لماذا أرسل محمد علي باشا المومسات إلى قنا والأقصر؟
تمكن محمد على باشا عندما أصبح حاكما لمصر من إدخال تغييرات على كل شيء في مصر، وشهد الجميع لمسته حتى في حالة البغاء التي كانت موجودة في هذا الوقت.
ففي الربع الأخير من القرن السابع عشر كانت البغايا يسجلن في سجلات الشرطة لتحصى أعدادهن، ويحفظ الشرطة هذه السجلات التي تضم أسماء محترفي البغاء من النساء ومن الذكور لأغراض الضرائب.
وخلال وجود الحملة الفرنسية في مصر "1798 – 1801" أقيمت في الأزبكية بالقاهرة أبنية للبغاء على هيئة خاصة، وفرضوا على من يدخلها رسما معينا إلا إذا كان له ورقة يحملها صادرة من السلطات الفرنسية تبيح له الدخول دون أجر.
ووفقا لكتاب "مجتمع القاهرة السري" للدكتور عبدالوهاب بكر، ظل البغاء نشطًا في عهد محمد على منذ عام 1805 إلى أن أصدر في يونيه 1834 قانونا حظر فيه الرقص العمومي للنساء والبغاء في القاهرة، وقرر عقاب المُخالفات لهذا القانون بالجلد 50 جلدة في المرة الأولى، وبالأشغال الشاقة لمدة سنة أو أكثر في حالة تكرار المخالفة.
تضمنت عقوبات محمد علي في هذا القانون إبعاد المومسات والراقصات إلى إسنا وقنا والأقصر، في محاولة منه لتطهير العاصمة من هذا النشاط أو تهميش نشاط النساء العموميات بدفعهن إلى حافة المجتمع.
ويرى الكاتب أن القانون الذي حاول منه محمد على أن يحجم نشاط البغاء أدى لتحول المغنيات والراقصات إلى العمل فيه بالخفاء بعيدا عن الرقص والغناء، مشيرا إلى أن الجنوب من البلاد امتلأ ببؤر البغاء وتوجه الأجانب الذين يسعون للاستماع بهذه الحرفة المحرم ممارستها في القاهرة خلف هذه الدور.