المصرية صانعة المعجزات
كثيرًا ما يحاول الباحثون عقد مقارنات بين النساء فى المجتمعات المختلفة، وغالبًا يتعامل الرجال المصريون مع هذه المقارنات بشكل ساخر يحط فى النهاية من قدر المرأة المصرية، على اعتبارها أقل جمالًا أحيانًا، أو أقل رشاقة، من مثيلاتها فى المجتمعات الغربية، لكن هل فكر أحد فى المقارنة بين المرأة المصرية وغير المصرية من حيث التكوين النفسى والسمات الشخصية؟
الحقيقة التى لا يعترف بها الكثيرون أننا ـ وقد احتفلنا باليوم العالمى للمرأة أمس الأول ـ علينا أن نحيى المرأة المصرية، صاحبة النفسية الأصيلة والعريقة وصاحبة تاريخ. فى كتابه عن مصر القديمة، يتحدث عالم المصريات، أستاذ جامعة كمبرديج، بارى كميب، عن الجينات المصرية وينقل عن علماء الجينات قولهم إن المرأة الفرعونية أورثت أجيالًا جينات وسلوكيات وأخلاقًا راقية وفيها عزة وكرامة وإبداع وقدرة على تكوين أسرة والقيادة إلى أن تصل لمنصب ملكة، وأن هذه الجينات تنقل من جيل إلى جيل.
لو طبقنا هذا الكلام على أرض الواقع لوجدنا أن المرأة المصرية تصنع المعجزات بأقل الإمكانيات المتاحة وتتحدى الصعاب وتصنع رجالًا وتثور ضد من كان يحاولون خطف مصر لعصور الظلام، تنزل الشوارع تهتف وتثور، وانتبهنا إلى أنها تشيّع جنازة ابنها وزوجها الشهيد بالزغاريد، فى الساحات الدولية هى بطلة أوليمبية تحصد الميداليات وترفع اسم وعلم بلدها عاليًا، فى بيتها تتحمل الأزمات وتنزل سوق العمل وتعمل فى مهن شاقة كى تعول أسرتها، وفوق كل هذا هى بشوشة راضية تحاول أن تصبر أولادها وتقف بجانب زوجها فى الشدة.
نفسية المرأة المصرية فيها مشاعر مختلفة من حنان وخفة دم وشدة وقوة وحزم إذا تطلب الأمر، لن تجد مثلها لأن بها أصالة وتاريخًا، عبرت عنها الفنانة الجميلة شويكار فى أغنية «قلبى يا غاوى خمس قارات» هى والمبدع فؤاد المهندس فى فيلم «مطاردة غرامية»، عندما قالت: «مفيش واحدة أبداً منهم تقدر على تقليد مصرية».
بالفعل لا تستطيع أى امرأة فى العالم تقليد المصرية دون مبالغة، شخصية المرأة المصرية هى التى أفرزت أغلب شخصيات النساء فى العالم، التاريخ يقول هذا وعلماء المصريات يقولون هذا وهناك دراسة حديثة أجريت بالمشاركة بين باحثين من جامعات ألمانية وأسترالية ومصرية عن كيفية تأثير التاريخ والحضارة الفرعونية والمعرفة على شخصية ونفسية ودور المرأة فى المجتمع.
وجدت الدراسة أن المرأة الفرعونية كانت صاحبة شخصية قيادية ومكانة مرموقة ومحل احترام، وتفسر هذه الدراسة انتصار المرأة المصرية وتفوقها وصمودها أمام كل من يحاول إحباطها، وتبين أن محاولات بعض الجهلاء تهميش دور المرأة المصرية وجعلها مجرد وعاء للإنجاب ليس إلا نوع من العبث المحكوم عليه بالفشل.