"المحرقة الحل الوحيد" لعنة النوفيشوك تطارد بريطانيا
ملايين الدولارات التي أنفقت لتنظيف الأحياء والشوارع البريطانية من غاز الأعصاب "نوفيشوك" الذي سمم الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال وابنته، لم تكن كافية لمنع اثنين آخرين من التعرض للغاز، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وقد تم إغلاق تسعة مواقع حول سالزبوري بعد الهجوم قبل أربعة أشهر، لكن داون ستورجيس، 44 عامًا، وشريكها تشارلي رولي، 45 عامًا، أصبحا بين الحياة والموت ويصارعان للبقاء على قيد الحياة، بعد تعرضهما لمادة نوفيشوك القاتلة في أمسبوري، بعد أن أمضيا بعض الوقت في حدائق الملكة إليزابيث في سالزبوري، التي لم يتم تطويقها وتنظيفها بعد تسمم سيرجي سكريبال وابنته، رغم أن أيًا منهما لم يزرها أبدًا، ولكن ربما كان هذا هو المكان الذي عثروا فيه على حقنة أو وعاء يستخدم لحمل عامل الأعصاب بعد أن ألقي به القتلة.
وفي حديثه إلى مراسل "بي بي سي" للشئون الأمنية، فرانك غاردنر، قال المصدر إن "نوفيشوك" كان شديد السمية لدرجة أنه يمكن أن يسمم عبر الجلد فقط حتى دون تناوله.
كما صرح مصدر أمني بأن النوفيشوك لا يتبخر، موجود للأبد، وأن الحرق هو الطريقة الأكثر فعالية، لكنهم بكل تأكيد لن يحرقوا ساليسبري.
وتصر مصادر دفاعية رفيعة المستوى على أنه لا يوجد "ما يشير إلى فشل التنظيف" وأن المواقع الملوثة من قبل تعتبر آمنة، والأرجح أن الضحايا عثرا على حقنة تم التخلص منها من قبل شخص اعتدى على السكريبال، والذي كان يكاد يكون من المستحيل اكتشافه.
قال أحد مخترعي النوفيشك لـThe Independent، إنه "يتفهم تمامًا مشاعر الذعر لأولئك الذين يعيشون في منطقة ساليزبري، وأضاف فلاديمير أوغليف، الذي عمل على هذه المواد لمدة 15 عامًا، أن غاز الأعصاب قد يستمر في سالزبوري لسنوات عديدة قادمة، وأضاف أنه شبه مستحيل للكشف عنه، وسيكون من الصعب معرفة أين تتركز هذه المادة القاتلة، مضيفًا: "يمكن للمادة أن تمتص نفسها في أي سطح ناعم، سواء أكانت الأشجار أو الجلد، أو مقاعد المنتزه، من هناك يمكن امتصاصه على جلد الناس مع كل العواقب".
وتم تعيين حوالي 190 فردًا من الجيش وقوات سلاح الجو الملكي للقيام بالتنظيف المتخصص للمناطق في أعقاب تصوير المواقع في شهر مارس، اشتمل العمل على اختبار أي آثار متبقية، وإزالة العناصر التي قد تكون ملوثة، والتنظيف الكيميائي ثم إعادة الاختبار.
وشملت المواقع المستهدفة في عملية التنظيف ثلاثة مواقع في وسط مدينة ساليسبري، أغلقت عن العامة بسياج آمن ومحم من قبل الشرطة ودوريات الأمن، ولكن يخشى الآن أن يكون هذا التعرض الأخير لغاز الأعصاب سببه بقايا الغاز من الهجوم السابق.