«تدويل القضية».. خبراء يجيبون: لماذا لجأت مصر إلى البنك الدولي في أزمة سد النهضة؟
بعد مفاوضات استمرت على مدار 3 سنوات، استخدمت فيها مصر أسلوب التعامل المباشر مع الجانب الأثيوبي، والحلول الودية، إلا أنها باءت كلها بالفشل في ظل تعنت الجانب الأثيوبي، والمماطلة التى لا تغني ولا تسمن من جوع، وبزيارة وزير الخارجية "سامح شكرى" الأخيرة، إلى أثيوبيا، خطوة الهدف منها إلى الوصول إلى حل نهائي، قبل تدويل الأزمة، واللجوء إلى البنك الدولى، للوساطة، باعتباره طرف هام، من شأنه إقراض الدول في بناء مشروعاتها القومية، دون المساس بحقوق الغير.
ويرى الدكتور جمال القليوبى، خبير الاقتصاد الدولى، أن الدبلوماسية المصرية باقتراحها اللجوء للبنك الدولى للتدخل في أزمة سد النهضة مع أثيوبيا، هي خطوة جديدة تنتهجها مصر لتدويل الأزمة، بعد فشل المفاوضات المباشرة على مدار 3 سنوات.
وأضاف "القليوبي" في تصريح خاص لـ«الدستور»، أن 188 دولة لها العضوية في البنك الدولى، والقرض التى يمنحها البنك للدول الأعضاء تكون من خلال شروط يجب أن تتوافر أولًا، بأن تستخدم هذه الأموال في بناء مشروعات قومية، تخدم أبناء الدول والإنسانية، دون المساس بحقوق جيرانها من الدول الأخرى، وعدم منح قروض لأي دولة تدعم أو تمول مثل هذه المشروعات.
وأشار خبير الاقتصاد الدولى، إلى أن منهجية النزاعات على المياه، ليست متداولة بشكل معتاد في المحكمة الدولية بـ"لاهاي"، لذلك اللجوء للبنك الدولية سيكون له الأثر من خلال وقف أي قروض وتمويلات تصب في بناء السد، خاصة أن هناك العديد من التقارير والتقييمات العالمية التى تؤكد أن السد معرض للإنهيار، بما ينذر بكارثة لاتعي حجمها دولة السودان، التى يوصف موقفها من الأزمة بالباهت، ولاتعي أنها ستكون أول دولة ستتعرض لخسائر فادخة جراء هذا السد، وتقرير اللجنى الإستشارية سيحسم الموقف خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن الدولة المصرية تدرس ردود الأفعال، واللجوء للبنك الدولى محطة جديدة في ملف التعامل مع هذا السد غير الشرعي.
وفي ذات السياق؛ قالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، إن لجوء مصر للبنك الدولى باعتباره مؤسسة دولية تقرض الدول في مشروعاتها، ولديه أسس ومعايير أهمها عدم استخدام هذه الأموال في مشروعات تمس مصالح وحقوق الغير.
وأضافت "بكر" في تصريح خاص لـ«الدستور»، أن زيارة وزير الخارجية "سامح شكري" الأخيرة إلى أثيوبيا، مفادها إبداء حسن النوايا أمام العالم في ظل التعنت الأثيوبي، واللجوء للبنك الدولى للوساطة، بما أن له سوابق في ملفات مشابهة منها التدخل في أزمة الهند وباكستان حول نهر انتهت بتوقيع إتفاقية بين الطرفين، وسد النهضة له عوامل بيئية وفنية يستطيع البنك الدولى أن يتصرف من خلالها.