الذي اقترب ورأى
سنة 1982 التلفزيون المصري حب يوجب معانا، فـ قرر ينقل لنا نهائي بطولة الأندية الأوروبية.النهائي بس، إحنا ما كناش بـ نشوف أيتها ماتش من ماتشات البطولة، ونقل النهائي بـ الأقمار الصناعية دا كان فتح الفتوح.
أول حاجة ما كناش فاهمين إزاي الماتش هـ يتنقل من هولندا وهو بين نادي إنجليزي (أستون فيلا) ونادي ألماني (بايرن ميونيخ)، وفين لما فهمنا إن ملعب النهائي بـ يتحدد أول البطولة بـ غض البصر عن طرفين ماتش النهائي، بس دي عديناها، واتنقلنا لـ بند المعلق.
عادة المعلقين كانوا بـ يعلقوا ع الماتش من الملعب، إنما في الماتش دا المعلق هـ يكون الكابتن علاء الحامولي وهـ يقعد في الاستوديو يشوف الماتش في تلفزيون، ويعلق عليه مباشرة، كانت غريبة دي، إنما قلنا معلش، هـ نتابع، دي أوروبا برضه.
بدأ الماتش، بايرن ميونيخ على إيدنا اليمين بـ الزي الأبيض، وأستون فيلا على إيدنا الشمال بـ الطقم الأحمر الكامل، وكان الكابتن علاء منجلي في التعليق وفي نطق أسماء اللاعيبة من الورقة اللي قدامه، لـ حد ما فاتت تلت ساعة من المباراة.
بعد حاجة وعشرين دقيقة اكتشف الكابتن علاء الله يرحمه إن اللي لابس أبيض هو أستون فيلا، واللي لابس أحمر بايرن ميونيخ، بـ التالي كل الأسماء اللي قالها كانت غلط، كل حاجة كانت غلط، بس الحمد لله إنه اكتشفنا العيب فين وصلحناه، وبقينا نقول الصح.
انتهى الماتش بـ فوز أستون فيلا واحد صفر، وبعد المباراة تبادل اللاعبين الفانلات زي ما هو معتاد هناك، فـ بقى لاعيبة أستون فيلا لابسين فانلات حمرا وبايرن ميونيخ بـ الزي الأبيض، بس الكابتن علاء ما انتبهش لـ حكاية تبادل الفانلات دي اللي ما كانتش معروفة عندنا خالص.
نتيجة إنه ما انتبهش اتفاجئ إن اللاعب اللي رايح يستلم الكاس لابس أحمر، لون فانلة الفريق المهزوم، وما كانش عنده تفسير، بس ربنا فتح عليه، وقال: هي دي الروح الرياضية اللي عايزينها تسود ملاعبنا، الفريق المهزوم هو اللي هـ يستلم الكاس، ويوديه بـ نفسه لـ الفريق الفايز.
مش محتاج طبعا أحلف لك إن كل اللي قلته هنا حصل من دون أي مبالغة، يمكن الصورة اتصلحت شوية بعد 82، إنما فضلت علاقتنا بـ الكورة الأوربية في المناسبات البعيدة اللي زي كدا، لـ حد ما ظهرت الفضائيات وبدأت تتنقل لنا البطولة كاملة، وبدأنا نتابع الماتشات ماتش ماتش والاعيبة لاعيب لاعيب.
صحيح كوننا بـ نشوف بطولة أوروبا نعمة كبيرة نشكر عليها التكنولوجيا والقائمين على تسويق البطولات إنما دا هـ يخلق حاجة مش متزنة فيما يخص الكورة المحلية عندنا.
فيه أجيال طلعت على بطولات أوروبا، فـ تتابع الكورة عموما بـ منطق أوروبا، بـ ثقافة أوروبا، أو خلينا نقول بـ اللي بـ يوصل لنا من ثقافة أوروبا، وبدأت الأندية يبقى لها مشجعين، وبدأنا نسمع تعبيرات زي الإسكواد والريمونتادا وبوكس تو بوكس والكتشنة وحاجات مالهاش أي علاقة بـ الكورة حدانا من قريب أو من بعيد.
الشباب دول بـ يتابعوا الكورة عندنا بـ نفس المنطق، وعايزينها تمشي بـ نفس الثقافة، وإحنا إمكانياتنا على قدها خالص، وبـ نسأل الله الستر وإننا نعرف بس نلعب الماتش من غير خناقة هـ نلعبه في بترو سبورت ولا برج العرب.
دا مخلي فيه حالة من السخط على كل حاجة، ومطالبات بـ أمور غير ممكنة وسقف طموحات عالي يعقبه شعور بـ الإحباط نتيجة عدم تلبية التوقعات دي.
هو الموضوع سهل نقيسه في الكورة، إنما احسبها على كل حاجة هـ تلاقيها ظابطة.
طب نعمل إيه؟
مش عارف