لسه الحلم باقى.. جيش المنتخب يقاتل حتى اللحظة الأخيرة
رغم الأداء الرائع، والظهور القوى الذى شاهده العالم، خسر المنتخب الوطنى الأول لكرة القدم أمام نظيره الأوروجوايانى بهدف قاتل فى الدقيقة ٩٠ من ضربة حرة ثابتة حولها مدافع أتلتيكو مدريد، خوسيه خمينيز، داخل مرمى «الفراعنة».
وبعيدًا عن الخسارة غير المستحقة، برهن الفريق المصرى أمام الجميع على أنه ليس مجرد ضيف شرف جاء إلى موسكو، بل حضر ليكون خصمًا وندًا قويًا قادرًا على خطف بطاقة التأهل، وما زالت الفرصة سانحة أمامه فى المباراتين التاليتين لتأكيد ذلك.
على غير المتوقع، أرهق «الفراعنة» أبناء «السيليستى»، عبر التزام تكتيكى وخططى رسمه المدير الفنى، الأرجنتينى هيكتور كوبر، ونفذه بدقة وتركيز شديدين ١١ مقاتلًا، خاصة فى الشوط الأول.
«كوبر»، الذى ذاكر الخصم جيدًا، نجح فى إغلاق كل المساحات أمام نجوم من العيار الثقيل، وعزل مهاجمين بقوة لويس سواريز وإدينسون كافانى بطريقة اضطرتهما للنزول إلى الأسفل كثيرًا للحصول على الكرة، ولم يمنح الخصم أى مساحة لخلق فرص تهديف سوى فى لقطتين جاءتا بسبب التراجع البدنى فى الثلث الأخير من المباراة.
دفاعيًا، تمكن المنتخب من سد كل الثغرات والمنافذ المؤدية إلى المرمى، لكنه افتقد إلى السرعات فى الثلث الأخير من الملعب بسبب غياب النجم الأول محمد صلاح، ولافتقار الفريق لمهاجم جيد قادر على أداء مهام كبيرة.
عابت طريقة «كوبر» عدم القدرة على التحول السريع من المناطق الخلفية إلى الأمامية، وهو ما يعود لغياب «صلاح» ولبطء عبدالله السعيد الشديد، لذا لم يجد الأرجنتينى اللاعب القادر على استغلال المساحات الكبيرة التى ظهرت ما بين خطى وسط ودفاع الفريق السماوى.
أبرز المكاسب التى حققها «كوبر» بعد ٩٠ دقيقة، هو التأكد من وجود فريق قوى لا يقل أبدًا عن المنتخبات الكبيرة، ولولا غياب «صلاح» لتبدلت النتيجة والوضع فى اللقاء الأول، وهذه حقيقة آمن بها العالم.
ثانى المكاسب هى الثقة الكبيرة التى اكتسبها لاعبو الفريق، وشعورهم بقوتهم، فمن يخلق هذه الصعوبات أمام خصم بحجم أوروجواى، ويعقد الأمور أمام مهاجمين بحجم «سواريز» و«كافانى» ما ينبغى أبدًا أن يتخوف أمام خصمين مثل روسيا والسعودية.
أما المكسب الثالث، فيتمثل فى ميلاد حارس مرمى أبهر العالم ووقف سدًا منيعًا أمام أقوى مهاجمى العالم، وحرم الخصم الأوروجوايانى على مدى ٩٠ دقيقة من السلاح الأبرز لديهم، وهو الكرات الثابتة والعرضية، لولا أن خيب ظنه زميلاه على جبر وأحمد حجازى فى لقطة الهدف الأخيرة، لكن ذلك لم يسلبه حقه فى التتويج بجائزة أفضل لاعب فى المباراة.
أمام روسيا والسعودية، لن نواجه خصمين بنفس القوة التى يمتلكها الفريق الأوروجوايانى، وفرص تفوقنا أكبر كثيرًا مما كانت عليه فى الجولة الأولى، خاصة مع استعادة جهود نجمنا الأول محمد صلاح، لكن ذلك يتطلب الظهور بنفس الالتزام الخططى والتكتيكى، والحرص على عدم منحهما أى مساحات.