قام وانتصر على الأصولية
يأتى عيد القيامة هذا العام وقد اتشحت مصر بالسواد بسبب التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا يوم أحد السعف الماضى فى كنيستى طنطا والإسكندرية، ولكن رغم الظلام والظلم، فقيامة المسيح تعطينا أملًا جديدًا، ومن يتأمل فى حياة السيد المسيح وتعاليمه وموته وقيامته يدرك أنه كان شخصًا ثوريًا فى كل حياته، فهو ثار على الظلم والفساد، وثار على استغلال الإنسان لأخيه الإنسان باسم الدين، وثار ثورة عارمة على العبادة الشكلية والتدين المزيف.
ودعا السيد المسيح إلى حياة الحرية من قيود الجهل والتعصب والمرض ولأجل هذا قاومه الأعداء ورجال الدين الأصوليون المتزمتون فصلبوه وقتلوه، لقد مات السيد المسيح ولم يكن من المنطقى أن يستمر مائتًا وهو الذى قال عن نفسه أنا هو القيامة والحياة، فهل يمكن لقبضة الموت أن تمسك بمن قال عن نفسه أنا هو الحياة؟!، وهل يمكن لظلمة القبر أن تحجب من قال عن نفسه أنا هو نور العالم؟!، لقد قام المسيح وبقيامته انتصر الحق على الباطل، والخير على الشر، والحب على الكراهية، والسلام على الخصام.
وقيامة السيد المسيح هى دعوة للتحرير، فهو الذى قال «إن حرركم المسيح فبالحقيقة تكونون أحرارًا»، إنه جاء ليحرر الإنسان من خطاياه ومن تعصبه وجهله وعنصريته وكراهيته ورفضه لأخيه فى الإنسانية، وإذا كانت قيامة المسيح لتحريرنا وخلاصنا من الشرور والخطايا والآثام، لذا فليس من المنطقى أن يحتفل الكثيرون بقيامته وهم لا يزالون موتى فى قبور الخطايا والآثام، إن القيامة تتطلب توبة حقيقية وتقوى غير مظهرية.
وقيامة السيد المسيح هى دعوة لنا لأن ننهض ونقوم من قبور التعصب والظلامية، فما يحدث فى بلادنا وفى منطقتنا العربية من عنف وذبح وإرهاب وإراقة دماء يؤكد أن هناك فريقًا من البشر سيطر التعصب الأعمى على عقولهم وتمكن من قلوبهم، ومن ثم فهم رفضوا كل آخر مغاير لهم سواء فى الدين أو العقيدة أو المذهب أو الجنس، ومن المؤسف أن هذا الفريق الداعى للظلامية توغل فى معظم المؤسسات والنقابات المختلفة، ألا يؤكد هذا أننا فى حاجة ماسة وملحة إلى تحرير العقول والأذهان من الفكر الظلامى الرجعى المتخلف، فكر البداوة، فكر القرون الوسطى ومحاكم التفتيش!!. إننا كأفراد نحتاج لصحوة وقيامة.. ومصر تحتاج لصحوة وقيامة.. ومنطقتنا العربية تحتاج لصحوة وقيامة.. فهل من يلبى النداء؟!.. وكل عام وجميعكم بكل خير.