لا للتصالح.. ونعم لمصر المستنيرة
قليلون هم الإعلاميون الذين يُعلنون عن وطنيتهم، ويدركون خطورة المرحلة، ويقدّمون لنا إعلامًا يحمل رسالة أو توعية، أو رفع درجة الوعى لدى المواطنين.
لقد حاول إعلامى معروف، هو عماد أديب، إثارة قضية محسومة، حيث طالب بالحوار مع المتعاطفين مع الإخوان، فأمسك بكرة النار وقذف بها فى وجوه المشاهدين لعلها تصيب الهدف، فإذا بها ترتد إليه لتصيبه فى وجهه، وتؤكد فشل دعوته المرفوضة شكلًا وموضوعًا من كل فئات الشعب المصرى، باستثناء فصيل واحد مرفوض.
هو فعلها بشكل هادئ لكنه ملتوٍ، لما له من باع طويل فى الإعلام.. ولا أُخفى أن ما قاله استفزنى واستفز قطاعات كبيرة من المشاهدين، وهذا بدا واضحًا من رد فعل الرأى العام الغاضب والرافض له على مواقع التواصل الاجتماعى.
ألح أديب على ضرورة الحوار من جانب الدولة مع المتعاطفين مع الإخوان، وأنهم بمئات الألوف، والذين لم يحددهم لنا.. ولم يقل لنا من أين أتى بهذا العدد.. وأنا أتساءل: هل نجح فى تغيير تفكير الإرهابى الذى تحاور معه بعد حادث الواحات؟.. أم أنه يُلقى بهذا الدور المرفوض من الشعب على الدولة ليضعها فى مأزق الاعتراف بهم أمام الشعب وكأنهم قوة ضاربة وجيش يهدد الحياة فى مصر؟.. لقد ألقى بهذا الاقتراح فى وجه الشعب دون أن يدرك أن هناك بيوتًا لا تزال تبكى شهداءها، وأن هناك بيوتًا قد تأثرت وتعانى بسبب ما حدث من فوضى وتخريب وخسائر فى حياتها، بسبب مؤامرة دولية، أحد أطرافها الإخوان الظلاميون، وأن هناك سيدات قد تم الاعتداء عليهن من خلال خطط العنف الممنهج فى ميدان التحرير.
لقد رفض الشعب المصرى نظامًا ظلاميًا منذ لحظاته الأولى، حينما وقف مرسى بعد انتخابه بين أتباعه ليعلن منذ اليوم الأول تقسيم شعب مصر العريق إلى قسمين، قسم معه من الإخوان وأتباعهم، وآخر هم الشعب المصرى غير المنتمى للإخوان، وهؤلاء هم أغلبية الشعب المصرى الرافض لحكم الظلام، ثم بدأت بسرعة الممارسات العدائية لكل أطياف الشعب، باستثناء فصيل واحد هو الإخوان، وبدأت ممارساتهم الكريهة ضد الشعب بكل عنجهية وصلف، وانهالت علينا دعوات دينية متشددة أو مغلوطة، واختراق المؤسسات بهدف إسقاطها، وممارسات عنيفة من كل شكل باسم الدين، وبدأ العداء للجيش واستمر العداء للشرطة، وتم دس أتباعهم فى كل المؤسسات الحكومية والقطاعات التابعة للدولة، وفتح قنوات على مصراعيها لترويج أفكارهم، وتم تغيير قيادات الصحف القومية ليتولى قيادتها الإخوان، وتمت السيطرة على الإعلام.
