حسين صدقى.. سينمائى طالب "أنور وجدى" حجبه عن الشاشة
يوافق اليوم ذكرى وفاة الفنان حسين صدقي، الذي توفي في 16 فبراير 1976، بعد أن لقنه الشيخ عبد الحليم محمود الشهادة وقت وفاته وصلى عليه، بعد أن قدم 32 فيلمًا للسينما، وطالب أولاده بحرق ما يصلهم منها قبل موته.
اعتزل "صدقي" السينما في الستينات، وترشح لعضوية البرلمان بعد أن طالبه جيرانه بذلك فكان حريصًا على حل مشاكلهم وعرض مطالبهم، لكنه لم يكرر التجربة، لأنه لاحظ تجاهل المسئولين للمشروعات التي يطالب بتنفيذها والتي كان من بينها منع الخمور في مصر.
الفنان حسبما تقول راوية راشد، في كتابها "يوسف وهبي: سنوات المجد والدموع"، أنه ظهر في فيلم "تيتا يونج" من إخراج "أمينة محمد" لكن لم يلفت إليه الأنظار، مشيرة إلى أن الفنان يوسف وهبي وجد فيه سمات الفنان الموهوب فأسند إليه البطولة في فيلم "ساعة التنفيذ" عام 1937، وأصبح حسين صدقي فيما بعد فتي الشاشة الأول طوال الأربعينات بعد أن استعان به المخرج "كمال سليم" في فيلم "العزيمة" عام 1939 أمام فاطمة رشدي.
روى المؤرخ السينمائي أحمد كامل مرسي في مذكراته كيف جاء أنور وجدي إلى يوسف وهبي غاضبًا لأنه أسند إلى حسين صدقي بطولة فيلم "ساعة التنفيذ" وعندما سأله "وماذا في ذلك"؟ قاله له أنور وجدي: "أهو يا سيدي بينافسنا، والست ليلي عايزه تمثل معاه أفلام" وهنا ضحك يوسف وهبي وقال له "أنت غضبان علشان أنا اكتشفت موهبة بتنافسك، ولا علشان ليلي أعجبت به؟" فما كان منه إلا أنه غضب غضبا شديدا وتشاجر مع يوسف وهبي لكن يوسف قال مداعبًا: "اذهب عليك اللعنة، قلبي وربي غضبانين عليك" وما كان من أنور إلا أن انفجر في الضحك واحتضن يوسف بود وهو يعتذر.
ويضيف كامل، أن من طبيعة يوسف وهبي أنه كان يستخدم العبارات الدرامية المنقولة من أعماله المسرحية في المواقف العنيفة أو المحرجة، وكان ينطق تلك العبارات وأسنانه مغلقة فتخرج الكلمات عميقة ومخيفة بشكل كوميدي، فيحيل النقاش الحاد إلى مداعبة، وقد اشتهر بعبارة ظلت مرتبطة به وهي عبارة "يا للهول"، فكان كل من يقابله يهتف بالكلمة وبالطريقة التي ينطق بها ليرحب به، فيرد عليه وحاجباه مرفوعان إلى أعلى: يا للهول.