"الفورمالديهايد" وراء غرابة الهواء فوق الهند
يبدو الهواء الموجود فوق الهند والدول المحيطة في جنوب آسيا غريبا للغاية، وذلك لوجود "الفورمالديهايد"، وهو غاز عديم اللون، ينبعث بشكل طبيعي من الغطاء النباتي، ولكن أيضا من عدد من الأنشطة الملوثة.
ويعود الفضل وراء الوصول لذلك الاكتشاف، إلى القمر الصناعي الجديد "سنتينل-5 بي" في أوروبا، والذي تم إطلاقه في أكتوبر، من أجل تتبع جودة الهواء في جميع أنحاء العالم، بحسب شبكة "بي بي سي" البريطانية.
وتقول إيزابيل دي سميدت، من المعهد الملكي البلجيكي لاستقلال الفضاء (BIRA-IASB)، إن وجود مادة "الفورمالديهايد" في الهواء، دليل على وجود مشاكل تلوث عامة كبيرة.
وأوضحت أن عمود واحد من "فورمالديهايد"، يضم أنواع مختلفة من المركبات العضوية المتطايرة، ويمكن أن يكون صادرًا من النباتات، ولكنه قد يكون ناتجا أيضا من الحرائق والتلوث.
ويذكر أن الهند تستخدم كميات كبيرة من الخشب في المنزل لأغراض الطهي والتدفئة.
ومن شأن المعلومات التي يوفرها "سنتينل-5 بي"، أن تصدر سياسات خاصة وجديدة بتنظيف الغلاف الجوي، ولحماية كوكب الأرض.
وتم شراء القمر وإطلاقه من قبل وكالة الفضاء الأوروبية، لبرنامج المراقبة الفضائي "كوبرنيكوس" التابع للاتحاد الأوروبي.
تم تجميع شاسيه القمر الصناعي من قبل شركة "إيرباص" في المملكة المتحدة، ما يجعل أكبر إضافة صناعية فردية لسلسلة "سنتينل" من الأقمار الصناعية، التي تم شراؤها من أجل "كوبرنيكوس".
ويحتوى القمر على أداة تدعى "تروبومي"، التي تستطيع رصد العديد من الغازات في الغلاف الجوي؛ فبخلاف "الفورمالديهايد"، يمكنها تتبع أكسيد النيتروجين والأوزون وثاني أكسيد الكبريت والميثان وأول أكسيد الكربون.
وتعتبر "تروبومي" النسخة الأحدث من نسخته السابقة "أومي"، التي مازالت تستخدم في قمر وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا".
وأكدت إيزابيل دي سميدت أن "تروبومي" في مقدرته استخراج بيانات عن الحالة الجوية للهند في شهر واحد، مقارنة بـ "أومي" الذي يستخرج البيانات في خلال 6 أشهر.
وأشارت إلى "أننا كنا بحاجة إلى 10 سنوات من البيانات لرؤية الانبعاثات حول طهران، على سبيل المثال، ولكن مع "تروبومي" يمكن رؤيتها بعد أربعة أشهر فقط".
وأعلنت دي سميدت، أنه بعد تخطي قمر "سنتينل-5 بي" لمرحلة الاختبار والتشغيل، سوف يعمل بشكل كامل في نهاية شهر يونيو الجاري، لبعض منتجات البيانات الخاصة بها، مثل ثاني أكسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون، أما بالنسبة لغاز "الفورمالديهايد" فسيتم رصده من فصل الخريف.