مركبة الفضاء «ديسكفرى»
لقد عرف علماء الفضاء طبيعة الأرض الجديدة، أى أرض القمر، وكانت أول رحلة إلى القمر عام ١٩٧٢، وخلال أربعة عقود عرف علماء الفضاء الكثير عن القمر، فمع اختلاف طبيعة أرض القمر- إذا جاز أن نطلق عليها أرضًا- غير أرضنا التى نعيش عليها، ولم يكن بفكر الأولين أن هناك أرضًا جديدة فى الفضاء الأعلى، حيث تقارب طبيعة أرض القمر لطبيعة الأرض التى نعيش عليها.
أما عن رحلة «ديسكفرى»، وهى الرحلة رقم ٣٩ فى عُمر ديسكفرى البالغ ٢٧ سنة، فللمرة الأولى فى تاريخها الفضائى تحول الاضطرابات الجوية دون هبوطها فى موعدها المحدد، ويعلن ركابها– روّاد الفضاء الخمسة- أن ما لديهم من ماء يكفى يومين فقط، وقد نزلت فى أفضل حال، حتى إنهم أعلنوا أنه رغم سوء الأحوال الجوية ومواجهة رياح عاتية، إلا أن رحلتهم كانت من أفضل الرحلات السابقة، وكأن السفينة تودع الفضاء وتهبط فى رحلتها الأخيرة وتكون قد قضت فى الفضاء سنة كاملة، هى مجموع رحلاتها التسع وثلاثين مرة.
لقد شبه رواد الفضاء أنفسهم بالمهاجرين الأفارقة وهم يواجهون اضطراب الهواء، كما أن المهاجرين الأفارقة قذفتهم الأمواج وهم على شفا الهلاك إلى الشواطئ الإسبانية الباردة بعد أن اقتلعتهم أحوال السياسة والاقتصاد فى بلادهم.
كما يتوقع الخبراء أن هجرة أكبر عدد من الجماعات الإفريقية الكبرى صوب أوروبا- حيث يطلق عليهم مُهاجرى البيئة- جاءت هربًا من الجوع والمرض وضيق الحال وقلة الأعمال وندرة المال.
والسؤال الذى يفرض نفسه: هل فكرت الشعوب فى مستقبلها الذى قد يضطرها إلى اللجوء إلى مناطق أخرى فى العالم؟ وحتى إذا ما ضاقت بِنَا دنيانا نجد ما جاء فى دنيا أخرى نطلق عليها من أرضنا أنها القمر- مع أن القمر ليس إلا جسمًا مظلمًا- وصفها من نزلوا عليها تمامًا، كما قالوا لنا فى علم الجغرافيا، ويصفون لنا من وطأت أقدامهم على أرضه أنها أرض صخرية فى غالبيتها. أما رواد الفضاء بالسفينة ديسكفرى فيؤكدون حقيقةً أن السطح القمرى صخرى صلب، كما حملوا لأرضنا كتلة صخرية صلبة وزنها ٨٤٣ رطلًا، أى نحو أربعمائة كيلوجرام، وقطر القمر يقدر بألفى ميل أو ما يقرب لأربعة آلاف كيلومتر.
أما السؤال الذى لم نعرف له جوابًا بعد: هل على أرض القمر توجد خلائق من أى نوع كان فى صورة حيوان أو طائر وما شابه ذلك؟.. يرى عدد من العلماء فى الولايات المتحدة واليابان وأوروبا أنه من الممكن وجود حضارات متطورة خارج الكرة الأرضية، وأن هناك محاولات علمية واعية ومتابعة لكل الأحداث يسجل وقوعها خارج الكرة الأرضية.
ذلك هو لُب الصراع المستقبلى، وشبه التسليم بوجود أجسام غريبة متقدمة تسابق الاكتشافات الأرضية، ما دعا العلماء إلى متابعة هذه القضية اقتناعًا منهم بأن هذه الأطباق التى تظهر من وقت إلى آخر، وتحديدًا فوق المراكز الصناعية التكنولوجية المتطورة، وتركيزها الأكبر على المنشآت العسكرية النووية، كما لوحظ ذلك فى الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا، ما يؤكد وعى تلك الجهات- صاحبة الأطباق المتطورة الفضائية- بمتابعة دقيقة. ومن المتوقع دراية تلك الجهات بأنها تحت الأنظار الدولية لمعرفة سر وجودها وغاياتها ونوعية العقول المحركة، وهل هى لبشر أمثالنا أم لإنسان آلى فى بقعة شديدة الاختفاء فى الأرض أو فى السماء؟