"أديرة المتوحّدين" فى الرهبنة الكاثوليكية
قال الأب «هانى باخوم»، المتحدث الرسمى بإسم الكنيسة القبطية الكاثوليكية، أن دير المتوحّدين هو أساس الحياة الرهبانية في الشرق، فهو البيت الرهباني الذي يسعى فيه الرهبان لحياة دعوتهم كما أرادها لهم الله، ويكون الدير مستقل عندما لا يتبع لأي دير أخر ويتمتع بأنظمته الخاصة الموافق عليها من السلطة الكنسية المختصة.
وأوضح باخوم، أن للأسقف الحق في انشائه بعد استشارة البطريرك إذا كان داخل الرقعة البطريركية وإلا إستشارة الكرسي الرسولي، للبطريرك في حدود منطقة الكنيسة التي يرأسها أن يلغي دير متوحّدين مستقلاّ أو فرعيًا ذا حقّ إيبارشي، أوغـُرِس فيه الصليب البطريركي لسبب هامّّ وبرضى السينودس الدائم، وبناء على طلب الأسقف الإيبارشي أو بعد استشارته، إذا كان دير المتوحّدين ذا حقّ إيبارشي، وبعد استشارة رئيس دير المتوحّدين ورئيس اتحاد الأديرة، إذا كان الدير متّحدا، مع الاحتفاظ بحقّ التظلّم إلى الحبر الروماني بمفعول موقف.
وأستطرد أمّا سائر أديرة المتـوحّديـن المستـقـلّّة أو الـفرعـيّة فبـوسـع الكرسـي الرسولي وحده أن يلغيها، لافتًا أن دير المتـوحّدين الملحـق يمكن إلغاؤه بقرار صادر من رئيس دير المتوحّدين التابع له، وفقًا لدستور الدير وبرضا الأسقف الإيبارشي.
أموال الدير:
وكشف الأب هانى باخوم، أن أموال دير المتوحّدين المستقلّ الملغي تـُحوّل إلى اتّحاد الأديرة، إذا كان الدير متّحدًا، وإلاّ فإلى الإيبارشيّة، أو إذا كان قد غـُرس فيه الصليب البطريرك فإلى الكنيسة البطريركيّة، أما أموال دير المتوحّدين التابع والملغى، فتـُحوّل إلى دير المتوحّدين المستقلّ، وبالنسبة إلى أموال دير المتوحّدين الملغى ذي الحقّ الحبري فيُحفظ للكرسي الرسولي وحده القرار في شأنها، مع عدم الإخلال بإرادة المحسنين في سائر الأحوال.
وفقا لدستور الدير وعمل بالقوانين 947 و960 يُـنتخب رئيس ديـر المتوحّديـن:
وأشار الأب هانى باخوم إلى أنه لكى يكون هناك أحد أهلًا لتقلّد وظيفة رئيس دير متوحّدين مستقلّ، يلزم أن يكون قد أدّى النذر الرهباني الدائم وقد مضى على نذره لا أقلّ من عشر سنوات، وأتمّ السنة الأربعين من عمره، ويُـنتخب رئيس ديـر المتوحّديـن المستـقـلّ في مجمع يَنعقد وفقا لدستور الدير ومع العمل بالقوانين 947 - 960 وعدم الإخلال بحقّ الأسقف الإيبارشي في أن يترأس مجمع الانتخاب بنفسه أو بغيره.
وظيفة رئيس دير المتوحدين:
وقال الأب هانى باخوم، أن وظيفة رئيس دير متوحّدين، مستقلّّ تـُقلَّد لمدّة غير محدّدة، ما لم يقتض دستور الدير غير ذلك، أمّا الرؤساء الذين أتمّوا الخامسـة والسـبعين من العمر أو لم يعودوا أكفاء للقيام بمهمّّتهم لعلّة صحّيّة أو لأيّ سبب هامّّ آخر، فعليهم أن يتقدّموا بالتخلّي عن وظيفتهم للمجمع الذي يعود له قبوله، وعلى الرئيس أن يقيم في ديره ولا يغادره إلاّ وفقا لدستور الدير.
