وزير الرى يصل أوغندا للمشاركة فى مشروع درء مخاطر الفيضان
أعرب الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الري والموارد المائية، عن سعادته لتواجده في أوغندا الدولة الشقيقة لمصر، خلال الفترة من 26 إلى 27 سبتمبر الجاري؛ لحضور ختام المرحلة الأولى من مشروع درء مخاطر الفيضان بمقاطعة كسيسي بغرب أوغندا، الذي تم الانتهاء من تنفيذه في فبراير 2018.
جاء ذلك خلال زيارة الوزير، اليوم الأربعاء، إلى أوغندا، حيث كان في استقباله وزير المياه والبيئة الأوغندي سام شيبتوريس، حيث تستمر اجتماعات اليوم حول أنشطة التعاون الفني بين مصر وأوغندا ممثلة في وزارتي الموارد المائية والري، ووزارة المياه والبيئة الأوغندية.
وقال الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الري والموارد المائية، إن مقاطعة كسيسي تعرضت في السنوات العشرين الماضية لموجات من الفيضانات العارمة التي أتت على الأخضر واليابس في معظم مناطق مقاطعة كسيسي، وذلك نتيجة للانهيارات الأرضية الشديدة بالمناطق الجبلية وتحرك الصخور غير الثابتة في اتجاه التجمعات السكنية والمزارع وأماكن تربية الماشية والطيور، مما تسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة، وقد طلبت أوغندا المساعدة المصرية للحد من مخاطر الفيضانات وعلى الفور تمت الاستجابة للمطلب الأوغندي، والبدء في التعداد لتنفيذ مشروع لحماية المقاطعة من أخطار الفيضان وحماية الممتلكات والمواطنين ضمن إطار التعاون الفني بين البلدين.
وأضاف أن على أرض الواقع، تم إرسال بعثة فنية من خبراء وزارة الموارد المائية والري المصرية لمعاينة المنطقة وجمع البيانات والمعلومات اللازمة لتنفيذ مشروع عاجل لدرء مخاطر الفيضانات بالمقاطعة، وبالفعل تم تحديد عدد من المناطق ذات الأهمية القصوى لحمايتها من مخاطر الفيضانات.
وأشار إلى أنه تم توقيع مذكرة التفاهم للمشروع بين وزارة الموارد المائية والري المصرية ووزارة المياه والبيئة الأوغندية في أبريل 2016 بحيث يتم تنفيذه على عدة مراحل وتم إسناد عملية تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع لإحدى الشركات المصرية الكبرى العاملة في أوغندا، وتشتمل المرحلة الأولى من المشروع على تنفيذ أعمال التطهيرات على نهر نياموامبا بمقاطعة كاسيسي وتنفيذ أعمال الحماية باستخدام حوائط جابيونية عند أربع مناطق حيوية على مجرى النهر لحمايتهم من أضرار الفيضان المدمر.
وقد تم البدء الفعلي للمرحلة الأولى من المشروع في 13 مارس 2017 بمعرفة إحدى الشركات المصرية الوطنية الكبرى، وشملت الأعمال المنفذة أعمال الرفع المساحي لتحديد المسارات اللازمة لأعمال الحفر، وتنفيذ أعمال الحفر والتطهيرات بمسار مجرى النهر وتفتيت الصخور الكبيرة وإزالتها بعيدا عن مسار مجرى النهر، بالإضافة إلى أعمال الحماية بالجابيونات للقطاعات العرضية على مجرى النهر، حيث تم الانتهاء من تنفيذ جميع أعمال الحفر والتطهيرات بمجرى نهر نيامومبا بالكامل طبقا للقطاعات العرضية المعتمدة وتسليمها للجانب الأوغندي للتشغيل والصيانة، كما تم الانتهاء من أعمال الحماية بالجابيونات للمواقع المحددة، وانتهى العمل في المرحلة الأولى من المشروع في فبراير 2018.
من جانبه، أعرب سام شيبتوريس وزير المياه والبيئة الأوغندي عن سعادته باستمرار التعاون الفني في مجال الموارد المائية والري بين البلدين الشقيقين، وأشاد بالخبرات الفنية الكبيرة الموجودة بوزارة الموارد المائية والري في هذا المجال وما تؤدي إليه هذه الخبرات من الاستفادة من مياه الفيضان التي كانت تهدر مسببة خسائر مادية وبشرية كبيرة.
