إبراهيم عبد المجيد: عبد الوهاب الأسواني حساس لدرجة مذهلة
قال الكاتب «إبراهيم عبد المجيد»: التقيت أول مرة بالكاتب الجميل «عبدالوهاب الأسواني» عام 1969، كنت فائزًا بالجائزة الأولى على مستوى الجمهورية لنادي القصة بالإسكندرية وقابلته في حفل توزيع الجوائز بجمعية الشبان المسلمين بالشاطبي. كنت قرأت له من قبل قصتين من أجمل القصص واحدة في جريدة الاخبار والثانية في مجلة المجلة التي كان يرأس تحريرها ذلك الوقت «يحي حقي».
وأضاف عبد المجيد في منشور له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وجدت في عبد الوهاب شخصًا شديد الطيبة، عائلته من قرية بمحافظة أسوان حقا، لكنهم يعيشون في الإسكندرية، وكان هو يعيش في القاهرة ويعمل بمجلة الإذاعة والتليفزيون، طبعا بعد هذا الفوز بدأت أنشر في القاهرة حتي أتيت لأعيش فيها منذ 1975 عندما كنت أعزب في حي دير الملاك، وكان عبد الوهاب زائرًا جميلًا لي، تابعت كتابات عبد الوهاب وانشغل هو مع القصة والرواية والسيناريو للتليفزيون وكتابة التراث الإسلامي للفتيان وأشياء أخرى، ولكن لم تنته لقاءاتنا.
لاحظت أن عبد الوهاب حين نتحدث عن شيء سيئ مثل حاجة فلان أو مرض فلان، تكاد الدموع تقفز من عينيه ويمسحها بيده، رأيته حساسًا جدا إلى درجة مذهلة. فضلا عن أنه كريم غاية الكرم، سافرت للعمل بالسعودية في مايو عام 1978.
كان أهم حاجة لي "إني ما اقولش لنجيب سرور اني مسافر لانه كان حيشتمني ويزعل مني لانه عنده حساسية كبيرة أوي من الحكاية دي".
وكشف عبد المجيد، زرت القاهرة مرتين بين المرة والاخري 3 او 4 شهور وكنت حريص اقابل نجيب سرور في ريش أو روي اللي جنب سينما مترو.
يسألني "إنت فين يابن كذا نضحك وأقول في إسكندرية"، في المرة التانية "لاقيته خاسس جدا وشاحب جدا وشكله في الضياع النهائي، سافرت زعلان متوقعا وفاته وبعد شهر وجدت خبر وفاته، حزنت جدا عليه لكن قلت الحمد لله ما ماتش زعلان مني، رجعت نهائيًا بعد شهرين كمان".
وفي ليلة بعد وفاته بأربع شهور او خمسة تقريبا كنت رايح أسهر عند عبده جبير في شقته في السيدة زينب "كانت ملاذ جميل لينا، وأنا ماشي وكنا في أول الليل قابلت عبد الوهاب الأسواني ماشي مع نفسه لكن بيبكي، سلمت عليه واتخضيت فيه إيه ياعبد الوهاب ماقالش، قلت له طيب تعالي معايا عند عبده جبير نتكلم، رحنا عند عبده وعبد الوهاب مسح دموعه وبكي تاني. في ايه ياعبد الوهاب ياحبيبي"، قال زعلان علي نجيب سرور، اندهشت، نجيب مات من اربع او خمس شهور، فكرته بكدا وقلت له خلاص هو عند ربنا ومش حنقدر نعمل حاجة، قال لي أنا عارف، بس حصلت حاجة مقطعة قلبي كل يوم، إيه هي ياعبدالوهاب.
بدأ يحكي، نجيب كان بينشر شعره أو مقالاته في مجلة الكاتب اللي هي مكانها في مواجهة مجلة الإذاعة والتلفزيون ساعتها بالعمارة اللي علي النيل قريب من الاذاعة، في يوم عبد الوهاب قاعد في المجلة - الاذاعة والتيفزيون - لقى نجيب داخل عليه، عبد الوهاب قام وقف ورحب بيه جامد اوي كعادته الجميلة مع الناس. نجيب ساله معاك فلوس ؟ عبد الوهاب اضطرب وقال له طبعا اقعد حضرتك بس. دي طريقة عبد الوهاب الحلوة، نجيب قال له انا جيت اقبض مكافاتي عن القصيدة الصراف إبن.... ماجاش.
اديني اتنين جنيه بس، عبد الوهاب فورًا إداله الاتنين جنيه، ونجيب مشي وعبد الوهاب حزين إزاي نجيب سرور ماعهوش اتنين جنيه. بعد كام يوم نجيب جه وقبض وعدا على عبد الوهاب وإداله الاتنين جنيه، بعد شهر نجيب جه يقبض مالقاش الصراف عدا على عبد الوهاب وخد اتنين جنيه، بعد كام يوم نجيب جه وقبض وعدا علي عبد الوهاب واداله الاتنين جنيه. فضل الامر علي كدا كذا شهر لغاية ماجه نجيب مرة يقبض لقى الصراف وقبض لكن عدى على عبد الوهاب يديله الاتنين جنيه!.
كان نجيب ما استلفهمش الشهر دا أصلا لأنه لما جه لقى الصراف، عبد الوهاب فكر شوية وضحك وقال آخدهم منه وأحطهم في درج لوحدهم علشان ممكن ييجي مرة مايكونش معايا فلوس، كدا الفلوس مضمونة، خدهم منه ونجيب مشي لكن مات بعد ايام وعبد الوهاب معاه الاتنين جنيه، علشان كدا قابلته بيبكي في الشارع. طبطبت عليه وقلت أحسن حاجة تعملها تطلعهم صدقة علي روح نجيب، وفعلا عمل كدا وقعدنا كل ما نفتكر الحكاية دي نضحك وبرضه دموع عبد الوهاب تنزل.