رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عز الفيومي»... الوداع يا «قناوي»

عز الفيومي
عز الفيومي

بعد إعلان خبر وفاته الثلاثاء الماضي، بدأ اصدقاؤه من الفنانين والمخرجين في كتابة ذكرياتهم معه على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي.
من جانبه قال المنتج الفني «صبري السماك»، أنه تعرف على الفيومي، وقت أن كان يريد قراءة كتابات"ماركس"، فأشار إليه بعض أصدقائه للذهاب لأحد جيرانهم وهو "عز الفيومي".
يحكي"السماك":" ذهبت إلى عز الفيومي، أخبره أني أخو محمد السماك، وأريد أن أكون شيوعيًا، فضحك"الفيومي": تشرف وتنور، لكن اشمعنا انا، اللي دلوك عليا عندهم الكتب دي؟، فرد"السماك": "هم اللي قالولي"، فضحك "الفيومي" بسخرية وأعطاه كتاب، قائلًا: ده بيان الشيوعية".
لكن بعدما قرأ "السماك" الكتاب لم يجد فيه ضالته، لم يجد فيه غير الفلسفة فقط، أو أية اشارة الى الحديت عن الطبقات الاجتماعية، التطور العلمي، وبعدها أنهى قراءة الكتاب "نيتشة، عبد الرحمن بدوي"، كان حزينًا، مما دفعه على العودة "الفيومي" مرة أخرى واستشاط غضبًا وقال: الناس دي بتتباهى إنها ملحدة وكافرة ولم يقدموا بديل لعذابات الناس في الدنيا طالما مفيش آخرة"، فضحك"الفيومي"، وأخبره انه استغرب من كونه جاء إليه ليريد أن يكون شيوعيًا، وأخبره أيضًا أن الأمن يطاردهم ويعاديهم أكثر من إسرائيل وأنهم مستهدفين طوال الوقت.
وأكمل"السماك"، بعدما تخرج"الفيومي" من كلية الآداب قسم اجتماع تم تعيينه مدرس فلسفة في معهد أزهري، وهو كان بمثابة مادة للتندر بينهم وبين بعضهم.

وتابع: سافر "الفيومي"بعد حصوله على منحة إلى سويسرا ليؤسس مسرح هناك، لكنه عاد بعد سنوات خالي الوفاض، دون لغة أو فرانك واحد، بالإضافة إلى أنه عانى هناك من حالة اكتئاب تنقل على إثرها بين المصحات النفسية، فأعادوه الى مصر، والتف حوله أصحابه محاولين إعادته للمجتمع مرة أخرة، لكنه رفض وفضّل العيش في عالم يخصه وحده، ورشحه"السماك" لدور في فيلم (خيانة مشروعة) مع المخرج خالد يوسف، فقدم الدور لكنه لم يكن سعيدًا، وكان دائم الهرب والسفر إلى أماكن غريبة، ويرفض كل محاولة لمساعدته من جانبه.
وأوضح"السماك"، أنه كان يعتبر "الفيومي" الوجه الآخر للفنان الراحل "علي الشريف"، وحاول معه بدء الرحلة والحياة من جديد فور عودته من رحلة فشل في سويسرا، لكن "الفيومي" انتكس، فحاول "السماك" مرة أخرى وهدده بقطع علاقته به، لكن"الفيومي" استمر" في الرفض، وسافر إلى أسوان وتزوج هناك، وعاد مرة أخرى فساعده"السماك" في إيجاد سكن، ثم طلب بضاعة ليبيعها في القطار، فسأله "السماك": عاوز تعمل دور قناوي وهنومة؟ فرد "الفيومي": انتج لي فيلم زيه".
أما عن آخر لقاء جمعهم قال"السماك":"آخر لقاء عندما رشحته للمشاركة مع خالد يوسف في فيلم "كارما"، " لاحظت ملابسه المتواضعة وكان همى أن اعطيه أموال يشترى بها ملابس جديدة حتى يحصل على الدور، ولكن لم ألحظ آلام روحه ولا نبرة صوته وهو يقول لي (ينفع ابقى أجي أشوفك قبل ما أموت) ضحكت وقلت له (والله أنت هتدفنا كلنا)".


أما «عصام زهيري»،فكتب يقول:"أول مرة أشوف عز الفيومي كان يوم 21 فبراير 1982 في احتفال بيوم الطالب العالمي في مدرج 84 بآداب القاهرة يومها المنصة كان عليها الدكتور الراحل رؤوف عباس والدكتور حسن حنفي والدكتورة أمينة رشيد، وكان هذا الإحتفال بعد حادث مقتل الرئيس السادات وتولي حسني مبارك رئاسة البلاد.
وأكمل "زهيري"، رأيت يومها عز الفيومي ومحمد زكريا حسونة، أثناء تقديمهم العرض المسرحي"30فبراير" لجمال الغيطاني، واندهشت بالأداء المسرحي للـ"الفيومي" وتعلقت به، وأصبحنا فيما بعد في حركة طلابية واحدة عام 1948، وفي أحد المظاهرت رأيت "الفيومي" وهو يهتف:"ارمي خوفك يا آداب ولا تعملي للايحة حساب" في إشارة إلى اللائحة الطلابية التي قيدت حركة الطلبة وحلت اتحاد طلاب مصر"، وتجمع على إثرها الطلاب في أول مسيرة طلابية كبيرة وكانت خطوة أولى في صعود الحركة بعد موتها من عام 1977.

أما المخرج «سامح منسي»، قال: عرفت عز الفيومي لمدة 4 سنين أثناء فترة الجامعة (19831987 ) وكان بصحبتهم محمد زكريا وهشام مبارك وكرم صابر وماجدة أباظة في نفس الوقت بالإضافة إلى مجموعة الناصريين حافظ أبو سعده وناصر أمين (جمعية الدراسات العربية ).
وأضاف، توفى عز الفيومي مشردًا في المستشفيات، وبدأت بعدها "منشورات" على موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك"، والوجوه الدامعة الزائفة تكتب عنه، وهذا دليل دامغ على ادعائهم النضال والتقدمية، فلو كان لدى هذه الاشخاص ضمير حقيقي بنسبة 1% فما كان "عز الفيومي" سيلاقي هذا المصير.