عكرمة صبري: القوة العسكرية لن تكسب الاحتلال أي حق في الأقصى
شدد إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك رئيس الهيئة الإسلامية العليا رئيس هيئة العلماء والدعاة عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ عكرمة صبري، على أن الأقصى في خطر حقيقي ولابد من التحرك وعدم السكوت لحمايته من المخططات اليهودية لتقسيمه زمانيا ومكانيا.
وقال الشيخ صبري -في ندوة بمنتدى صحيفة (الدستور) الأردنية للفكر والحوار نشرتها اليوم الثلاثاء- "إن القوة العسكرية لن تكسب الاحتلال أي حق في المسجد الأقصى أو في مدينة القدس"، وأضاف "أن إعلان صحافة الاحتلال عن تفاهمات أردنية معهم نوع من الدس والكذب والافتراء والفتنة"، مؤكدا على أن عدم وجود ردة فعل سيمكن اليهود من تقسيم الأقصى وأن تحرك الأردن ستتحرك بقية الدول.
وحول زيارات المسجد الأقصى، قال إمام وخطيب الأقصى، إنه يقف ضد التطبيع لكنه يرى أن الأمة انشغلت بقضايا لا تنقذ القدس كتحريم زيارتها أو إباحتها.. مشددا على أن المقدسيين يتألمون حينما ترصد المليارات لليهود في حين يحرم المسلمون من إدخالها.
ونبه إلى أن سلطات الاحتلال تحاول اعتبار المرابطين والمرابطات تنظيما غير شرعي، لافتا إلى جملة من الأكاذيب اليهودية التي يحاولون ترويجها، بقوله إن اليهود يرمون أثناء حفرياتهم قطعا نقدية قديمة ويدفنوها للإدعاء بتاريخ مزور وهم ينظرون لسليمان وداود كملوك ونحن نؤمن بأنهم أنبياء.
ولفت إلى أن المخططات الاحتلالية متعددة وكثيرة، ويبدأ تنفيذها في الوقت المناسب لها فموضوع التقسيم الزماني والمكاني مطروح منذ سنوات، ولكن الاحتلال يتحين الفرص لكيفية تنفيذ مخططاته العدوانية.. معتبرا أن الظروف التي يمر بها العالم العربي والإسلامي تجرئ الاحتلال على تنفيذ ما يخطط له.
وبالنسبة إلى التقسيم الزماني، قال الشيخ صبري إن الاحتلال كان يكثف محاولاته منذ أربع سنوات وحينما جاء بنيامين نتنياهو إلى الحكم بتأييد ودعم من الجماعات اليهودية المتطرفة حاولوا مرارا أن يفرضوا التقسيم الزماني وفشلوا ولجأوا إلى الكنيست الإسرائيلي للتشريع.
وأضاف "أن هذه الفترة نعتبرها فترة حساسة يحاول الاحتلال أن ينفرد بها في الأقصى، ويريد أن تكون باحات الأقصى فارغة من المسلمين والمسلمات، حتى تتهيأ لهم الفرص في أن يؤدوا صلواتهم التلمودية بكل يسر وبشكل علني وجهري".
وتابع "نحن نبحث الآن عن ردود الفعل، إن وجد الاحتلال ردود فعل قوية فسوف يتراجع، وإن لم يجد ردود فعل فيستمر في إجراءاته ليكون موضوع التقسيم الزماني واقعا ميدانيا، نحن بحاجة إلى تضافر الجهود الدبلوماسية والسياسية للضغط على الاحتلال الإسرائيلي حتى يتراجع عن إجراءاته العدوانية لأن السكوت معناه القبول بالأمر الواقع، وهذا الأمر الخطير الذي يهدف إليه الاحتلال".
وعن التأثيرات التي خلفها الانقسام على ما يجرى في الأقصى والقدس.. أجاب الشيخ صبري قائلا: "إن الانقسام يضعفنا وقلناها مرارا أنه سيهيئ ويجرئ إسرائيل على تهويد مدينة القدس، وأنه ليس لصالحنا قطعا ولا لصالح القضية الفلسطينية ولا لصالح الأقصى ونحن ضده"، وأضاف "لقد قلنا لطرفي الانقسام إنه مهما اختلفت وجهات النظر على الأقل ابحثوا عن القاسم المشترك، فاليهود لديهم أحزاب يمين ويسار لكنهم متفقون على القدس والأقصى، فلديهم قواسم، فلماذا لا يكون لدينا قواسم فنحن ضد الانقسام ونحمل الطرفين الموضوع".