صلاح عبد الله: محاولة أشرف عبدالباقي لإعادة رونق المسرح تحترم
صلاح عبدالله، صاحب الأعمال الفنية المميزة والأصيلة، الذي قدم أدوارًا مختلفة خلال تاريخه الفني، ما بين الكوميدي والتراجيدي، أبدع في دور الأب والحما بجدارة، اشتهر بخفة ظله وبساطته، وتعددت مواهبه ما بين التمثيل وكتابة تجارب شعرية، وتأليف القصص القصيرة، ونشر كتاباته من خلال حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكشف عم صلاح في حواره مع "الدستور" عن كواليس أعماله الدرامية التي يخوض من خلالها السباق الرمضاني المقبل، وأشار إلى أن شخصيته في مسلسل "عوالم خفية" تمثل حقيقة علاقته بالزعيم عادل إمام، وأعرب عن تحمسه الشديد لـ"خط ساخن"، كما أوضح أنه يظهر كضيف شرف في "سك على إخواتك".
- في البداية.. ماذا عن ردود الأفعال على مسلسل "عوالم خفية"؟
سعيد جدًّا بردود الأفعال الإيجابية حول المسلسل بشكل عام، ودوري بشكل خاص، حيث أجسد شخصية "دراز" الذي تربطه علاقة صداقة قوية بالزعيم عادل إمام منذ طفولتهم، حيث قاما بكل ما يخصهما معا سواء العمل أو غيره، وتحدث منطلقات درامية شديدة لا يمكن الإفصاح عنها حاليًا، وتجدر الإشارة لأن المسلسل يجمع العديد من الخطوط الدرامية ولم يكن كوميديًّا بحتًا، فهو اجتماعي عائلي أسري، يناقش كل المشاكل التي نعيشها بالعصر الحالي.
- من قام بترشيحك للدور بالمسلسل؟
المخرج والمنتج المتميز رامي إمام هو من رشحني لهذا الدور، وعرضه علي منذ فترة طويلة قبل البدء بالعمل، ويعد هذا التعاون الثاني معًا بعد مرور أعوام عديدة على تجربتنا الأولى فى فيلم "كلاشينكوف"، وهذا لا يعني أنه لم يقم بعرض العديد من السيناريوهات الدرامية من قبل، ولكن كانت هناك ظروف صحية أو ارتباطات بأعمال فنية أخرى تمنعني لأنال الشرف بمشاركة مخرج مبدع مثل "رامي"، ونجم قدير مثل عادل إمام.
- ماذا عن تعاونك مع النجم عادل إمام بكواليس العمل؟
في الحقيقة علاقتي بالزعيم عادل إمام قوية منذ زمن طويل، وتحديدًا منذ أن دخلت مجال الفن، ودائمًا نحرص على الحفاظ على صداقتنا خارج العمل، فنتقابل بشكل مستمر وخاصة بموسم الصيف ما عدا العام الماضي بسبب ظروف مرضي فقضيته بالمستشفى، ومع ذلك لم يتخلَّ عني فكان يتردد علي للاطمئنان على صحتي، فعلاقتنا الإنسانية قوية جدًّا، أما على المستوى العملي فـ"عوالم خفية" يعد التعاون الأول بعد مرور ربع قرن تقريبًا منذ فيلم "المنسي".
- حدثنا عن تجربتك في مسلسل "سك على أخواتك"؟
أشارك في "سك على أخواتك" كضيف شرف، وليس كأحد أبطال العمل الأساسين، وذلك رغم نيتي بأن لا أظهر كضيف شرف مرة أخرى، ولكن الشخصية التي أجسدها تلعب دورا مهما ومؤثر ضمن أحداث السياق الدرامي محكومة ببعض الحلقات، وأيضًا علاقتي القوية بالمنتج صادق الصباح ونجله "أنور" والمخرج وائل إحسان، الذي أصر على مشاركتي بالمسلسل هم أحد الأسباب الرئيسة للموافقة على العمل فور عرضه علي دون تردد.
- ماذا عن مشاركتك في مسلسل "خط ساخن"؟
وافقت على "خط ساخن" فور قراءتي للسيناريو، خاصة أنه يضم مجموعة من النجوم أحبهم كثيرًا على المستويين المهني والفني، كما أنني أتحمس بشدة له منذ العام الماضي لقوة كتابته وإبداع مؤلفته فوزية حسين فيه، وثقتي بأنه سيخرج بشكل لائق وغير تقليدي على يد المخرج حسني صالح.
- ما أبعاد دورك في مسلسل "خط ساخن"؟
أجسد من خلاله دور والد على المعاش وكان يعمل ممرضا، ولديه ابنتين يحبهما بشدة، وبالطبع بعدما تقاعد لظروف صحية ظل بالمنزل دون عمل، فأصبحت ابنته الكبرى التي تجسدها الفنان سولاف فواخرجي المسؤولة عن مصاريف واحتياجات الأسرة، والابنة الصغرى الفنانة هيدي كرم التي تظهر في دور فتاة مدللة ويتعرضن لعدة مشاكل فيجد الأب نفسه غارقا في بحر مشاكل بناته نظرًا لتقدم سنه وظروفه الصحية فيحاول جاهدًا لحلها.
