جورج أورويل.. صاحب الشعبية بعد مماته
الأديب والصحفي البريطاني، جورج أورويل، الذي تظل أعماله محفورة في أذهان محبيه حتى الآن، وعند ذكر الشمولية أو القمع تقفز على الفور إلى الأذهان روايته الأشهر "1984"، فالرجل الذي دومًا ما تحدث عن غياب العدالة الاجتماعية ومعارضة الحكم الشمولي، وإيمانه بالاشتراكية الديمقراطية، تميزت كتاباته في الوقت نفسه بالبساطة، فاستطاعت الحصول على جماهيرية جارفة صنعتها عوالمه الكابوسية، والذى يصادف، اليوم الإثنين، ذكرى ميلاده.
وولد جورج أورويل في 25 يونيو 1903، اسمه الحقيقي هو إريك آرثر بلير، كما تقول الأوراق الرسمية، ولد في أسرة متوسطة، وعمِل في البداية كشرطي، حتى أصيب في نهاية عام 1927 بحمى الضنك، حين تم نقله إلى مدينة كاثا في بورما العليا، وهو العام نفسه الذي استقال فيه من وظيفته كشرطي تابع للإمبراطورية ليتفرغ إلى الكتابة، وقد ظل فترة طويلة في حالة من الندم الشديد لعمله مع الإمبراطورية.
وفي أبريل عام 1932 أصبح بلير معلما في مدرسة هاوثورن الثانوية، وهي مدرسة تحضيرة للأولاد في هايس غرب لندن، كانت مدرسة صغيرة خاصة لتعليم أبناء التجار المحليين وأصحاب المحلات وكانت تضم 20 طالبا ومعلما آخر.
وفي أثناء مقامه في المدرسة أصبح ودودا مع القسيس من الكنيسة الإبريشية المحلية، وانخرط في أنشطة هناك. قامت مابل فيرز بمتابعة الأمور مع مور، وفي نهاية يونيو 1932، أخبرت مور بلير بأن فيكتور قولانكز مستعد لنشر يوميات سكوليانز مقابل 40 جنيهًا إسترلينيًا، من خلال مؤسسته للنشر المحدود فيكتور قالنز والتي أسسها مؤخرًا، فيكتور والتي كانت متنفسًا للأعمال الراديكيلة (الجوهرية) والاجتماعية. في نهاية الفصل الدراسي الصيفي في عام 1932، عاد بلير لساوث وولد، حيث استخدم والداه إرثهما لشراء منزلهم الخاص.
وحاول بلير وأخته افريل أيام العطلة الصيفية جعل المنزل قابلًا للسكن بينما كان يعمل أيضًا في (أيام البورمية). وكان يقضي بعض الوقت مع جاك إليانور، ولكن ارتباطها بدينيس كولينقز ظلت عقبة أمام آماله في علاقة جادة.
وأمضى معظم حياته المهنية في كتابة المقالات والأعمدة في الصحف والمجلات وفي تأليف إصداراته من الكتب مثل كتابه "نزولا إلى باريس وخروجا إلى لندن (واصفا حالة من الفقر حلت بهذه المدن)، الطريق إلى ويجن بيير (واصفا الظروف المعيشية للفقراء في شمال إنجلترا والفجوة المعيشية) إضافة إلى كتابه، تكريم كاتلونيا، ووفقا إرفنج هاو فقد كان أورويل أفضل كاتب إنجليزي من بعد هازلت وربما من بعد جونسون.
وتوفى بمرض السل، فى 21 يناير 1950، حيث أقام فترة كبيرة بالمستشفى قبل وفاته، وأوصى بدفنه وفقًا لتقاليد الكنيسة الإنجيلية في أقرب كنيسة له في المكان الذي يموت فيه، وطلب في وصيته ألا تكتب أي سيرة ذاتية عنه.