تقرير أمريكى: مصر من بين أكبر الدول إهدارًا للطعام
كشفت إذاعة صوت أمريكا "فويس أوف أمريكا"، في تقرير لها اليوم الثلاثاء، عن أنه رغم وجود واحدة من أعلى معدلات سوء التغذية بين الأطفال في العالم في مصر، إلا أنه من سخرية القدر فإن مصر أيضا من بين أكبر الدول إهدارًا للطعام مع قيام المصري العادي بإهدار حوالي 73 كيلوجرامًا سنويًا.
ويتجلى هذا النمط بشكل خاص خلال موسم شهر رمضان المبارك لدى المسلمين، حيث تكون للعائلات مأدبة ليلية كبيرة بعد صيامهم اليومي، ويتم إهدار الكثير من الطعام المتبقي، وبينما يلتزم بعض المصريين بالعادات القديمة في التخلص من الطعام غير المستهلك، يتعلم البعض طرق الاستفادة منه ويقلل من النفايات.
وأوردت الإذاعة، في تقريرها الذي نشرته على موقعها الإلكتروني، صورًا تجسد مشاهد لمنشية ناصر، منطقة شرق القاهرة الفقيرة المعروفة باسم "حي الزبالين"، حيث يتم التخلص من مخلفات القمامة والمواد الغذائية في العاصمة، وفي بعض الحالات تتم إعادة تدويرها، وتقول جمعية حماية البيئة، وهي منظمة غير حكومية في القاهرة، إن ما يقرب من 40% من الأغذية في مصر تُهدر.
وتكشف إحدى الصور شخصًا يدعى "أسامة"، وهو عامل ومقيم في منشية ناصر، يقوم بفصل النفايات لإعادة تدويرها، حيث يستقبل الحي قرابة 14 ألف طن من النفايات يوميا، أي ما يقارب نصفها من النفايات العضوية، وفقا لرابطة حماية البيئة.
وتكشف صورة أخرى مزارعًا مصريًا في محافظة القليوبية، في دلتا نهر النيل، وهو يحمل كمية من القمح بعد الحصاد، حيث تبدأ مخلفات الطعام من مراحل الإنتاج والحصاد بسبب ما يصفه علماء البيئة بأنه لأسباب تقنية واجتماعية واقتصادية، وبسبب الممارسات والعادات الخاطئة.
وكشفت صورة أخرى النفايات في مجرى مائي "ترعة" تستخدم للري في المرج، وهي منطقة منخفضة الدخل شمال القاهرة، حيث يشكل الحصول على المياه الخالية من القمامة والتلوث الصناعي تحديًا للعديد من المزارعين المصريين.
وفي المرج، يقول عمال المدارس إن العائلات غالبًا ما ترسل الأطفال إلى المدرسة دون طعام كافٍ في اليوم، والعديد منهم مصابون بفقر الدم، وبعضهم يواجه مشكلة في التركيز في الصفوف المدرسية، وتقول تقارير اليونيسف إن مصر تعد واحدة من 20 دولة في العالم لديها أكبر عدد من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية المزمن أو التقزم، كما أنها تحتل مرتبة عالية عندما يتعلق الأمر بنقص التغذية ونقص المغذيات الدقيقة والبدانة.
وتحاول المدارس المساعدة عن طريق جمع التبرعات، ويقول مسئول في مدرسة المعهد الديني في وسط القاهرة: "نحن نبذل قصارى جهدنا من أجلهم".
ووفقا للتقرير؛ فإن الشباب المصري مفرط في تناول السكريات والوجبات السريعة، وهو ما يساهم في فرط النشاط ونقص التغذية، كما يقول خبراء التغذية.
وأورد التقرير صورة أخرى لشابة تدعى كريستين نبيل، من سكان القاهرة وتحديدا في "حي الزبالين" وهي تعيش مع إبرة في ذراعها لدخول الأدوية والمغذيات، حيث تم تشخيصها بالالتهاب المعوي الذي تم نسبه إلى سوء جودة الطعام.
وصورة أخرى تكشف كيف يُفرغ موسى نظمي، وهو أحد سكان حي الزبالين، علب الفول التي انتهت صلاحيتها، والتي سيتم استخدامها في نظام إنتاج الغاز الحيوي الذي تم تركيبه في الحي الذي يقيم فيه، حيث يعد إنتاج الغاز الحيوي إحدى الطرق التي بدأ بعض الناس في استخدامها للأغذية التي يمكن أن تهدر، ويتعلم "نظمي" كيفية استخدام نفايات الطعام لإدارة نظام غاز حيوي في إطار برنامج تموله حكومة الولايات المتحدة.
وشاركت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) مع الحكومة المصرية منذ أربع سنوات لتدريب وتثقيف السكان، ويُنتج النظام الغاز الحيوي بما يكفي لمدة ساعتين تقريبًا، الذي يقول عنه نظمي أنه يعني توفيرا كبيرا في تكاليف الطاقة.