المندوب 313.. كيف جندت المخابرات «رأفت الهجان»؟
درسوا عشرات النماذج للقيام بمهام الجهاز داخل الكيان الصهيوني وإذ بهم يصدمون بحالة المندوب "313" الذي حمل الاسم "ديدي شارل سمحون" للعمل داخل إسرائيل بدلًا من اسمه الحقيقي رأفت على سليمان الهجان.
تروي «فالتر واد بيتون» زوجة الهجان تفاصيل لقاءها بأحد ضباط المخابرات بعد وفاة زوجها للحصول على أوراق تخصه حسبما ذكر في كتاب "18 عامًا خداعًا لإسرائيل.. قصة الجاسوس المصري رفعت الجمال" أن الضابط أخبرها قائلًا: "سيدة بيتون، جئت إلى هنا لأتحدث إليك، أفهم أن لديك تساؤلات عن حياة زوجك الراحل جاك، لا أستطيع أن أحكي لك كل شئ غير أنني سأحاول أن أملأ ما أستطيع من ثغرات".
وتابع الضابط: "إن زوجك جاك بيتون، أو رفعت على سليمان الجمال يعمل معنا وقد ولد في دمياط في مصر، في الأول من يوليو 1927، من أبوين مصريين، وكان له أخوان وأخت: سامي الجمال أخوه الأكبر غير الشقيق من أبيه على سليمان، ولبيب الجمال أخوه الشقيق، ونزيهه، وكان التالي في سلسلة الأبناء زوجك أصغر الأخوة".
وأضاف ضابط المخابراتن: "أعرف أنك اتصلت ببعض أبناء هذه الأسرة محمد الجمال هو ابن سامي ومن المحتمل أنك التقيت بلبيب ولا شك أنك ستلتقين بآخرين من أبناء أسرته الحقيقية غير أنني هنا لأحكي لك تاريخ زوجك الشخصي، ولكن عندما التقينا برفعت كان متورطًا في أنشطة مثيرة للشكوك ولاحظت الأجهزة المعنية ما يتحلى به من ذكاء، وتقرر إتاحة الفرصة له للبقاء خارج السجن مقابل العمل معنا".
واستكمل: "أن الهجان وافق على العرض نظرا لعدم وجود بدائل متاحة أمامه وشرعنا في تدريبه واستطعنا بعد فترة إعداد وتطوير أن ندسه في إسرائيل بإسم جاك بيتون".
وتابع: "نجح جاك في أن يحيا ويعمل داخل إسرائيل على مدى 18 عامًا دون اكتشاف أمره واستطاع خلال هذه الفترة أن يقدم مساعدة هائلة للقضية التي تهم دولتنا، كان زوجك بطلًا ومن الأمور التي يفخر بها رفعت أنه استطاع تفادي العنف في هذا المجال الذي استمر يعمل فيه أكثر من عشرين عاما بفضل مواهبه".
ورأفت الهجان، هو الاسم الحركي للمواطن المصري رفعت علي سليمان الجمال، الذي كلفته المخابرات العامة للرحيل إلى إسرائيل في إطار خطة منظمة في يونيو عام 1956 للتجسس وإمداد جهاز المخابرات المصرية بمعلومات مهمة تحت ستار شركة سياحية داخل إسرائيل، وحمل اسم المندوب 313، ويتوافق الأمس الأربعاء الموافق 30 يناير ذكرى رحيله.