المصريون ثاروا ضد اللورد كرومر لإنقاذ صناعة الغزل والنسيج
رغم أن طوائف حرف النسيج فى مصر كانت على رأس الحرف الصناعية التى تأثرت بسياسة محمد على الاحتكارية، فقد عاودت نشاطها عقب سقوط مشروعه السياسي والاقتصادى بالمدن والقرى بمعظم المديريات، وبالطرق التقليدية لتغطية حاجات المجتمع المصري، إلا أن مرسوم اللورد كرومر فى 13 أبريل عام 1901، كان أحد أهم أسباب تدمير تلك الصناعة.
أولًا ينبغي التأكيد على أن صناعة الغزل والنسيج كانت أحد أهم مصادر الدخل للحكومة المصرية، إلا أن المصريين أنقذوا صناعتهم بثورتهم علي اللورد كرومر، وهو ما كشف عنه كتاب «في محبة التاريخ» في دراسة للدكتور أحمد الشربينى السيد عميد كلية الآداب جامعة القاهرة.
تقول الدراسة إن رجحان كفة المنسوجات الأجنبية فى سوق المنسوجات المصرية جعلت سلطات الاحتلال البريطانى فى مصر تهتم بإضعاف فرص المنسوجات المصرية على منافستها، وكان اللورد كرومر فى مقدمة من قاموا من رجال الاحتلال على تنفيذ هذه السياسة، والتى توفر للمنسوجات البريطانية فى مصر ميزة التفوق على المنسوجات المصرية، عندما أصدر مرسوما فى 13 أبريل 1901 يقضى بفرض ضريبة قيمية مقدارها 8% على الخيوط والأنسجة المصنوعة فى مصر.
ويتابع: عبر «تيود ور روذشتين» عن هذا المرسوم الذي قوبل بامتعاض من المصريين حتى تم إلغاؤه بقوله: «إن اللورد كرومر حرف مبدأ حرية التجارة وفسره بأنه يتعين عليك أن تقتل صناعتك حتى لا تمد المستهلك بمصنوعات أرخص من المصنوعات الواردة».