذهاب إلى مدرسة القومية العربية بحي بولاق أبو العلا، للمشاركة الأولى له في عمره في انتخابات التعديلات الدستورية.
يؤمن الشاب بضرورة ممارسة حقه الدستوري بالمشاركة في الانتخابات والحياة السياسية، بمجرد بلوغه السن القانوني لذلك، مؤكدًا أنه أتى اليوم ليعبر عن موقفه من التعديلات الدستورية، لرغبته في أن يرى مصر أفضل بلد في العالم.
المادة الأولى، من قانون مباشرة الحقوق السياسية في مصر، حدد من له حق الاقتراع والانتخاب، وكذا الفئات المعفية من مباشرة هذه الحقوق، يقول في نصه: "على كل مصري ومصرية بلغ ثماني عشرة سنة ميلادية أن يباشر بنفسه الحقوق السياسية الآتية، إبداء الرأي في كل استفتاء ينص عليه الدستور، انتخاب كل من رئيس الجمهورية، أعضاء مجلس النواب، أعضاء المجالس المحلية".
ولا يعفى من الإدلاء بصوته في أي انتخابات سياسية تمر بها البلاد، سوى من أقل من 19 عامًا، وكذا ضباط وأفراد القوات المسلحة الرئيسية والفرعية والإضافية وضباط وأفراد هيئة الشرطة طوال مدة خدمتهم بالقوات المسلحة أو الشرطة، بحسب القانون.
ذلك القانون هو من كان يمنع "محمد علي"، أحد مواليد 2000، في المشاركة بكل الانتخابات التي عاصرها، لكنه بمجرد بلوغه سن الـ 19 أتى للتعبير عن رأيه، معبرًا عن فرحه الشديد لاشتراكه في العملية الانتخابية لأول مرة.
أمام أحد لجان منطقة بولاق الدكرور، يقول محمد: "صوتي ده أمانة ومش هفوت انتخابات إلا وهشارك فيها خلال السنوات المقبلة"، مضيفًا أنه يتابع التعديلات الدستورية منذ أن صرح الرئيس عبد الفتاح السيسي عنها، وجاء اليوم إلى مدرسة القومية العربية التابعة لحي بولاق أبو العلا للتصويت ومشاركة المواطنين في العمل السياسي.
كانت تحلم هاجر عادل، 19 عامًا، بالمشاركة في الانتخابات طوال السنوات الماضية، حتى التحقت بكلية الصيدلة وأصبحت طالبة بالفرقة الأولى بها، وأتيح لها للمرة الأولى المشاركة في استفتاء التعديلات الدستورية لكونها أحد مواليد عام 2000.
حرصت أن تشارك في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وتعد تلك المرة هي الأولى لها بعد بلوغها السن القانونية، ولحث جميع من في سنها على ممارسة حقوقهم السياسية بأكملها.
تؤكد "هاجر" أنه ترفض أي توجيه سياسي لها من قبل والديها، واقتناعها بمفردها في الإدلاء بصوتها، بعدما قامت بقراءة مواد الدستور كاملة، ومعرفة المواد التي تم تعديلها وساعدتها "إسراء" شقيقتها في فهم تلك المواد، من أجل الوصول إلى قرار يناسب قناعتها.
ورغم ضيق الوقت، جاءت "هاجر" إلى مدرسة عابدين الثانوية بنات، وأدلت بصوتها، وعلى الفور توجهت إلى جامعة القاهرة لتحضر أول محاضرة، حيث تستعد لاختبارات نهاية العام، والتي قالت بإنها ستبدأها بالتعبير عن موقفها السياسي من الانتخابات.
وفي منطقة الأزبكية كان لمواليد 2000 حضور قوي، حيث تصدروا اللجان الانتخابية في ساعات الظهيرة الأولى، من أمام اللجان وبوابات المدارس، وكانوا يعبرون عن فرحتهم بشدة لكونهم يشاركون للمرة الأولى في الانتخابات الاستفتاء على التعديلات الدستورية لعام 2019.
هاجر مصطفى، 19 عامًا، تقول إنها للمرة الأولى تشارك في الانتخابات، وبالصدفة كان عيد ميلادها منذ أيام قليلة، ومن بعده اتيحت لها فرصة المشاركة، لافتة إلى أنه واجب وطني على الجميع الصغار منهم قبل كبار السن.
بينما اصطحب "علاء" أصدقائه الثلاثة، الأكبر منهم في السن، لكي يساندوا في المرة الأولى له في المشاركة الانتخابية، موضحًا أنه حرص على التواجد أمام اللجان منذ صباح اليوم السبت، وهو أول يوم للانتخابات ليكون في مقدمة المشاركين.
تحقق حلم محمود برهان، اليوم السبت، من خلال مشاركته في الانتخابات للمرة الأولى في حياته، حيث إنه طالما عاش ينتظر تلك اللحظة التي يأتي فيها دوره للانتخاب، وليس طفلا يصطحبه والده خلال مشاركته هو الآخر.