تحريم "برهامي" الانتخابات البرلمانية .. فتاوى متنطعة لا أصل لها بالدين
في إطار التناقض الشديد الذي تشهده فتاوى شيوخ الدعوة السلفية، التي تحرم وتحلل كل شيء، وكأنهم نصبوا أنفسهم رسل الله على الأرض وأحكامهم واجبة التنفيذ، وتتغير أحكامهم وفق مصالحهم الخاصة.
"ياسر برهامي" أحد أقطاب الدعوة السلفية وحزب النور، الذي لم يهدأ يومًا بإصدار فتاوى شاذة تبعًا لأغراضه ومصالح حزبه، أطلق فتوى أخرى حرم خلالها الانتخابات البرلمانية بشكل عام، ومشاركة المرأة فيها بشكل خاص؛ تحت زعم أنها مفسدة للنفس وتضييع للوقت.
وجاءت فتواه متناقضة مع ما فعله حزب النور السلفي، والمحسوب عليه "برهامي"، إبان انتخابات برلمان 2012، فكانت المرأة متواجدة على قوائمهم الانتخابية وممثلة لعدة مناطق، ولم تخلو قائمة للحزب من وجود امرأة واحدة على الأقل.
وأكد فقهاء إسلاميون أنه لا صحة لفتوى "برهامي" ، فالمرأة لها حق العمل والمشاركة السياسية، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم- يأخذ بمشورة السيدة عائشة رضي الله عنها، واصفين فتاوى حزب النور السلفي بأنها "متنطعة".
قال أشرف سعد، العالم الأزهري، إنه لا صحة لما يروج له "برهامي" في أصل الدين، فوجود المرأة في البرلمان يشبه كل الأعمال في المجتمع التي تشارك فيها، مشيرًا إلى أنه ما يُحرم على المرأة فقط هو الخلافة ولا وجود للخلافة الآن.
وأضاف أن حزب النور السلفي متأثر بالدعوة السلفية؛ لأنه خرج من رحمها وفتواها تؤثر بشكل كبير على الحزب، إلا أن الدخول في العملية السياسية يحتم عليه التخلي عن بعض المبادئ والمعتقدات.
وأشار إلى أن المرأة كانت موجودة على قوائمهم الانتخابية، وإن كانوا يخفون في قراره أنفسهم فكرة إقصاء النساء، مؤكدا أن خطورة السلفيين باتت أشد من خطورة الإخوان وهم أكثر "غباءً" منهم.
وأكد أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أنه لا صحة لما يروج له أصحاب الدعوة السلفية، فالمرأة في الإسلام لها حق المشاركة المجتمعية والسياسية، كما أنه لا يوجد نص قرآني أو سني يحرم وجود المرأة في الانتخابات، بما يدل على إجازته، فضلا على أن الإسلام ساوى بين الرجل والمرأة في كل شيء.
وأعطى مثالا على ذلك بالسيدة "أم سلمه" رضي الله عنها، حين أشارت على النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم، أثناء "صلح الحديبية" بأن يخرج إلي الناس ويحلق رأسه كي يتحلل من الإحرام، ويذبح أضحية أمام الناس الذين يريدون أداء فريضة الحج شوقًا للبيت الحرام، وأخذ النبي بمشورتها.
وأضاف أن السيدة عائشة رضي الله عنها، كانت لها آراء عديدة فيما يخص السياسية، وكانت من الصحابة الذين يُؤخذ برأيهم في كل الأمور أثناء خلافة الإمام علي بن أبي طالب.
وأكد أن المرأة لها دور سياسي ومجتمعي كبير، مشيرًا إلى قول النبي – صلى الله عليه وسلم- "لا يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة" الذي يستدل به المتنطعون من السلفية خاص بابنة الملك "كسرى" حاكم الروم، فهو مقيد على تلك الحالة وليس مطلقا في كل الحالات.
وأوضح أنه إذا كان هناك في الماضي إقصاء للمرأة، فإن حقوق المواطنة تتفق مع الشريعة الإسلامية، ولا تنكر على المرأة حقها في المشاركة السياسية، مصداقًا لحديث "ابن القيم" الذي قال فيه: "حيثما كانت المصلحة فثم شرع الله".