- هل خروج "خط ساخن" من السباق الرمضاني يؤثر على نجاحه؟
بالعكس تمامًا، فالعمل الجيد يفرض نفسه بالساحة الفنية، ويجذب المشاهد إليه، فهناك بعض الأعمال لم تحظ بالنجاح المطلوب خلال الشهر الكريم؛ نظرًا لكثرة عدد المسلسلات أو القناة المعروضة عليها، ولكنه سرعان ما يحقق النجاح الذي يستحقه أثناء العرض الثاني عقب انتهاء شهر رمضان.
- ما رأيك في السباق الرمضاني بشكل عام؟
السباق الرمضاني بشكل عام في وجهة نظري شيء ممتع وقوي، طالما في نطاق المنافسة الشريفة التي تتحلى بالروح الرياضية والشجاعة، وأتمنى التوفيق لكل صناع الدراما في رمضان.
- ما المعايير التي تضعها لتختار على أساسها أدوارك؟
نظرًا للخبرة المكتسبة، وتاريخي الفني وتقدم السن لا توجد معايير، ولكن منتهى الصراحة دائمًا أنظر للمصدر فمثلًا أدقق في الجهة الإنتاجية ومخرج العمل والمؤلف، فكل هذا يعتبر بداية تحمسي للمشاركة في العمل الفني المقدم إلي، وثاني خطوة قراءتي للسيناريو وطريقة صياغته بشكل دقيق وإن لاقى إعجابي أوافق على الفور.
- ماذا تعني البطولة المطلقة للفنان صلاح عبد الله؟
في الحقيقة لن أصرح أبدًا بأن ليس هناك بطولة مطلقة كما صرح البعض، ولكن هذا قرار لم يأخذه الممثل وحده، فهناك عوامل تشجعه على أخذ هذه الخطوة، والتأكد من أن هذا العمل يصلح له أم لا، وبالطبع عرض علي من قبل أعمال أخوض من خلالها دور البطولة المطلقة، ولكنى شعرت بأنها لن تفيدني بل تؤذيني، وهناك أعمال تصدرتها في الدراما التلفزيونية ولم تكن بطولة مطلقة.
- حدثنا عن علاقتك بالشِّعر وحرصك الشديد على كتابته؟
أعشق الشعر، وكنت قد توقفت عن كتابته لفترة من الزمن، ولكني عدت بغزارة، وسواء رأى الجمهور أن ما أكتبه شعر أم زجل، فهو يحمل العديد من الرسائل المهمة والهادفة، وأجد تفاعلا كبيرا من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي لما أنشره عبر حساباتي الشخصية، وهذا سبب رئيس لتمسكي بالبرنامج الإذاعي "قول يا عم صلاح"، فهو يشعرني بالتجديد وخروجي عن منطقة التمثيل لخوض تجربة ممتعة بالنسبة لي.
- لماذا لم تفكر في تأليف فيلم سينمائي أو شعر غنائي؟
لم تكن لدي القدرة على كتابة فيلم سينمائي أو رواية أو غيرهم، أو يمكن القول بأنني لم أفكر في هذا الأمر لانشغالي بالتمثيل، ولكن كان لدي عدة محاولات في فترة شبابي بكتابة قصص قصيرة للمسرح وكانت محاولات لطيفة أعتز بها، أما عن كتابة الأغاني حدث بالفعل حيث قمت بكتابة اغاني وتترات مسرحية، وتوقفت بعدها لحرصي على عدم الخلط بين صلاح عبد الله الممثل والكاتب.
- كيف ترى المسرح عمومًا بالوقت الحالي؟
لا أستطيع أن أحدد موقفي تجاه المسرح لأنني لم أتابعه منذ وقت طويل، ولكن إن قارنا المسرح في الوقت الحالي وخاصة القطاع الخاص بالفترة التي عملت فيها على خشبة المسرح منذ أكثر من 13 عامًا، فقد كان هناك حركة بالمسارح وإقبال شديد، بعكس ما يمر به في الفترة الحالية، فيعاني من فقر جماهيري كبير.
- في رأيك.. هل أعاد أشرف عبد الباقي رونق المسرح؟
بالطبع محاولة الفنان أشرف عبد الباقي تحترم وتحسب له تلك التجربة، التي لاقت نجاحا باهرا، بل وأخرجت نجوما صاعدين للساحة الفنية، وتجربة خالد جلال أيضًا شيء مبدع ومتميز جدًّا وله يد في خروج مواهب كثيرة لم تتح لها الفرصة من قبل لإظهار تلك الموهبة، ولا ننسى محاولة الفنان القدير محمد صبحي لإعادة مسرحه من جديد وخروجه للنور ونجح في ذلك بالفعل فهو يتميز بمسرحياته غير التقليدية والمختلفة.
- هل من الممكن أن تعيد تجربة السيرة الذاتية مرة أخرى؟
بالرغم من أنني قدمت أكثر من عمل يحتوي على سيرة ذاتية، وأهمهم الملك فاروق ومصطفى النحاس وأنا أعتز بهم للغاية، ولكني لا أميل لتقديم السير الذاتية للشخصيات المعروفة، وفي الفترة الأخيرة عرض علي أكثر من عمل من هذه النوعية، وآخرها تجسيد دور نجيب الريحاني من أكثر من جهة إنتاجية منذ عام 2009، ولكني رفضت بسبب ضعف الإمكانيات والإنتاج، وعلمت في الفترة الأخيرة أن هناك مسلسل ينتج حاليا له وأتمنى التوفيق والنجاح لفريق العمل.