محمد السماك: الإسلام لم يستجدِ الغرب ويفرض احترامه على العالم أجمع (حوار)
قال الدكتور محمد السماك، الأمين العام للجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار بلبنان، إننا في حاجة لبناء جسور مع الغرب ولكن بناء الجسور لا يكون من جانب واحد، ولكن نحتاج إلى تجاوب من الطرف الآخر، وعندما يعتبر الإسلام فى الغرب على أنه ليس دينًا وإنما ينظر إليه على أنه أيديولوجية تريد أن تسيطر على العالم.
وأضاف "السماك" في حواره مع "الدستور" أن الإسلام لا يحتاج إلى تسامح غربى، كما أننا لا نستجدى من الغرب موقفًا يحترم الإسلام، فالإسلام يفرض احترامه على العالم كله، ورجال الدين دائما يسعوا لبناء جسور من الاحترام المتبادل بين المسلمين والغربيين وهو يكون مبني على التفاهم المتبادل والتفاهم يتطلب حوارًا، وهذا ما يسعى إليه الأزهر، وإلى نص الحوار..
* ما الذي يحتاج الإسلام من الغرب كي يحدث التمازج الحضاري؟
- الإسلام لا يحتاج إلى تسامح غربى كما أننا لا نستجدى من الغرب موقفًا يحترم الإسلام، فالإسلام يفرض احترامه على العالم كله، ورجال الدين دائما يسعوا لبناء جسور من الاحترام المتبادل بين المسلمين والغربيين وهو يكون مبني على التفاهم المتبادل والتفاهم يتطلب حوارًا، وهذا ما يسعى إليه الأزهر.
* كيف ترى أهمية التواصل بين الشرق والغرب؟
- نحن فى الشرق نشكو من الإسلاموفوبيا، والغربيون يشكون من انتشار الشعبويين فى بلدانهم، والشعوبية تعني "الوطنية الإلغائية للآخر الاحتكارية اسميًا وعنصريًا ودينيا ورفض كل ما هو آخر" وأما الإسلام ينفتح على الآخر ويقبله، وهذه الشعبوية تقودهم إلى ما قبل مرحلة الحرب العالمية الثانية حينما مرت أوروبا بموجة من هذه الثقافة بما فيها النازية والفاشية والشيوعية وأدت بهم إلى الحرب، والآن تستعيد هذه الثقافة حيويتها من جديد فى الغرب وليس من مصلحته أن يترك هذه الموجة تتفاقم، وفى نفس الوقت فإن هذه الموجة هى معادية للإسلام، ونحن لدينا مصلحة مشتركة بين الإسلام والغرب لمحاربة الإسلاموفوبيا ولمكافحة هذه الشعوبية المتطرفة ولبناء جسور من التعاون الثقافى الذى يثوم على احترام التنوع.
* هل الغرب لديه رغبة في مد جسور التعاون مع الشرق؟
- بالتأكيد ولكن المهم أن يكون عنده القرار فإذا اتخذ القرار لدية قدرة على تنفيذة، والندوات التي يقيمها رجال الدين تصنع الجو المناسب لخلق هذا القرار من خلال النقاشات والحوارات.
* ماذا نحتاج فى هذه الفترة الحالية لمد جسور التعاون مع الغرب؟
- نحن نحتاج أن نمثل وجهة نظرنا وأن نؤكد حسن نوايانا وهذا ما يقوم الأزهرالشريف وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بحكم كونه داعية سلام، فالسلام الذي يدعو إليه الأزهر مع الغرب مبنى على الاحترام المتبادل، وعلى الثقة المتبادلة ولا يمكن بناء سلام الإ إذا كان مبنى على هذه القواعد والأزهر يقوم بدوره فى هذا الإتجاه، مع الفاتيكان وغيرة من المؤسسات الدينية فى الغرب ولم يترك جهة إلا وانفتح عليها من أجل أن يوصل كلمة الإسلام، بالسلام والتعاون.
* هل العالم الغربي يستقبل رسائل الأزهر الشريف؟
- العالم صغير ووسائل التواصل موجودة بقوة ولا شك والجولات التى يقوم بها الإمام الأكبر فى المؤتمرات الدولية بجانب هذه الندوة التي بها أكاديميين ومرجعيات فكرية من كافة العالم الغربى، وهؤلاء سيعدون إلى مجتمعاتهم بوجهة نظر الأزهر التى تمثل الإسلام الحقيقي، ونحن نريد أن نبني جسور مع الغرب، ولكن بناء الجسور لا يكون من جانب واحد ولكن نحتاج إلى تجاوب من الطرف الآخر، وعندما يعتبر الإسلام فى الغرب على أنه ليس دينًا وإنما ينظر إليه على أنه إيديولوجية تريد أن تسيطر على العالم، وهذا الاعتقاد الراسخ عند بعض الفئات فى الغرب خاصة فى المجتمع الأمريكي، فهذا الوضع يحتاج إلى أن ننظر إليه بعلم وبصورة مباشرة.
* بوجهة نظرك.. كيف ترى حقيقة وطبيعة الخلاف بين الشرق والغرب؟
- شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أكد خلال كلمته فى افتتاحية الندوة الدولة التي أقامها الأزهر الشريف الإثنين الماضي، أنه لا خلاف حول العمل من أجل السلام والإرادة حول العيش المشترك ولكن نحن كمسلمين فى عقائدنا نختلف عن العقائد الأخرى والمشكلة ليست فى الاختلاف، وإنما المشكلة فى عدم احترام الاختلاف، والأزهر يقوم بعدة مبادرات من أجل التأكيد على أن الاختلاف موجود بإرادة إلهية ونحن لا نلغى الاختلاف، نحن نقوم بالترويج لثقافة احترام الاختلاف، وهذه الدعوة القرآنية في قولة تعالى "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"، فالتعارف ينطلق من الإقرار بأن الاختلافات باقية وعلينا أن نتفهم أسبابها وقواعدها وأن نتعامل مع الآخر على هذا الأساس.
* كيف ترى دور الإعلام فى عملية تقارب وجهات النظر بين الشرق والغرب؟
- الإعلام أداة رئيسية وهو ليس فقط إخباريًا بل أنه يصنع شخصية، ويحدد القناعات ويصنعها وكذلك الثقافات وهو له دور هام خاصة السوشيال ميديا، بحيث أنها أصبحت أسرع وسيلة لهذا التواصل.
* كيف ترى أهمية احترام الاختلاف بين الديانات المختلفة؟
- بداية أريد أن أتحدث عن بعض الأرقام هنا منها أن ثلث المسلمين فى العالم يشون فى مجتمعات غير مسلمية، وبالنسبة للمسيحيين فإن آخر الإحصاءات تشير إلى أن تعداد المسيحيين فى العالم وصل إلى 2.2 مليار مسيحى، ثلثهم يعيش فى أفريقيا وثلث آخر فى آسيا، وهى منتشرة فى آسيا وأفريقيا حيث يوجد الإسلام وغيرة من الديانات، ودراسات الولايات المتحدة تشير إلى أن 85% من سكان العالم، يؤمنون بعقيدة دينية، فنحن نعيش معًا فإذا لم نعمل على احترام التعدد والاختلاف فإن البديل هو مزيدًا من الصراعات والخلافات.