كما بدأ تغيير كل شىء حسب خطة شيطانية موضوعة لإسقاط مصر، فى مقدمتها تغيير شكل الحياة وتدمير الهوية المصرية، وتدمير القيم والعادات المصرية، وتدمير الثقافة المصرية والفنون المصرية، وطال التخريب الممنهج والمتعمد كل شىء، وتم حرق الكنائس واضطهاد الأقباط، وأصبحت المرأة كبش الفداء الأول لإبعاد نصف المجتمع المصرى عن المشاركة فى الحياة، وأصبح تهميشها واحتقارها مصحوبًا بتيار متواصل من فتاوى دعاة مزيفين ومدفوعين لتحقير المرأة، ولتنفيذ مخطط التقسيم، وتم إقصاء بعض الكُتاب الذين لا ينتمون إلى تيارهم، أو الذين ينتقدون ممارساتهم المتطرفة، من بعض المؤسسات الصحفية الكبرى، كما حدث معى بسبب مقالاتى التى تنتقد ممارساتهم وجرائمهم، وتم تغيير وزارة الثقافة المصرية لتصبح بوقًا لسياساتهم المتشددة.
كما تم التحالف مع دول كبرى ومُعادية وبالتنسيق مع التنظيم الدولى لهم لتقسيم مصر وبيع بعض أجزاء من أرضها العريقة، وبدأ تساقط الشهداء من خير أجناد الأرض خلال حكمهم الأسود، كما رأينا وصلات تعذيب مروّعة لمصريين على أبواب الاتحادية- لأنهم رفضوا الإعلان الدستورى الذى يُكمّم الأفواه- لا نزال نتذكر تفاصيلها حتى الآن.. كما تم تغيير الدستور ليتناسب مع أهدافهم الدنيئة، وأُلغيت حقوق المرأة تمامًا والحريات تمامًا.
لقد كنت شاهدة عيان على معركة المنيل التى كانت أثناء اعتصام النهضة المشئوم، والتى راح ضحيتها ٢٢ من الشهداء من سكان حى المنيل، حينما حاول الظلاميون المتعصبون فى النهضة، أمام جامعة القاهرة، أن يتمركزوا فى منطقة المنيل، ليحتلوا مواقع متقدمة تجعلهم أقرب إلى ميدان التحرير، وتصدى لهم أهل المنيل، فقام الظلاميون بإطلاق الأسلحة الآلية والأعيرة النارية على أهالى المنيل فى كوبرى الجامعة، وسقط ليلتها ٢٢ شهيدًا أمام أعيننا لأنهم تصدوا لهم، ولم ينقذ الأهالى إلا تدخل الجيش ليلتها، وكانت جنازة مهيبة لـ٢٢ شهيدًا فى اليوم التالى تجوب حى المنيل، لتبقى فى ذاكرة كل من رآها شاهدًا على وحشية الإخوان، وقتلهم المصريين بدماء باردة.
إننى لن أنسى بكاء الأمهات فى هذا اليوم على أبنائهن من الشباب الذين سقطوا دفاعًا عن حيهم، وستظل موقعة المنيل شاهدة على إحدى الجرائم المروعة لنظام ظلامى دموى وأتباعه من العملاء والمرتزقة.
لا أحد من الشعب المصرى سينسى جرائم الإخوان، ولا أحد من الشعب المصرى سينسى أننا فى كل يوم نفقد شهداء من خيرة رجالنا الأبطال من الجيش والشرطة.
إن دماء شهدائنا الزكية التى تروى أرض مصر الآن، والتى روت أرض مصر، هى أطهر من أن نسمح بمهادنة تحت زعم الحوار، ونحن نعلم جميعًا، ممن قرأوا تاريخ مصر مثلى، أن الجماعة تنتمى لتنظيم دولى مسلح يمارس الإرهاب والقتل، ويحمل السلاح ليوجهه إلى صدر كل مصرى ومصرية لا ينتمون لهذا التنظيم.
إن الشعب الذى خرج فى انتخابات الرئاسة الأخيرة أكد للعالم ولكل من يتغافل عن جرائم الإخوان أنه قد اختار الاستقرار والأمان والتقدم، وأنه قد فوّض الرئيس فى القضاء على الإرهاب ودُعاة الإرهاب والمتعاطفين مع الإرهاب وكل خونة الوطن.. وتحيا مصر حرة ومستقرة ومتقدمة ومستنيرة.. ولا عودة للوراء، وأظن أنه لا مكان لأى ظلامى أو داعٍ الظلام أو متعاطف مع الظلام، ممن ينكرون الأوطان ويستبيحون الدماء ويتآمرون على الوطن.