لابد من مدير لإدارة الأموال بالدير:
لإدارة الأموال، أكد الأب هانى باخوم، أن لابدّ في دير المتوحّدين من مدير مالي، يمارس وظيفته تحت إشراف الرئيس. لا يتولّ رئيـس دير المتوحّدين المسـتـقلّ في آن واحد وظيـفة مديـر مالي في الدير نفسه، لافتًا أمّا وظيفة مدير مالي في دير تابع، وإن كان فصلها عن وظيفة الرئيس أفضل، إلاّ إنّه يمكن ضمّها إليها إذا دعت الضرورة إلى ذلك، والمدير المالي يعيّّنه رئيس دير المتوحّدين المستقلّ برضى مجلسه، ما لم يقتض دستور الدير غير ذلك.
القبول في دير المتوحّدين المستقلّ والابتداء:
لقبول أحد في دير المتوحّدين المستقلّ، يجب أن يكون مدفـوعا بنيّة حسنة وجديرا باعتناق حياة المتوحّدين ولا يمنعه أيّ مانع قرّره الشرع. فيّقيـم في ديـر المتوحّدين مدّة محدّدة في دستور الدير، تحت رعاية خاصّّة من قِبَل راهب ذي اعتبار.
شروط القبول بدير المتوحدين:
أوضح الأب هانى باخوم أنه لا يجـوز لأحد أن يـُقبل للإبتداء في دير متوحّديـن خاصّ بكنيسة أخرى متمتّعة بحكم ذاتي، بدون ترخيص من الكرسي الرسولي، ما لم يتعلّق الأمر بمرشّح مهيّـأ لدير متوحّدين تابع ومن كنيسته.
فى أشارة إلى أنه لا يمكن قبول الإكليريكيّين المنتمين لإيبارشية ما، للابتداء على وجه جائز إلاّ بعد استشارة أسقفهم الإيبارشي، ولا قبولهم على وجه جائز إذا اعترض الأسقف الإيبارشي لكون مغادرتهم تسبّب ضررا جسيما للنفوس، يستحيل تفاديه بطريقة أخرى، أو إذا تعلّق الأمر بأشخاصّ مهيئين للدرجات المقدّسة في دير المتوحّدين، يمنعهم مانع محدّد في الشرع.
وأستطرد وكذلك لا يجوز أن يُقبل في دير المتوحّديـن الوالدون الذين لا بدّ من عملهم لإعالة أبنائهم وتربيتهم، ولا الأبناء الواجب عليهم مساعدة الأب أو الأم أو الجدّ أو الجدّة الذين يعانون من ظروف قاسية، ما لم يكن دير المتوحّدين قد دبّر الأمر بطريقة أخرى.
متى يتم أرتداء الزى الرهبانى:
ولفت أنه يبدأ الابتداء بارتداء الثوب الرهباني أو بأيّ طريقة أخرى محدّدة في دستور الدير، ليتمّ الأبتداء على وجه صحيح يجب أن يُنجز في مدّة ثلاث سنوات كاملة ومتّصلة، أمّا في أديرة المتوحّدين حيث النذر المؤقت يسبق النذر الدائم، فتكفي سنة ابتداء واحدة.
من هو الشخص الناسك؟
قال الأب هانى باخوم، إن الشخص الناسك هو عضو دير متوحّديـن مستقلّ، وهـب نـفسه على وجه تامّ لتأمّل السماويّات وانقطع انقطاعًا تامّا عن الناس والعالم، لإعتناق الحياة النسكيّة على وجه شرعي.
وأوضح "باخوم"، يلزم العضو أن يكون قد نال ترخيصًا من رئيس دير المتوحّدين المستقلّ التابع له، برضى مجلسه، وبعد أن يكون قد أمضى في دير المتوحّدين لا أقلّ من ستّ سنوات، تـُحسَب منذ يوم نذره الدائم.
ويُحـدِّد رئـيـس ديـر المتوحّديـن المكان الذي يعيـش فيه الناسـك، ويكون منفصلًا بطريقة خاصّة عن العالم وعن سائر أماكن الدير، أمّا إذا كان هذا المكان خارج أسوار الدير، فيقتضي الأمر رضى صادرًا كتابةً من الأسقف الإيبارشي أيضا.
ويـخـضـع النـاسـك لـرئيـس دير المتوحّدين، ويُقيَّد بقوانين الرهبان المتوحّدين ودستور الدير، على قدر ما يمكن توفيق ذلك مع الحياة النسكيّة، بوسع رئيس دير المتوحّدين المستقلّ، برضى مجلسه، أن يُنهي تنسّك الراهب، لسبب صوابي، حتّى رغم إرادة الناسك.