كما أعرب عن شكر وامتنان المواطنين القاطنين بمقاطعة كسيسي للدعم الذى قدمته الحكومة المصرية من خلال هذا المشروع.
وفي سياق متصل، وقبيل زيارة الدكتور محمد عبدالعاطي المقرر لها، غدا الخميس، موقع المشروع بمقاطعة كسيسي، عقدت اللجنة الفنية المشتركة لمشروعات التعاون بين الدولتين سلسلة فعاليات اجتماعات اللجنة التوجيهية والفنية المشتركة لمشروع التعاون الفني بين وزارة الموارد المائية والري ووزارة المياه والبيئة الأوغندية؛ وذلك لبحث ومناقشة الإجراءات التنفيذية للمشروع حرصا على دعم أواصر التعاون بين البلدين، حيث تم عقد اجتماع موسع للدكتور محمد عبدالعاطي، والدكتور سام شيبتوريس مع أعضاء اللجان الفنية والتوجيهية لمشروعات التعاون في مجال الموارد المائية بين البلدين لاستعراض نتائج اجتماعات تلك اللجان.
وأكد الدكتور عبدالعاطي، خلال الاجتماع، أن هذه الاجتماعات تأتي في إطار التعاون الدائم والمستمر بين الجانبين المصري والأوغندي والتشاور لمتابعة تقدم سير العمل في مشروعات التعاون الثنائي بين البلدين في مجال الموارد المائية والري، والذي يتمثل حاليا في مشروع التعاون مع وزارة المياه والبيئة الأوغندية الذي تم توقيع مذكرة تفاهم له في يناير 2010 لتنفيذ عدد من المشروعات الحيوية للمواطن الأوغندي بمنحة مصرية قدرها 4،5 مليون دولار منها تنفيذ 75 بئرا جوفيا في المناطق المتفرقة في أوغندا لتوفير مياه الشرب، والتي تم الانتهاء من تنفيذها في ديسمبر 2016، وتشمل تنفيذ استخدام الطلمبات التي تعمل بالطاقة الشمسية لميكنة بئرين جوفيتين.
وقد تم البدء أيضا في تنفيذ مقترح توعية المجتمع المدني وقواعد بيانات التشغيل وصيانة الآبار لأهمية الحفاظ على الآبار واستدامتها، بالإضافة إلى الانتهاء من توريد المعدات الميكانيكية الضخمة التي ستستخدم في تنفيذ كافة المشروعات وأهمها مشروع إنشاء سدود حصاد مياه الأمطار، للاستفادة منها في توفير مياه الشرب للمواطنين والاستخدامات المنزلية، حيث تم توقيع العقد الخاص بتنفيذه مع إحدى الشركات الأوغندية في أغسطس 2017، وسيتم قريبا تنفيذه فعليا على أرض الواقع.
من جانبه، أكد الدكتور أحمد بهاء الدين رئيس قطاع مياه النيل، أن مصر لا تبخل بالمساعدات الفنية والخبرات المصرية لدعم أواصر التعاون والعلاقات الوثيقة التي تربط بين شعبي مصر وأوغندا، والذي يظهر في تنفيذ ثلاثة مشروعات تنموية، أولها مشروعان للتعاون مع وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والأسماك تحت مسمى "المشروع المصري الأوغندي لمقاومة الحشائش المائية" والمشروع الجديد مشروع إدارة الحشائش المائية ببحيرتي كيوجا وألبرت، والمشروع الثالث وهو مشروع التعاون مع وزارة المياه والبيئة الأوغندية الذي يشمل تنفيذ خمسة خزانات لحصاد مياه الأمطار، وحفر عدد من الآبار الجوفية للشرب والتدريب وبناء القدرات للأخوة الأوغنديين في مجالات الموارد المائية والري.
وقال بهاء الدين، إن مشروع التعاون الفني مع وزارة المياه والبيئة لا يقل أهمية عن نظيره مع وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والأسماك، حيث تعود كافة المشروعات بالنفع المباشر على المواطنين بأوغندا، وهو ما تحرص عليه مصر في تنفيذ استراتيجيتها لمشروعات التعاون الثنائي مع دول حوض النيل.