عبد المنعم رياض.. أطلق عليه السوفييت "الجنرال الذهبي" وتنبأ بغزو أمريكا للعراق
كان يؤمن بحتمية الحرب ضد الكيان الصهيوني كلما توافر للعرب القدرات القتالية المناسبة، خلد التاريخ أقواله بأن القادة يصُنعون ولا يولدون، وإن صناعتهم تتم بالعلم والتجربة والفرصة والثقة وأن القائد هو الذي يملك القدرة على إصدار القرار في الوقت المناسب وليس الذي يملك سلطة القرار، وقد أطلق عليه السوفييت لقب "الجنرال الذهبي" وقت أن كان برتبة عميد.
يقول الكاتب محمد على البسيوني، في كتابه "دولة الفيس بوك"، إن الفريق أول عبدالمنعم رياض كان نموذجًا للعسكريين المصريين والتضحية والفداء من أجل الوطن، مشيرا إلى أنه ولد في إحدى قرى الغربية في أكتوبر 1919، وانتقل مع أسرته إلى الفيوم، وكان والده أحد ضباط الجيش المصري وقائد لبلوكات الطلبة بالكلية الحربية.
تعلم في كتاب القرية، وبعد حصوله على التوجيهية "الثانوية العامة" التحق بكلية الطب بناء على رغبة أسرته، ولكنه تركها بعد عامين من الدراسة ليلتحق بالكلية الحربية، وتخرج في عام 1938، شارك في الحرب العالمية الثانية كضابط لإحدى البطاريات المصرية المضادة للطائرات، وتولى التنسيق في إدارة العمليات خلال حرب فلسطين، ومنح وسام الجدارة الذهبي لقدراته العسكرية، وتولى العديد من المناصب القيادية وشارك في التصدى للعدوان الثلاثي 1956، وحرب يونيو 1967، والاستنزاف، ونال العديد من الأنواط والأوسمة من مصر ولبنان والأردن.
ورغم تفوقه في المجالات العسكرية وحصوله على ماجستير العلوم العسكرية، وزمالة كلية الحرب العليا، ودورات تخصصية بالاتحاد السوفيتي ومصر، واجتازها بامتياز إلا أن "رياض" انتسب لكلية العلوم لدراسة الرياضة البحتة، وإلى كلية التجارة وهو برتبة فريق وكان يتحدث الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية.
وعقب حرب يونيو بأيام عين رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة في مارس 1969، وكانت خطة تدمير خط بارليف بدأ تنفيذها، وشهدت الجبهة أعنف قصف مدفعي في المواقع الإسرائيلية شرق قناة السويس وقرر الفريق في اليوم التالي متابعة نتائج المعركة بين جنوده واختار موقع نمرة 6 في الإسماعيلية الذي كان أول موقع فتح نيرانه ببراعة شديدة على دشم العدو، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي كان لا يبعد سوى 250 مترا عن مرمى نيران العدو وفي عملية خسيسة مخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية انطلقت نيران العدو على موقع الفريق رياض، واستمرت المعركة التي قادها أكثر من ساعة ونصف ولكن إحدى الدانات سقطت بالقرت من الحفرة التي كان يقوم منها المعركة ليستشهد الفريق عبدالمنعم رياض من جراء الشظايا القاتلة وتفريغ الهواء.
ونعاه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ومنحه رتبة الفريق أول ونجمة الشرق واتخذ من 9 مارس يوما للشهيد والمحارب القديم، ويقال إن رياض تنبأ بحرب أمريكا على العراق، عندما قال إن بترول أمريكا سيبدأ في النفاد، وسيتوق الأمريكيون إلى بترول العراق خلال 30 عاما تقريبا.
ويتوافق اليوم مع ذكرى استشهاد رئيس أركان الجيش المصري الفريق عبد المنعم رياض أثناء تفقده للجبهة المصرية إبان حرب الاستنزاف.