السباحة فى الفضاء والغرق فى المستنقع
أنا حزينة ومرهقة جدًا جدًا.. لكن العلم ينصحنى بأن أفتح ألبوم صورى القديمة مشاهدة الصور الشخصية القديمة يمكن أن تحسن مزاجك إلى الأفضل
هناك أشياء تدهشنى، وحقائق تثير تفكيرى وحيرتى وتشعرنى بالتضاؤل الشديد.. مثلًا حقيقة: أن الفوتون أو الضوء يستغرق ٤٠ ألف سنة للسفر من نواة الشمس إلى سطحها، لكن الغريب هو أنه يستغرق ٨ دقائق فقط ليكمل الطريق المتبقى إلى سطح الأرض، أى أن الضوء الذى يصلنا اليوم من الشمس هو طاقة تم توليدها منذ آلاف السنين.
وأنه عند النظر إلى القمر، فإن الصورة التى يراها الإنسان هى صورة لأشعة القمر المنبعثة قبل ثانية وثلث من الوقت، أما الأشعة المنبعثة من النجوم فإنّها تكون قبل سنوات، أو مئات، أو آلاف السنين من انبعاثها، وقد تكون النجوم التى ننظر إليها الآن قد اختفت، أو ماتت، أو تحولت إلى هيئة أخرى.
إذن ليس كل ما يصل إلينا حقيقيًا، أو آنيًا، بل هو جزء من الماضى، التغيرات تحدث قبل أن تصل إلينا ونحن نشاهد نتيجة المعركة، لكننا لا نعيش الحرب، وما هو أكثر من ذلك: ليس كل ما يلمع أو يصدر ضوءًا فى السماء هو نجم، فهناك نجوم زائفة عبارة عن غبار وضوء يسقط فى ثقب أسود. وهناك نجوم تسمى النجوم النيوترونية وهى أحد أكثر الأشياء كثافة فى الكون.. لدرجة أن وزن ملعقة صغيرة من مادة النجم النيوترونى تُقارب مقدار وزن جبل هائل على الأرض.
أحب أفلام الفضاء، الأفلام التى لن تستطيع السينما المصرية إفسادها بتقليدها، أتساءل عن الأصوات التى يسمعها رواد الفضاء، عن الروائح التى يشمونها.. يقول العلم: عندما يكون رواد الفضاء فى الفضاء الخارجى بعيدًا عن الأرض هل يسمعون صوتًا؟، يقولون لا يوجد صوت، لا يوجد سوى الصمت، لأنه لا يوجد هواء ينتقل الصوت خلاله، لكن هل توجد رائحة؟.. نعم، وللغرابة فرائحة الفضاء كرائحة اللحم المحترق، وحتى بعد أن يعود رواد الفضاء من رحلات فى الفضاء فإنهم يشمون رائحة اللحم المحترق التى تنبعث من معداتهم.. وقد اكتشف العلماء أن مجرتنا «درب التبانة» لها رائحة التوت، وهذه الرائحة تنبعث من مادة إيثيل الفورمات، وهى مركب كيميائى موجود فى التوت وبعض المشروبات الكحولية، وهذه المادة الكيميائية تتجمع فى منتصف المجرة.
من الغريب أن التفكير فى غزو الفضاء كان فى وقت من الأوقات «حماقة»، وكان يطلق على علم الصواريخ فى الماضى اسم «حماقة غودارد»، وذلك لأن العلماء كانوا يعتقدون أن وصول الصواريخ إلى الفضاء الخارجى هو أمرٌ مستحيل، فعندما قام العالِم «روبرت غودارد» بعمل تجربته على الصاروخ، اتهموه بالفشل وعدم معرفته بالقوانين الفيزيائية، وأعطوا تجربته اسم «حماقة غودارد». هل جرب أحدنا أن يطرح فكرة أو تصورًا واتهمه المحيطون بالحماقة، أم أن تفكيرنا لا يرتفع لمستوى أنوفنا ومن ثم فلا حماقة ولا يحزنون، ولكنه تكفير ويحرمون.
لماذا أفكر فى تلك الأشياء البعيدة.. ولماذا أكتب عنها؟! ربما يكون محاولة للفت الانتباه، إلا أن هناك ما هو أكبر وأرحب من الخلافات بين السُنة والشيعة، وبين القرآنيين وأنصار السنة، وأن هناك ما هو أهم من «مجدى شطة» و«حمو بيكا»، وأن المستنقع الذى نغرق فيه يزداد عطانة، وأن جثثنا التى تتحلل لن تجد من يدفنها، وأننا سننقرض وتعود الديناصورات تمرح فى شبه الجزيرة بعد أن تعود الخضرة إليها مع رجوع العصير الجليدى، وأن الذين بنوا الأهرامات لن يستخدموها كعاصرة برتقال وأن الاستخفاف قد بلغ الربى، وأن هذه القرية لم يفسد مترفوها فقط، ولكن ملحها هو الذى فسد.
أنا حزينة ومرهقة جدًا جدًا.. لكن العلم ينصحنى بأن أفتح ألبوم صورى القديمة، مشاهدة الصور الشخصية القديمة يمكن أن تحسن مزاجك إلى الأفضل، وبنسبة أعلى من تناول قطعة شوكولاتة «يبدو أن العودة للماضى ليست دومًا سيئة، المهم بأى عقل نذهب وبأى عقل نعود»، أيضًا التفاح علاج مثالى للتعب والإجهاد، فالتفاح يعتبر منبهًا أقوى من القهوة والشاى وغيرهما من المشروبات التى تحتوى على نسبة عالية من الكافيين، ويتفوق عليها من حيث جعل الشخص أكثر قدرة على الاستيقاظ والتركيز. وبالتالى فإنه ينصح بتناوله فى حالة الشعور بالكسل أو التعب. ومن لا يجد التفاح عليه بالبطاطس.