اللَّه دليلك
«شَتَّانَ بَينَ مَنْ يَسْتَدلُّ بِهِ أَوْ يَسْتَدلُّ عَلَيهِ. المُسْتَدلُّ بِهِ عَرَفَ الحَقَّ لأَهْلِهِ، فأَثْبَتَ الأَمْرَ مِنْ وُجودِ أَصْلِهِ. وَالاسْتِدْلالُ عَلَيْهِ مِنْ عَدَمِ الوُصولِ إليَهِ. وَإلّا فَمَتى غابَ حَتّى يُسْتَدَلَّ عَلَيْهِ؟! وَمَتى بَعُدَ حَتّى تَكونَ الآثارُ هِيَ الَّتى تُوْصِلُ إلَيْه».
المعنى الباطنى للحكمة يشير إلى ضرورة توافر يقين تام لديك بأن الله عز وجل هو دليلك ومرشدك فى كل شىء، وهو الأول قبل أى شىء وخالق كل شىء، لذا تعد الحكمة نموذجًا لسيكولوجية الاستفسار والاستدلال، وكيفية التفكير فى الله سبحانه وتعالى.
والمنطق الاستنتاجى أو الاستدلالى هو شكل من أشكال التفكير، يقصد به تطبيق وقائع أو افتراضات أو أكثر على حدث معين، ومن أمثلته استنتاج أن العصفور يضع البيض، على اعتبار أن جميع الطيور تضع البيض، والعصافير شكل من أشكال الطيور. وما زال البعض فى العصر الحالى، يحاول استخدام المنطق والاستدلال للتعرف على الله، لكن الله سبحانه وتعالى أكبر من أى منطق وتصورات وحسابات.
والمستدلون على الله فريقان، الأول يستدل به تعالى على المخلوقات، وهم «المرادون» أو «أهل الشهود»، والثانى من يستدل عليه تعالى بالمخلوقات، وهم «المريدون» أو «أهل السلوك».
الخلاصة أن قوة إيمانك ويقينك، تكمن فى أن الله هو دليلك، وأنه هو الخالق البارئ المصور.