مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي
يقول المفكر الجزائرى مالك بن نبى فى كتابه «مشكلة الأفكار فى العالم الإسلامى» الذى ألّفه فى ستينيات القرن الماضى:
- هناك طريقتان لملء الفراغ، فإما أن ينظر المرء حول قدميه، أى نحو الأرض. وإما أن يرفع بصره نحو السماء.
فالطريقة الأولى تملأ وحدته بالأشياء، حيث يجمح بصره المتسلط لامتلاكها. والطريقة الثانية تملأ وحدته بالأفكار ويبحث عن الحقيقة بنظره المتسائل.
- المجتمع المتخلف ليس موسومًا حتمًا بنقص فى الوسائل المادية (الأشياء) وإنما بافتقار للأفكار، يتجلى بصفة خاصة فى طريقة استخدامه للوسائل المتوافرة لديه، بقدر متفاوت من الفاعلية، وعجزه عن إيجاد غيره، وعلى الأخص أسلوبه فى طرح مشكلاته أو عدم طرحها على الإطلاق، عندما يتخلى عن أى رغبة ولو مترددة بالتصدى لها.
- تُعرف الحضارة بأنها جملة العوامل المعنوية والمادية التى تتيح لمجتمع ما أن يوفر لكل عضو فيه جميع الضمانات الاجتماعية اللازمة لتطوره، فالفرد يحقق ذاته بفضل إرادة وقدرة ليستا نابعتين منه، بل لا تستطيعان ذلك، وإنما تنبعان من المجتمع الذى هو جزء منه.
- إن قدرة أى فكرة على التكيف ليست متساوية فى مجتمعين لهما أصول ثقافية مختلفة.
- لا يستطيع المجتمع أن يتابع مسيرته بعقول خاوية، أو محشوة بأفكار ميتة، وضمائر حائرة، وشبكة من الروابط المتهدمة ليس تجمعها وحدة.
- إن الأفكار التى أثبتت فاعليتها فى بناء الحضارة الإسلامية منذ ألف عام تبدو اليوم عديمة الفاعلية، لقد فقدت التصاقها بالواقع. كما أن أفكار أوروبا التى شيدت النظام الذى نسميه الحضارة الأوروبية فقدت بدورها الفاعلية فى العالم الإسلامى المعاصر.
- لا نستطيع أن نصنع التاريخ بتقليد خطأ الآخرين فى كل الدروب التى طرقوها، بل أن نفتح دروبًا جديدة.
- فى عصر الإنتاجية: لا يكفى أن نقول الصدق لنكون على حق، وليس من الحكمة أن نقول اثنين زائد اثنين يساوى أربعة، ثم نموت جوعًا، وإلى جوارنا شخص آخر يقول إنها لا تساوى سوى ثلاثة ومع ذلك يضمن لنفسه لقمة عيش.
- لا يكون إثبات صحة الأفكار بالمستوى الفلسفى أو الأخلاقى، بل بالمستوى العملى، فالأفكار صحيحة إذا ضمنت النجاح.
- فكرة أصيلة لا يعنى ذلك فاعليتها الدائمة، وفكرة فعالة ليست بالضرورة صحيحة.
- التاريخ يزخر بالأفكار التى ولدت باطلة، ليس فيها أصالة لكنها مع ذلك كان لها فاعلية مدوية فى أكثر الميادين تنوعًا.
- إن تاريخ الثورات فى العالم يظهر كم أن مصيرها هش، وغير مؤكد بعد انطلاقها.
- إن النزاهة والكفاءة صفتان مطلوبتان فى رجل السلطة مهما كانت مرتبته، إنما فوق هذه المرتبة لابد من شىء من الملاءمة.