خطاب إلى رؤساء الكنائس «5-6»
الأحباء الأفاضل رؤساء وقادة مختلف الكنائس المصرية.. تحية طيبة وبعد.. فى الجزء السابق من خطابى قلت إننى أكتب إلى حضراتكم جميعًا هذا الخطاب المفتوح، بعد أن عاد مشروع قانون الأحوال الشخصية إلى الكنائس لتُصوغ منه صيغة توافقية توافق عليها كل الطوائف المسيحية، وهذا الخطاب يتضمن رأيى الشخصى ولا يعبر عن رأى غالبية الإنجيليين فى بلادنا، وقلت: أولًا: فى البداية أعلن بوضوح أننى مع رأى أن الطلاق ليس حلًا.
ثانيًا: لا يختلف اثنان على أن هناك عددا كبيرًا من المشكلات داخل عدد غير قليل من الأسر المسيحية، قادت كثيرين لتغيير ديانتهم من أجل التمكن من فض الرابطة الزوجية، والزواج ثانية.
ثالثًا: اختلف المفسرون فى تفسير النصوص المتعلقة بالطلاق فى الكتاب المقدس، فمنهم من اعتبر أنه لايوجد طلاق فى المسيحية على الإطلاق.
رابعًا: هناك من قالوا: إن زنى النظرة هو الزنى المقصود.
خامسًا: إن رسل المسيح وتلاميذه لم يزوجوا أى أحد، كما أن المسيح لم يقم بإجراء أية مراسم دينية لأى زوجين.
سادسًا: المسيح أعطى كامل الحرية لكل فرد أن يختار طريقه فى الحياة بل ومصيره الأبدى.
سابعًا: تدخلت الكنيسة فى موضوع الزواج منذ القرن السادس عشر.
ثامنًا: أمام المشكلات الزوجية المتفاقمة، اجتهدت الكنيسة فى تأويل نصوص الطلاق، وكانت لائحة 88 تجيز التطليق لعدد من الأسباب التى قد تؤدى للزنى، فكانت حلًا لكثير من المشكلات.
تاسعًا: هناك من آباء الكنيسة مَن رأى أن التصرفات الخاطئة تحل الزواج، واليوم أستكمل.
عاشرًا: إن المسيح لم يضع تشريعًا للزواج والطلاق، ولم يضع أى قانون وضعى للمعاملات الشرعية والمدنية، ولكنه وضع المبدأ العام، وقدم اتجاهًا روحيًا أخلاقيًا حيث قدم شرحًا للصورة المثالية للزواج وهى ارتباط الزوجين مدى حياتهما دون انفصال، فالله يكره الطلاق، والطلاق له من الأضرار النفسية والاجتماعية والاقتصادية ما يجعلنا نرفضه ولا نحبذه، فمع إيماننا الكامل بأن الطلاق هو شر فى ذاته إلا أن الحياة فى جو من الحقد والضغينة والاتهامات المتبادلة والتهديد بالقتل، كل ذلك هو شر أيضًا، بل وربما يكون شرًا أكبر، وفى هذه الحالة قد يكون من الحكمة اختيار أهون الشرين، إنه الدواء السام مُر الطعم، وهو دواء ذو أعراض جانبية عديدة، لكنه مع الأسف الشديد قد يكون الملجأ الأخير للعلاج.. كم من زوج أو زوجة اعترف إن صدقًا، أو كذبًا بارتكابه خطية الزنى لكى يتخلص طبقًا للنص الحرفى من ارتباط الزواج، وهذا يؤكد أن النظرة الحرفية لا يمكن أن تحل مشكلات الزواج، لهذا فإن تحويل المبادئ الأخلاقية الروحية فى موضوع الزواج والطلاق إلى شريعة حرفية لا يعالج مشكلات الزواج والطلاق، قد يكون الطلاق شرًا، لكنه فى نفس الوقت قد يكون أهون الشرين، وما أكثر المناسبات التى يضطر فيها الإنسان تحت ضغط الظروف أن يختار بين أمرين، أحلاهما، مُر.. للحديث بقية.