«ساعة يد وخطاب وخريطة» دلائل تكشف تبعية السودان للحضارة المصرية
عندما جاء الاحتلال البريطاني إلى مصر عام 1882، كانت مصر والسودان دولة واحدة، تحت حكم التاج المصري التابعة للسلطنة العثمانية، ثم أطلق عليها الخديوي إسماعيل في أحد فرماناته اسم «السودان المصري»، واستمر الحال كذلك إلى أن اندلعت الثورة المهدية، التي حاولت التواصل مع مصر عن طريق إقامة دولة إسلامية مُتحدة بين مصر والسودان، وحين سقط مشروع الثورة المهدية، فإنه أفسح الطريق أمام دولة الحكم الثنائي «المصري- البريطاني».
وفى عام 1954 قررت السودان الانفصال عن مصر، وكان الانفصال بمثابة أو مسمار في وحدة السودان الإقليمية كدولة مُوحدة ففي عام 1955، أي بعد الانفصال بعام واحد ظهرت حركة «أنيانيا» وهي أول حركة انفصالية مسلحة في جنوب السودان، ومنذ ذلك الحين تتابع ظهور الحركات الانفصالية الجنوبية.
فى خطاب بخط يد الملك فاروق لتنازله عن حكم مصر قال من خلاله: «إنه حاكم مصر والسودان، وليس مصر وحدها»، وفي نفس الوقت، كانت ساعة يد الملك فاروق الأول، آخر حكام أسرة محمد علي، تظهر فيها خريطة المملكة المصرية «مصر والسودان» كدولة واحدة، وكانت السودان جزءًا كاملًا من القطر المصري، كما تظهر في الخريطة التي وضعت كخلفية للساعة ماركة «باتيك فيليب»، بعض مساحات من الأراضي الليبية الضخمة والتشادية وغزة حاليًا.
بينما فى عهد محمد علي باشا، كان هدفه هو تكوين إمبراطوريه مصرية ضخمة تكون لها السيادة الأولى في العالم، ولكن جاءت أسرته من بعده، لتبيع كل شيء للدول الأوربية مقابل البقاء في حكم مصر.
وكان الاقتصاد المصري آنذاك قوي، وكان الجنيه المصري أغلى من الجنيه الإسترليني، وخريطة مصر حينها تبدأ من الجنوب، حيث تشهد بشكل واضح وجود السودان والكونغو وإثيوبيا كجزء من الأراضي المصرية.