الأنبا إبرام.. رجل العطاء وصديق الفقراء
لُقب بـ "رجل العطاء، حبيب الفقراء، صديق المساكين"، عاش عمره يساعد الفقراء، وتم وصفه بقديس الفيوم وحبيب الفقراء حتى صار علما من أعلام الفيوم، إنه الأنبا إبرام أسقف الفيوم والجيزة.
ـ نشأته:
وُلد الأنبا إبرام في جالاد التابعة لإيبارشية ديروط عام 1829، من أبوين تقيين، وكان اسمه بولس غبريال، وقد حفظ المزامير ودرس الكتاب المقدس منذ طفولته، وإذ التهب قلبه بحب الله دخل دير السيدة العذراء مريم "المحرق" حيث رُسم راهبًا باسم بولس المحرقي عام 1848.
ولما دعاه الأنبا ياكوبوس أسقف المنيا للخدمة حوّل المطرانية إلى مأوى للفقراء، وبقى أربعة أعوام رُسم فيها قسًا عام1863. ولحبه في الرهبنة عاد إلى ديره حيث اختير رئيسًا للدير، فجاءه شبان كثيرون للتلمذة على يديه بلغ عددهم أربعون راهبًا. لكنه إذ فتح باب الدير على مصراعيه للفقراء وسكب كل إمكانيات الدير لحساب أخوة المسيح ثار البعض عليه وعزلوه عن الرئاسة وطلبوا منه ترك الدير.
طرد أبونا بولس، الأنبا إبرام فيما بعد وتلاميذه بسبب حبهم للفقراء فالتجأوا إلى دير السيدة العذراء "البراموس" بوادي النطرون، وهناك تفرغ للعبادة ودراسة الكتاب المقدس.
وفي عام 1881 رُسِمَ أسقفًا على الفيوم وبني سويف والجيزة باسم الأنبا إبرام، فحوّل الأسقفية إلى دار للفقراء.
ـ صديق للفقراء:
خصص الأسقف الدور الأول من داره للفقراء والعميان والمرضى وكان يرافقهم أثناء طعامهم اليومي ليطمئن عليهم بنفسه. وكان إذا دخل عليه فقير مدّ يده تحت الوسادة ليعطيه كل ما يملك وأن لم يجد يعطه "شاله" أو "فروجيته".
ـ مطرانية في السماء:
جاء عنه أن أعيان الإيبارشية رأوا المطرانية غير لائقة فاتفقوا معه على تجديدها وتوسيعها. وكانوا كلما جمعوا مبلغًا من المال يسلمونه له. أخيرًا جاءوا إليه يطلبون إليه موعدًا للاتفاق مع المقاول على شروط البناء، فتطلع إليهم قائلا: "لقد بنيت يا أولادي!!... لقد بنيت لكم مسكنًا في المظال الأبدية".
ـ رجل الصلاة:
ذكر كثيرون ممن باتوا في الحجرة المجاورة لحجرته أنه كان يقوم في منتصف الليل يصلي حتى الفجر بالمزامير، وكان يقف عند القول: "قلبًا نقيًا أخلق فيّ يا الله وروحًا مستقيمًا جدده في أحشائي"، مرددًا إياها مرارًا بابتهالات حارة. وقد شهد الجميع أن صلاته كانت بروح وعزيمة قوية حتى في شيخوخته.
ـ نسكه:
كان بسيطًا في ملبسه وفي مأكله، يعيش بالكفاف، ضابطًا نفسه من كل شهوة، وفي أحد الأيام اشتاق أن يأكل "فراخًا" فطلب من تلميذه أن يطبخ له ذلك.
ـ أسقفًا إنجيليًا:
يقول عنه الأنبا إسيذوروس أنه كان عالمًا في مواضيع الكتاب المقدس إلى درجة حفظه نصوصها عن ظهر قلب، وقيل عنه أنه كان يطالع الكتاب المقدس كل أربعين يومًا مرة، وكان يجمع شعبه كل يوم للصلاة مساءً مع دراسة الكتاب المقدس.
ـ وفاته:
تنيح (توفي) في 10 يونية 1914، وودعه ما يقرب من 25 الفا من المسيحيين والمسلمين، ودفن في مزار خاص بدير العزب بالفيوم.
ـ اعتراف المجمع المقدس به:
قررت الكنيسة إعلان قداسته في المجمع المقدس سنة 1963 م.، وتم الاحتفال به يوم 10 يونيو 1964 م. وفي 2 يونيو 1987 تم نقل جسده إلى المزار الخاص به في مقصورة بدير العذراء وأبوسيفين والأنبا إبرام بالعزب.